Tuesday 18th march,2003 11128العدد الثلاثاء 15 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مع مؤتمر الأندية الأدبية (2) مع مؤتمر الأندية الأدبية (2)
عبدالله بن إدريس

بعد ما كتبته الأسبوع الماضي عن «المؤتمر السابع عشر لرؤساء الأندية الأدبية» بالقصيم.. ورد إليَّ سؤال من أحدهم لم يكتب اسمه.. يقول سؤاله: «هل حققت مؤتمرات الأندية الأدبية ما يأمله المثقفون منها، أم ما يرجوه العاملون في الأندية الأدبية فقط؟!».
***
والحق أنني لست الآن متلبساً بحق الدفاع عن الأندية ولا بالهجوم عليها.. بل.. لم أفعل ذلك إبَّان كنت رئيساً لأحدها.. وعضواً لمؤتمراتها السابقة.. فكيف بي، وقد أرحتُ نفسي عن عنائها - بحمد الله-؟!
لكني أرد السؤال إلى صاحبه بسؤال هو جزء من سؤاله: «ما الذي يأمله المثقفون من الأندية الأدبية ولم يتحقق الكثير منه..»؟!
إن ما يأمله المثقفون لا يزال غامضاً بعض الغموض.. وهو يحتاج إلى تشخيص وتحديد.. يضع الصورة واضحة أمام المثقفين العاملين في النوادي، والمثقفين خارجها.. لا تزال صورة التوافق بين الجانبين عليها غَبَش كثيف.. فمتى تصفو..؟!
***
وتقتضي مناسبة هذا الحديث أن أذكر.. أننا دعونا قبل عشر سنوات عدداً من الشعراء والمثقفين الشباب للحضور إلى النادي والاجتماع برئيس وأعضاء مجلس الإدارة لطرح ما لديهم من رؤى.. وأفكار.. حول ما يأملونه، ويريدونه، ويتطلعون إليه، من أعمال ونشاطات.. فوق ما هو قائم ومنفذ..؟!
ودعونا مرة أخرى المشرفين على الصفحات الثقافية في الصحف المحلية.. لاجتماع مماثل.
وتَمَّ الاجتماعان.. كلٌّ منهما في وقته.. وعلى حدة.
وقلنا لهم في الاجتماعين: انقدونا بكل ما لديكم من جرأة وصراحة ولكن بصدْقية موضوعية.. فالنقد الموضوعي يرحب به كل عاقل.. ولا ننسى.. في هذا السياق؛ مقولة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه «رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي»..
قلنا لهم: هذه أعمال النادي ونشاطاته القائمة.. والباب مفتوح أمامكم لتضيفوا ما تشاءون.. على أن تكون الإضافات ملتزمة بالقيم والثوابت الدينية في هذه البلاد، وحسب الأنظمة المرعية والإمكانات المادية والبشرية.. فلم يزيدوا على أن يقولوا بعد النقاش والمداولات: «الحقيقة أننا لا نجد ما يمكن إضافته إلى ما هو قائم ومتحقق.. ولكنكم مقصِّرون في الجانب الإعلامي لنشاطات النادي وإنجازاته.. بحيث لا نعرف عنها إلا ما ينشر وهو القليل؟ قلنا لهم: نوافقكم على هذا الرأي.. ولكن.. «أيٌّ كذا خلقت».
ومع ذلك كله فلا تزكية مني ولا من غيري لما حققته الأندية الأدبية وفق الطموحات الواسعة في مخيّلات وأذهان الذين يأملون منها أكثر مما يعملون لها ومعها..!
***
وبعد:
فقد شاهدنا وسمعنا من خلال النشاطات الرديفة للمؤتمر ما أثلج صدورنا بصفته دليل وعي ناضج.. وتوجُّه حضاري إنساني لخدمة الوطن والمواطنين والمقيمين فيه.
أذكر من ذلك مثاليْن مكتفياً بهما.
الأول: مركز صالح بن صالح في «عنيزة» وهو مركز ثقافي يحق لعنيزة، بل وللقصيم عامةً الاعتزاز به، وقد أقيمت فيه فعالية ثقافية من المؤتمر. وقد أعطانا الأستاذ إبراهيم السبيل أحد المثقفين في عنيزة وأحد المسؤولين عنه.. لمحة خاطفة.. لم تستغرق إلا «نصف ساعة فقط لا غير..»..!
وذكر الأستاذ السبيل كما الأستاذ عبد الرحمن العليّان - مدير التعليم في عنيزة سابقاً - أن هذا المركز قام به أهل عنيزة وحدهم تبرعاً. وله خدمات كثيرة وهامة للنفع العام.
المثال الثاني: صالح السلمان.. أحد أثرياء بريدة ووجهائها..والعامل على تشغيل أمواله في وطنه صناعة وسياحة.. وأعمالاً خيرية.. يريد بها وجه الله والدار الآخرة.
وقد دعا المؤتمرين لزيارة مزرعته «الركية» وتناول الغداء فيها، وقد حَدَّثنا عن هذه المزرعة فذكر أن مساحتها (60) مليون متر، وفيها (35) ألف نخلة من النخل المختار، وقطعان من الإبل والأغنام ينتفع منها كثيرون، بل قال لنا أحد سائقي السيارات: إن الشيخ صالح السلمان هو أول من تجاوب مع دعوة الأمير عبد الله بن عبد العزيز لدى جولته على بعض الأحياء الفقيرة في مدينة الرياض وذلك بتبرعه ب«250» قطعة أرض في بريدة للفقراء الذين لا يملكون بيوتاً لسكناهم، فإذا صَحَّ هذا الخبر فهنيئاً له بما قدم وما رصد.. في رصيده الأخروي.
***
وحسبي من إيراد هذين المثاليْن أن أستحثَّ بهما كل من أعطاهم الله وفرةً من المال أن يودعوا جزءاً منها في «رصيدهم الأبدي» فهو حقهم من هذا المال.. أما ما مضَوْا وتركوه فليس لهم منه نصيب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved