Monday 17th march,2003 11127العدد الأثنين 14 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
أيُّ النتائج لأيِّ الأهداف؟!
د.خيرية إبراهيم السَّقاف

ليس أسعد من الإحساس بنجاح الهدف مهما كان الطريق لهذا الهدف محفوفاً بشيءٍّ قليلٍ أو كثيرٍ من المصاعب، وعادة أتطلع إلى استشراف الدّرب، وما يأتي به قادمه وتاليه، إنَّما فيه البلسم لما يكون عليه بدء الخطو نحو هذا الذي سيأتي عنه، ويصل به...، ولعلّ تربية الأبناء هي معاناة، وهي هدف، وما يتحقق عنها إنَّما هو الاستشراف وما يأتي عنه... ونجاح الأب والأم في تحقيق أهدافهما من معاناة رعايتهما الطويلة إنَّما فيه من البلسم والإحساس بأنَّ المعاناة لم تذهب سُدَى.. لذلك فإنَّ من ضمن ما يفعلانه لهم الدعاء المستمر ذلك لأنَّ تطلُّع الآباء لبرِّ الأبناء إنما هو غاية المعاناة، ومنتهى الأمل...
ولعلَّ الآباء ليسوا فقط هم الذين يحمل الأبناء أسماءهم، ولا هنَّ الأمَّهات اللائي ينتمي الأبناء لأحشائهن... الآباء والأمهات هم أيضاً المعلِّمون، والمفكِّرون، هم من يربِّي ويعلِّم، وهم من يتبنَّى فكراً واتجاهاً... فكلُّ قدوةٍ هو أبٌٌ.. وأمٌّ..، وكلُّ مثلٍ أعلى هو قائدٌ.. والآباء والأمهات هم قادة في معسكرات التربية، كما أنهم جنودٌ في ساحاتها، وسعادة هؤلاء بنجاح أبنائهم.. ممن تحقق فيهم، وعنهم هدف التربية، وتمثَّل فيهم أنموذج الاقتداء... لا يعادلها إلا الإحساس بالفرح لبلوغ الهدف غايته..
وبمثل ما يُرتجى من الآباء والأمّهات الإخلاص في التربية، ويُتَوقَّع عنهم البذل لها حُبَّاً، وصدقاً، وعطاءً، فإنَّ هذا المتوقع من القدرة في الفكر، وفي التعليم، وفي أيٍّ من مجالات العطاء اقتداءً...
وعندها ستتحقق السعادة التي لا تقلُّ عن سعادة من يحمل الأبناء المقتدون أسماءهم أو ينتمون إلى أحشائهن...
تلك مداخلة غير مباشرة لكلِّ من يقول قولاً، أو يقدِّم فعلاً...
وينسى أنَّ لكلِّ قولٍ آذاناً تصغي، ولكل فعلٍ آثاراً تُرسم...
فكيف يريد صدى ما يقول...
أو أثر ما يفعل؟!
إن التفكُّر في الهدف، وفي النتائج.. هو المنفذ إلى سؤال النفس وسؤال النفس هو مقود المركبة، بمثل ما هو منفذُ التنفس.. ومبسم السعادة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved