بينما يترقب العالم قرار مجلس الأمن الدولي بالنسبة لقضية العراق، وما يعيشه الاقتصاد العالمي من أزمات ومخاوف من التأثيرات المستقبلية للحرب على آدائه،ورد في صحيفة أمريكية، قيام إدارة الرئيس بوش، بطلب تقديم عطاءات لتنفيذ عقود لإعادة إعمار العراق بعد الحرب، من خمس شركات هندسية أمريكية، وقد تصل قيمة هذه التعاقدات 900 مليون دولار، وعن أخبار وأرباح بعض الشركات خلال الأسبوع الثاني من مارس عام 2003، فقد جاءت بعضها إيجابية، محققة أرباح تفوق أو تعادل توقعات المحللين لها، لينتعش بالتالي سهمها، حيث أدت الأخبار التي تم تداولها خلال الأسبوع والتي توحي باحتمال تأجيل الحرب، وأخرى تفيد بأن الحرب ستكون سريعة في حال اندلاعها، إلى انتعاش الأسواق بشكل جيد، بينما انخفضت أسهم شركات أخرى متأثرة بتصاريح سلبية وتحقيق خسائر مالية، فمن الناحية السلبية، حذرت الشركات الأمريكية مجال الطيران من أن يكون تأثير الحرب الأمريكية القادمة المتوقعة على العراق أشد من تأثيرات حرب الخليج السابقة سنة 1991، وبناء عليه يتوقع أن تقوم كبرى شركات الطيران الأمريكية بتقديم طلب إلى الكونجرس الأمريكي من أجل خفض ضرائب سنوية تقدر بحوالي 9 مليارات دولار، وكذلك تمديد تأمين مخاطر الحرب على الشركات تحسبا للآثار السلبية نتيجةالحرب أو أي عمل إرهابي، حسب تقرير لرابطة النقل الجوي في الولايات المتحدة،وأكد التقرير كذلك، أن شركات الطيران الأمريكية تتوقع انخفاضاً في عدد المسافرين بنسبة 10% ما يؤدي إلى إلى خسارة الشركات لحوالي 7 ،10 مليارات دولار، وكذلك توقعت الشركات أن يفقد حوالي 70 ألفاً من العاملين في شركات الطيران وظائهم، وتمتد التوقعات بأن يؤدي مجرد اندلاع الحرب إلى خسائر تقدر بحوالي 6 ،7 مليارات دولار، وكشفت إحدى أكبر شركات الاتصالات في أوروبا، دويتش تليكوم (DT) الألمانية،عن خسائر فادحة خلال العام 2002، بلغت قيمتها 2 ،27 مليار دولار، وأجبرت هذه الخسارة الرئيس التنفيذي الجديد (كاي أوي ريكي) الذي تولى منصبه بعد إقالة سلفه (رون سومرز) نتيجة تراكم الديون التي بلغت 2 ،23 مليار دولار، وعجز هذا الأخير في الحصول على اتفاقية شراكة مع أحد الشركات الضخمة، على شطب جميع الأصول التي قامت الشركة بشرائها أثناء فترة الازدهار التي شهدها قطاع الاتصالات،بحوالي 3 ،19 ملياراً، وعلى الرغم من هذه الخسارة الكبيرة إلا أنها كانت متوقعة وبصورة كبيرة، وذلك بعد تحقيق العديد من خصوم الشركة الأوروبيين لخسائر مماثلة، وتوقعت عملاقة صناعة الهواتف النقالة نوكيا (NOK) تراجع حجم مبيعاتها خلال الربع الأول من العام 2003 بنسبة تتراوح بين 5% إلى 10% خلال العام الحالي، وذلك بسبب عدم إقبال المستهلكين على شراء أجهزة جديدة ذات إمكانيات محدودة،وتوقعت الشركة كذلك أن تتراوح أرباح السهم الواحد بين 15 ،0 يورو إلى 17 ،0 يورو، مقارنة بأرباح بلغت 19 ،0 يورو للسهم الواحد خلال العام الماضي، وحذرت كذلك شركة مي تاق (MYG) عن أرباحها للربع الأول من العام، وعن بعض فضائح الشركات، تقوم شركة فورد (F) بتحقيق داخلي مع رئيسها ومدير العمليات التنفيذي بها (نيك شيلي)، بسبب تمرير أعمال إلى وكالة إعلانات عالمية مسؤولة عن تنفيذسياسة فورد الإعلانية، وهي مجموعة WPP، وتأثر سلبا سهم شركة تايم وورنر(AOL) في منتصف الأسبوع، نتيجة تداول تقارير تفيد عزم الحكومة الأمريكية توسيع قاعدة التحقيق فيما يتعلق بالمعاملات المالية في وحدة أمريكان أونلاين، وكان المحققون الفيدراليون التابعون لمفوضية السندات المالية والمقايضةالأمريكية، قد بدأوا بالتحقيق في إمكانية قيام (AOL) تايم وورنر، رفقة شركات أخرى بعمليات تبادل نقدية عن طريق عمليات زائفة، بهدف تضخيم تقارير العائدات المالية، ويعتقد أن موضوع التحقيق والعمليات المزعومة، قد حدثت قبل وبعدعملية الإندماج بين AOL وتايم وورنر أينك، وفي إطار الاتهامات والتحقيقات أيضا، تم الإعلان عن اعتقال اثنين من المديرين التنفيذيين لشركة إنرون للطاقة بتهمة حجز احتيالي لأكثر من 100 مليون دولار من دخل الشركة، مما يعني الاحتيال على مستثمري إنرون بالإضافة إلى الكذب على المحققين، وفي أوروبا أعلنت أكبرشركة للإلكترونيات الاستهلاكية فليبس إلكترونيكس (PHG) عن الاستغناء عن 1600موظف في وحدتها الرئيسية للرقائق الإلكترونية، وكذلك إغلاق مصنع في الولايات المتحدة نتيجة ضعف الطلب، وستتحمل الشركة نفقات تبلغ 200 مليون يورو موزعة على أول ثلاثة أرباع العام، وجاءت هذه الأنباء بعد أربعة أشهر من إغلاق الشركة لمصنعها لأشباه الموصلات في نيومكسيكو وتسريح 600 عامل، وبعد تذبذب أسهم فيلبس وتحقيقها في النصف الثاني من الأسبوع أدنى مستوى لها منذ حوالي ست سنوات، عادت أسهمها للانتعاش تجاوبا مع انتعاش عام للسوق، وقد تجاهلت الأسواق تراجع مبيعات السيارات التي أتت أقل من توقعات وول ستريت لها، لتقود بذلك مبيعات التجزأة إلى التراجع، تراجع سهم شركة هولت باكرد (HPQ) بعد إعلان الشركة عن ارتكابها لأخطاء محاسبية.. ومن الناحية الإيجابية، رفعت مؤسسة يو بي إس من المستوى الاستثماري لشركةكورنك (GLW) من احتفاظ إلى شراء، وأيضا رفعت مؤسسة جي بي مورجن من المستوى الاستثماري لشركة امديكس (DOX)، وحققت شركة أدوبي (ADBE) أرباحا فاقت التوقعات بمعدل 3 سنتات للسهم، حيث حققت الشركة 25 سنتا للسهم الواحد، وكذلك جاءت أرباح شركة ستيج ستورز (STGS) أكثر من المتوقع بواقع 3 سنتات للسهم، حيث حقق أرباحا بلغت 81 سنتا للسهم الواحد، وارتفع سهم شركة اف آند ام (FMBN) بنسبة 33%،بعد الموافقة على شراء الشركة من قبل شركة ميرسنتل (MRBK)، في إطار صفقة بلغت قيمتها 500 مليون دولار، وحققت شركة ايربن (URBN) أرباحا أكثر من المتوقع لها بواقع 4 سنتات، لتحقق بذلك ما قيمته 42 سنتا للسهم.
|