Monday 17th march,2003 11127العدد الأثنين 14 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مؤتمرات وندوات السعودة أوقاتها مهدرة على حساب المجتمع مؤتمرات وندوات السعودة أوقاتها مهدرة على حساب المجتمع
عبدالله صالح محمد الحمود(*)

يبتهج من يهمه أمر شؤون وشجون السعودة والتدريب، حينما يتلقى دعوة أو يسمع عن انعقاد مؤتمر أو ندوة تخص مشاريع السعودة أو التدريب، أو أي لقاءات اجتماعية أو اقتصادية ترتبط ارتباطا وثيقا أو شكلياً بشؤون السعودة، إلا ان أولئك المدعين أو المشاركين في تلك المؤتمرات أو الندوات، سرعان ما تنعكس لديهم رغبة المشاركة في هذه المحافل سلباً، وذلك بسبب ما يلاحظونه من أخطاء تقع عند اقامة تلك الندوات أو المؤتمرات، سواء من ناحية تنظيمها أو تقليص الفترات المخصصة لطرح ومناقشة أوراق العمل المتعلقة منها بشؤون السعودة، فضلاً عن ان المدد التي تحدد لجلسات مواضيع مناقشة شؤون السعودة والتدريب لا تتجاوز ساعة واحدة، وربما يكون هذا الوقت مناسباً الى حد ما، إذا ما كان المتحدث في الجلسة شخصاً أو شخصين كحد أقصى، لكن المشكلة التي تؤثر سلبا على هذه الجلسات والتي سرعان ما يبتر وقتها أحيانا، وهي جلسات العمل المنتظرة على الدوام، هو أنه يكون عدد الأشخاص المتحدثين أو المحاورين في الجلسة الواحدة يتجاوز عددهم ثلاثة الى أربعة أشخاص، ويأتي نهج تقليدي لا أعتقد أنه ذو حاجة أو فائدة لإنجاح مثل هذه الندوات أو المؤتمرات، وهو بدء رئيس الجلسة بالتعريف باسم ووظيفة هذا أو ذاك المتحدث أو المحاور، وسرد سيرة ذاتية عن ميلاده والوظائف التي شغلها والمؤهلات العلمية الحاصل عليها، ونلاحظ ان هذا السرد التعريفي يأخذ أحيانا من الوقت في حدود ثلاث دقائق، هذا إذا لم يكن رئيس الجلسة يتحدث بأريحية مطلقة وهو يُعرف الحضور بالبطاقة الشخصية للفارس المتحدث، وقس هذه الأوقات الضائعة على بقية المتحدثين أو المحاورين، من هذا الطرح يتضح لنا أننا لم نعط لهذه الندوات والمؤتمرات حقها من الوقت، فهي في الأصل لا يخصص لها إلا زمن يسير في وقتها المرصود لها، وفي الوقت نفسه سرعان ما يبتر وقتها بسبب الدخول في خصوصيات لا فائدة منها في موضوع الندوة أو المؤتمر سواء التعريف بهذا أو ذاك المتحدث أو استخدام عبارات مجاملة بين رئيس الجلسة والفرسان المتحدثين، والمؤسف له ان هذا التوجه يعد ديدن المناقشات في هذه الندوات والمؤتمرات، فالأمر لم يعد يحتمل انعقاد مثل هذه اللقاءات التي ينتهي بها الأمر دون جني فائدة تذكر، كما ان هناك ثمة ملاحظة تعيق الوقت والفائدة المرجوة من هذه اللقاءات، وهو وجوب الاستماع أحيانا الى طرح لم يعد مقبولا، وهو قراءة المتحدث أو المحاور الى كامل ورقة العمل التي قدمها في اللقاء، دون الاختصار لاعطاء وقت أكثر للحضور لطرح أسئلتهم أو استفساراتهم، يبدو ان مثل هذه اللقاءات التي تأخذ في مجملها الاحتياج الوطني الملح، انه يفترض أن يكون لها ضوابط مقننة، وأن يكون رؤساء الجلسات أشخاصا ذا خبرة متمكنة في قيادة جلسات هذه اللقاءات الهامة، وألا تمنح الفرصة أو الوقت الزائد لأي متحدث أو محاور على حساب الوقت العام للجلسة أو الجلسات كافة، اكتسابا للنيل من فائدة مرجوة للحضور وتجاه الموضوع المراد مناقشته، وصولا لاعطاء الموضوع أو المواضيع المراد مناقشتها أهمية وحقاً يكتسب منه منفعة جيدة للجميع، لا أن يهدر الوقت بمفردات تؤثر سلباً على نجاح متوقع لمثل هذه الندوات والمؤتمرات، ومن ثم تفقد بريقها المعهود، فهل نرى تقيداً مجدياً في فكر وعطاء المعنيين بهذا الأمر، نتمنى ذلك.

(*)الباحث في شؤون الموارد البشرية
للتواصل ناسوخ 2697771/01
ص ب 10668 الرياض 11443

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved