عندما وصلت الأمور إلى حافة الهاوية وبدا أن الحرب باتت واقعاً، بدأ أمريكيون في قمة المسؤولية السياسية يظهرون علانية تبرمهم تجاه ما تفعله قوى الصهيونية متنفذة بسياسات بلادهم، حيث ظهر بوضوح أن القوى الصهيونية تسعى لتأجيج نيران الحرب والتحريض عليها ودفع الإدارة الأمريكية لاتخاذ قرار الحرب، بينما بدت إسرائيل أكثر حماسة للحرب باعتبار أنها تخلصها من أي التزام تجاه السلام وتطلق أيديها لتستمر في سياسات القمع.
فالسيد بات بيوكانان المرشح السابق للرئاسة الأمريكية قال إن المحافظين الجدد هم عصابة من اليهود في البيت الأبيض ووزارة الدفاع يدفعون أمريكا إلى الحرب ويجندون الدم الأمريكي أمناً لإسرائيل.
وهناك رأي عام غربي متنامٍ مدرك لأبعاد الدور اليهودي في دفع العالم نحو هذه الحرب وإسكات الأصوات التي تكشف هذا الدور، فقد استقال مؤخراً النائب الأمريكي جيمس مورغان من منصبه كرئيس اقليمي للحزب الديمقراطي تحت ضغط يهودي بعد أن كشف الدور اليهودي المحرض على ضرب العراق وقال: «لو لم يكن هناك دعم قوي من الجالية اليهودية لهذه الحرب لما كنا نعمل ما نعمله».
وحقيقة الأمر فإن الكيل فاض بهؤلاء الذين أفصحوا عن ضيقهم بما يفعله قادة الصهيونية بسياسة بلادهم وتجيير كل جهود الدولة العظمى لصالح إسرائيل وبالطريقة التي يتضرر منها المواطن الأمريكي الذي تزداد عزلته في العالم بسبب سياسات تضع مصلحة إسرائيل أولاً..
وكان يمكن للدولة العظمى أن تنعم حقيقةً بقيادتها للعالم وأن تجد نفسها متوائمة مع الآخرين إن هي تخلصت من القيود الصهيونية التي تشدُّها إلى الارتباط بإسرائيل وتجاوز مطالب وحقوق الآخرين من أجل إرضاء إسرائيل.
ومع تكشف المزيد من الحقائق عن هذا الدور الذي يلعبه اليهود فإن الجماعات اليهودية عادت تبث دعاياتها المعتادة حول معاداة السامية لتعيد تكرار هذه النغمة على مسامع العالم من أجل اجتذاب اهتمامه وتأييده لكن يبدو أن هذه الدعايات والأكاذيب ما عادت تنطلي على الكثيرين بدليل ازدياد النقد لليهود وتكوُّن رأيٍّ عام عربي واسع النطاق ضدهم.
|