* لندن من أحمد حسن الشرقاوي أ. ش.أ:
يبدو ان بريطانيا مقبلة على اسبوع من الاضطرابات والاستقالات والمسيرات المناهضة للحرب ضد العراق بعد أن حسم رئيس وزرائها توني بلير أمره وقرر المراهنة حتى النهاية بتأييدالولايات المتحدة فى الحرب على العراق.
فبعد القمة الطارئة التى عقدت يوم الاحد وجمعت بين بلير وكل من الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماري اثنار فى جزر الازورالبرتغالية فى المحيط الاطلنطي والتي وجهت انذاراً للرئيس العراقي صدام حسين بنفس حدة الانذار الذى وجهته لفرنسا ومجلس الامن الدولي لتعطي للجميع فترة لاتتعدى 24 ساعة ليحزم الكل أمره أو ان ينتظروا الحرب.
فقد قال الرئيس الأمريكي جورج بوش فى نهاية القمة: يوم الاثنين (امس) هو أخر موعد للأمم المتحدة ولمجلس الأمن للتصويت على انذار حاسم ونهائي للرئيس العراقى صدام حسين.
وقال رئيس الوزراء البريطاني فى مؤتمر صحفي مشترك عقب القمة: ان الوقت الاضافي أو التمهل فى اتخاذ قرار نهائي سيكون رسالة واضحة ونهائية لصدام معناها مواصلة اخفاء اسلحة الرئيس العراقي.
وأشار الى ان المهلة قصيرة للغاية (واذا لم تقم الأمم المتحدة بواجبها فاننا سنتصرف كما تصرفنا فى رواندا وكوسوفو).
وقبل عودة رئيس الوزراء البريطاني الى لندن قبل الليلة أعلنت جماعة (أوقفوا الحرب) البريطانية انها دعت الى مظاهرات جديدة فى لندن يوم السبت المقبل وتوقعت ان ينضم للمسيرة نحو مليون مشارك للاحتجاج على موقف بلير من تأييد الولايات المتحدة فى حربها ضد العراق.
كما أفادت شبكة سكاي نيوز الاخبارية البريطانية ان طلبة المدارس الثانوية اتفقوا على القيام بمسيرات ومغادرة المدارس فى اليوم الذي تقع فيه الحرب كما عبر ممثلو الاتحادات النقابية والعمالية انضمام الموظفين فى المصالح والشركات والعمال فى المصانع الى مسيرات الطلبة حال وقوع الحرب.
ومن المؤكد فى حالة اعلان بلير الحرب على العراق بدون موافقة الامم المتحدة ان تقدم وزيرة التنمية الدولية كلير شورت استقالتها على الفور كما ان وزير الدولة البريطاني روبين كوك سيقدم استقالته أيضا اضافة الى ان هناك عدداً من الوزراء المحتمل تقديم استقالاتهم من بينهم وزيرة الثقافة تيسا جويل ووزير المواصلات السير دارلنج.
ويتوقع المراقبون ألا يقدم رئيس الوزراء البريطاني على تقديم مذكرة للبرلمان للموافقة على الحرب قبل اندلاع عمليات القتال لان تقديمها قبل بدء الحرب لن يفيد سوى فى التركيز على مدى المعارضة والتمرد الذي يعاني منه بلير بين صفوف حزبه وداخل مجلس العموم.
ومن المتوقع (وفقاً لتقارير صحفية) ان يتقدم توني بلير خلال الاسبوع الجاري لملكة بريطانيا لاعلامها بأن الحكومة ستعلن الحرب على العراق فيما يتم ارجاء موافقة البرلمان على المشاركة فى الحرب لحين بدء القتال بالفعل حتى يستطيع القول بأن الجميع يتعين ان يتضامن مع القوات البريطانية فى جبهة القتال وتأجيل أية خلافات فى الرأى لحين انتهاء الحرب.
وتشير التقارير الى ان بلير يراهن على ان يتم حسم المعركة فى العراق خلال فترة بسيطة يتم بعدها العثور على أسلحة الدمار الشامل التى يخفيها النظام العراقي ليعود بلير للتصدي لاي معارضة أوتمرد داخلي يتعرض له بالقول إنه كان على صواب وانه تحلى بالصبر والشجاعة والتزم بمبادئه ودافع عنها حتى النهاية وحتى أثبتت الوقائع صحة وجهة نظره.
ورغم قول الرئيس بوش بأن العالم يواجه لحظة الصدق وينبغي على المجتمع الدولي اثبات التزامه بالسلام والأمن عن طريق مساندة نزع سلاح (الرئيس العراقي) صدام حسين على الفور وبدون شروط فقد جدد التأكيد على ان صدام حسين يمثل خطراً على جيرانه ويرعى الارهاب ويمثل عقبة فى سبيل التقدم فى الشرط الأوسط حسب قوله.
|