خرج الهلال من التصفيات الآسيوية مثلما دخلها «صفر اليدين» كما فعل تماماً في البطولة الخليجية. ولم يكن الزعيم وهو يخوض غمار البطولتين مؤهلاً من النواحي «الفنية والعناصرية والادارية» للفوز بهما. لذلك جاء خروجه منهما سريعا أمرا متوقعا وطبيعيا. فالفوز بالبطولة له مقومات يعرفها الهلاليون جيدا فهم أصحاب خبرة ودراية وممارسة عريضة في هذا الجانب ويدرّسون غيرهم في كيفية احراز البطولات. ومن أجل هذا فهم مقتنعون تماما بخروجهم خاليّ الوفاض خليجيا وآسيوياً لأن مقومات الفوز لم تكن لديهم.
وقد تفاءل الهلاليون بالمستوى الرائع الذي قدمه الفريق في بداية التصفيات أمام العين رغم خسارته وجزموا انها بداية الصحوة للزعيم الحقيقي والعودة مجدداً للتألق والابداع والقوة والامتاع وكان هناك من نسب هذا التغير للمدرب الجديد أديموس ولمساته السحرية، إلا ان الأكثرية كانت متحفظة على دور المدرب في هذا الجانب لضيق المساحة الزمنية التي أشرف خلالها على الفريق والتي من المستحيل ان تمكنه من تقديم أي اضافة فنية. والتي اتمنى ان تواصل تحفظها في الحكم على المدرب حتى بعد دوره الفعال ومشاركته ضمن من شاركوا في تقديم الهلال لقمة سائغة لفريق السد القطري. إذ انه لو ترك الفريق يؤدي مباراتيه الأخيرتين مثلما أداها أمام العين دون تدخل أو تغيير فربما اختلف الوضع تماما أو على الأقل لم يخسر تلك الخسارة المخجلة من السد ويكفي انه في هذه المباراة التي تتطلب كثافة هجومية لاحتياجه للفوز وبكمية وافرة من الأهداف قد جرد الفريق من أهم وأقوى أسلحته «كاتشليسكس» عندما أعاده للوراء ليؤدي أدوارا دفاعية في ظل غياب الدوخي المفاجىء والذي كان يجب ان يستعاض عنه بأي لاعب آخر كخالد عزيز مثلا مع إبقاء كاتشليسكس في موقعه الأصلي على الجناح فهو إن لم يساهم في صنع الأهداف لزملائه فعلى الأقل سيشكل ضغطا على فريق السد ويمنع اندفاعه للامام. ولكن اديموس خسر هجوميا ولم يكسب دفاعيا باعادة كاتشليسكس للوراء. ومع ذلك نتحفظ في الحكم على المدرب ولن نقرر فشله بعد سقوط الفريق في المباراة الأخيرة مثلما تحفظنا على الاشادة به بعد النجاح الكبير في المباراة الأولى.
ولقد أذابت الخسارة المؤلمة من السد كل حالات الفرح الهلالي والتفاؤل التي كان محبو الزعيم يتبادلونها فيما بينهم معتبرين العودة من العين بالمستوى الفني الراقي مكسبا يعادل الفوز ببطاقة التأهل «التي خسروها» ولكن الانتكاسة التي حدثت أمام السد والتي أعادت الفريق لسابق عهده في التفكك والتدهور الفني أعادت الاحباط الى النفوس الزرقاء وتسلل اليأس الى قلوبهم مرة أخرى من تحقيق أي بطولة أو لقب هذا الموسم.
ويتبقى ان نشير الى ان التذبذب الكبير في المستوى الفني الهلالي ارتفاعا ثم هبوطا في ظرف ثلاث مباريات أثبت حقيقة دامغة وهي ان العلة الهلالية الحالية سببها اللاعبون.. فهل يستطيعون ان يجيبوا كيف كانوا نجوماً أمام العين ثم أقل من ذلك أمام الاستقلال ثم.. أصفاراً أمام السد؟!!!.
|