قالت.. اطرحي مشكلتنا..
نحن الجنديات المجهولات في حياة دكاترة الواجهات المضيئة في الإعلام والجامعات والاقتصاد والإدارة..
نحن مجموعة النساء اللاتي يخططن الآن للإعلان عن ميثاق جمعية.. وتكون تحت اسم جمعية زوجات الدكاترة.
وشروط الالتحاق تتركَّز في نوعية الظلم الواقع على الملتحقة من زوجها الدكتور.. وهو تحديداً زواجه الثاني بأخرى مثقفة ومتعلِّمة وفاعلة اجتماعياً بحجة أن الأولى غير قادرة على تمثيله التمثيل الفكري والاجتماعي الذي يليق به.
وتضامن منسوبات الجمعية لا يعني حسب رأي المتحدثة الرسمية عنهن أنهن يعترضن على شرع الله سبحانه وتعالى.. لكنهن يعترضن على الحجة الواهية التي يتخذها بعض الدكاترة الذين سافروا لأمريكا وأوروبا وتزوجوا بزوجاتهم بعدما أنهين المرحلة الثانوية أو قبلها أو هن في سنوات الجامعة الأولى..
وتركن أحلامهن وتنازلن سعيدات طائعات عن همس أمهاتهن والتخوّف من القادم.
واستحلن في زمن الغربة إلى شبه سكرتيرات يساهمن في البحث والطباعة وجمع المعلومات وترتيبها.
وحين أضاءت الدنيا للدكتور وجاء الوقت الموعود ليعوِّض الزوجة عن كفاحها معه.. وحين رقب الأبناء وهم يكبرون ويتفوّقون التفت إلى حيث هذه المرأة التي تركت كل شيء وأي شيء وأدخلت أحلامها الخاصة بالنجاح والتميز ثلاجة الموتى.
فيجدها امرأة غير قادرة على مسايرة نجاحه.. والعالم يركض ويركض.. والطوابير الجديدة من النساء تضج بالمتميزات المكافئات.. اللواتي أكملن مسيرة أحلامهن دون تنازل أو تضحية.
فيجد الدكتور أنه يستحق بعد هذا الكفاح والعمل والدراسة والتميُّز أن يكمل ديكور حياته الجميل بزوجة حديثة.. طازجة أحلامها.. ليس لديها مصطلح اسمه ثلاجة الأحلام الميتة..
نحن النساء.. اللاتي يجمعنا رابط واحد.. هو أننا قبل ثلاثين سنة أو عشرين تركنا مقاعد أحلامنا وهجرناها.. وقبلنا أن نكون جنديات مجهولات في حياتهم.. هل نستحق مثل هذا..
* هل كنا نحن السبب.. أم كانوا هم السبب.. من الذي غيَّب شمس أحلامنا طوال هذه السنين..
من هو الذي كان يفترض أن يساند الآخر..
وهل الزمن أحادي.. لا يقوى على منح التميز لاثنين معاً.. هل عقارب الساعة لا تسير إلا مع الرجل.. أما نحن النساء فلا يصح أن نكون زوجات ودارسات وباحثات عن مهارات إضافية.
من هو الذي بخس حقنا طوال هذه السنين ثم جاء أخيراً ليعاقبنا ويقول لنا.. أنتن عتيقات.. والزمن لا يحفل بالمرأة العتيقة.. ولا يعطيها ا بتسامته الوضيئة!!
* لقد قالت الكثير.. لكنني أكتفي بذلك وأسأل بكل صدق: ما هو حجم الخسائر التي تخسرها المرأة بفعل التقادم!
ص.ب: 84338 - الرياض 11671
|