* بغداد - د. حميد عبدالله العواصم - الوكالات:
دخلت العاصمة بغداد وباقي المدن العراقية اجواء الحرب وبات العراقيون متأكدين من ان الحرب صارت قاب قوسين او ادنى وأن الرئيس الامريكي بوش سيفاجئ العالم بإصدار اوامره للجيش الامريكي بغزو العراق في اية لحظة، وان ال 48 ساعة القادمة ستكون حاسمة محددين الساعات الاولى من فجر الثلاثاء حالات طوارئ عبرت عن نفسها في اكثر من جانب من جوانب الحياة، فمليشيات حزب البعث، وتشكيلات جيش القدس، وفدائيو صدام، نفذوا تمارين بالذخيرة الحية، وأجروا تمرينات على حرب المدن، فيما افرغت العديد من المستشفيات من المرضى وتمت تهيئتها استعداداً لاستقبال الجرحى.
واتساقاً مع هذه الاستعدادات أكملت الهيئة العامة للطرق والجسور تأهيل وصيانة أجهزتها وآلياتها استعداداً لإعمار جسور بغداد حيث تسربت خطة أمريكية تقضي بعزل جانبي بغداد عن بعضهما من خلال تدمير الجسور السبعة القائمة على نهر دجلة والتي تربط الكرخ بالرصافة أما وزارة التجارة فقد دعت المواطنين الى تسلم حصصهم الغذائية لشهر آب (أغسطس) القادم ليصبح مجموع الحصص الموزعة قبل أوانها (5) حصص بهدف توفير خزين كافٍٍ من المفردات الغذائية الأساسية للمواطنين.
في هذه الأثناء تسربت معلومات من فندق القناة تفيد بأن المفتشين الدوليين ينتظرون إيعازا من هانز بليكس لمغادرة العراق وأن هذا الإيعاز قد يسبق العمل العسكري بساعات قليلة، وأنهم قد رزموا عفشهم استعدادا للرحيل، ورجح هذا المصدر ان يكون المفتشون المتمتعون بإجازة والبالغ عددهم حوالي (30) مفتشاً لن يسعفهم الوقت بالعودة الى العراق وربما يكونون قد كلفوا زملاءهم بنقل حاجياتهم الشخصية المتبقية في بغداد في حالة صدور قرار من بليكس لمفتشيه بالرحيل.
وأصبحت بغداد ضمن منطقة عسكرية تضم محافظتي بابل وديالى تحت إمرة الفريق قصي صدام حسين الابن الثاني للرئيس صدام حسين في حين وضعت المنطقة الشمالية تحت امرة الفريق اول عزة ابراهيم والمنطقة الجنوبية تحت امرة علي حسن المجيد ومحافظات الفرات الاوسط تحت امرة حزبان خضر هادي.
وفي بغداد أعلن مفتشو الامم المتحدة على الاسلحة امس ان العراق ماضٍ في تدمير صواريخ الصمود 2 رغم استعداد البلاد للتصدي لهجوم امريكي محتمل.
على صعيد آخر قال مصدر كردي عراقي: إن المليشيات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الوطني، والحزب الديمقراطي الكردستاني «البيشمركة» أكملت استعداداتها العسكرية لمواجهة القوات التركية في حالة اجتياحها المنطقة الكردية في شمال العراق.
وقال مكرم الطلباني إنه سأل مسعود البارزاني إن كانت القوات الكردية قادرة على خوض حرب ضد الأتراك فأجابه الأخير بأن الأكراد سيخوضون حربا نظامية ضد الأتراك وفي حالة إخفاقهم في طرد الجيش التركي فإنهم سيلجأون الى حرب العصابات التي قد تستغرق زمنا «طويلا».
وقال البارزاني أنه وجلال الطالباني تلقيا رسالة من الإدارة الأمريكية تخيرهم بين التعاون مع الأمريكان والبريطانيين أو أن يقضوا ما تبقى من حياتهم في المنفى، وانهما (البارزاني والطالباني) لا يحبذان الحرب كطريق لإحداث تغيير سياسي في العراق، ولا يريدان الانفصال عن بغداد، لكنهما يطالبان بحكومة ائتلافية تضم جميع ألوان الطيف السياسي في العراق.
طالع دوليات
|