Tuesday 18th march,2003 11128العدد الثلاثاء 15 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«أنت» «أنت»
خطابنا الإعلامي
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

ظل الخطاب الإعلامي السعودي على مدى عقود من الزمن متناغماً دائماً ومتوافقاً مع التوجه السياسي السعودي المحافظ المتحفظ الذي اثبت فعاليته وجدواه على الساحة الدولية.لكن هناك دولاً وجهات أجنبية، وأحياناً عربية مع الأسف، حاولت قديماً وحديثاً، أن تستغل ذلك، ظناً منها أن سياسة المملكة الهادئة العاقلة ناجمة عن ضعف أو عدم اكتراث بما يجري أمامها وحولها من أحداث.
لقد كان للمملكة ومواطنيها دور فاعل ومؤثر.. في أكبر الأحداث العربية أو الإسلامية أو العالمية التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية.. ورغم كل ذلك مازال خطابنا الإعلامي غير ما نريد.. والشواهد على ذلك كثيرة.
فالتصوير الإعلامي للمملكة في العالمين العربي والإسلامي كان دائماً ولايزال تصويراً سلبياً بكل أسف.. وكان دائماً يقابل بعدم مبالاة.. رغم الدعم والتأثير الهائل للمملكة في كل قضية عربية أو إسلامية تدخلت فيها المملكة.. وما أكثرها.. من البوسنة شمالاً حتى اليمن جنوباً، ومن كشمير وأفغانستان والشيشان شرقاً حتى الجزائر غرباً.. مروراً بفلسطين ولبنان والكويت.. وغيرها.. رغم أن قضايا العالمين العربي والإسلامي - التي هي في أغلبها كوارث- وكان دور المملكة فيها دور المغيث والمعالج ومطفئ الحرائق.. والمنقذ.نحن نواجه اليوم إعلاماً عربياً وإسلامياً مناوئاً في أغلبه.. زادت حدته معركة أمريكا مع العراق.. علاوة على أننا نواجه منذ كارثة 11 سبتمبر حملة إعلامية عالمية مركزة.. تهدف إلى استعداء الشعوب علينا وتنفيرهم منا.
وفي هذه الأيام نحن أمام ساعة الانفجار.. التي هي على بعد أيام.. ومع هذا خطابنا الإعلامي متضارب الاتجاهات يقاد ولا يقود.. حيث ظهر إعلامنا أمام العرب والمسلمين في موقع المدافع.. وصارت صورة المملكة في ذهن نصف شعوب المنطقة وكأنها مغلوبة على أمرها.. وفي نظر النصف الآخر براغماتية تهمها مصالحها بالدرجة الأولى..
وهاتان نظرتان تتراوحان بين الذل والتخاذل.. وكل من الوصفين ظالم وحقير تجب مواجهته.
الغريب ان الإعلام السعودي لم يستطع رغم كثافة تواجده وقوة أدائه الفني وقدرته المالية العالية أن يواجه الصورة التي تبثها وسائل الإعلام العالمية أو العربية.. التي هي في مجملها واقعة تحت تأثير التوجيه المباشر أو الانطباع العام المبني على صورة نمطية عن أهل المملكة والخليج.
هذه الأيام نحن نواجه أقسى الأزمات التي تمر بها بلادنا في تاريخها.. والتي تنبئ بأن هذه المرحلة ستكون مفصلاً تاريخياً سيشكل مستقبل وطننا ومواطنينا.. وفي رأيي أنه حل وقت العمل على توجيه الصورة السعودية بخطاب اعلامي واع وعلى قدر كبير من الذكاء والمهنية.
فالشواهد القائمة تقول.. انه لا يوجد لدينا خطاب إعلامي موحد.. له مسار محدد لتوصيل رسالة محددة تخاطب شرائح محددة.. وما نسمعه ونراه هو ترديد لما يقال ويذاع ويكتب.. والأدهى والأمر أنه لم يتم التوجه للداخل.. للمواطن السعودي نفسه وكأنه غير موجود أو أنه محصن غير قابل للاختراق.. فنحن كمواطنين نتلقى رسائل متضاربة..
وعلينا مواجهة ما نتلقاه كمتابعين للاعلام العربي والعالمي.. وينتابنا شعور بقلة الحيلة في الرد والإجابة على أي دعاوى باطلة.. أو متهافتة أو متطاولة.
أخيراً.. أمامنا مواجهات إعلامية ملحة يجب التعامل معها بما يتناسب مع حجمها وتأثيرها.. مثلاً:
كيف هو خطابنا الإعلامي القائم ونحن نعيش مرحلة الحرب المتوقعة على العراق؟..وكيف سيكون خلال فترة انفجار الحرب.. وبعدها؟
كيف سيكون الخطاب الإعلامي الداخلي الذي سيقود مرحلة التغييرات القادمة في المجتمع عموماً؟.. ولبقية الأسئلة مقالة أخرى.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved