Monday 17th march,2003 11127العدد الأثنين 14 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محمد مجدي المدير التنفيذي لشركة سيجما للأوراق المالية محمد مجدي المدير التنفيذي لشركة سيجما للأوراق المالية
البورصة السعودية نجحت في جذب بعض الأموال المهاجرة ونحذر من المبالغة السعرية

* القاهرة مكتب الجزيرة محمد العجمي:
شهدت الاسهم في السوق الامريكي أدنى انخفاض لها منذ سبع سنوات والبورصات العالمية والعربية ليست بعيدة عن هذا التدهور، ففي ظل عدم استقرار الاوضاع السياسية العالمية ينعكس بصفة مباشرة على اسواق المال؟ بل ان حالة الحرب واللاحرب التي تسيطر على المنطقة العربية تؤدي الى انخفاض الاستثمارات المباشرة وانخفض في اسواق المال بما ينعكس على الاقتصاديات العربية وضعنا هموم البورصات العربية على مكتب محمد مجدي المدير التنفيذي لشركة سيجما لتداول الاوراق المالية.
* في ظل الرغبة الامريكية بضرب العراق أمام رفض الشارع العالمي وقيادات الدول العربية وفرنسا والمانيا وروسيا ما تأثير ذلك على المنطقة العربية خاصة في ظل اندلاع الحرب؟
المنطقة العربية ستشهد خسائر كبيرة لا يمكن تقديرها فهي مرتبطة بسيناريو الحرب الامريكية طول الفترة ومعظم اقتصاديات الدول العربية تعتمد إما على البترول أو السياحة أو تجارة الخدمات وكلها معرضة لعدم الاستقرار في حالة حدوث اى اضطرابات سياسية فما الواقع اذا حدثت الحرب فلا بد أن اقتصاديات الدول العربية ستحقق خسائر كبيرة فعلى سبيل المثال مصر ستلحق بها سلبيات نتيجة لانخفاض دخل السياحة وارتفاع اسعار التأمين على عبور السفن في قناة السويس كما ستخسر مصر سوق العراق الذي يصدر بكميات مرتفعة في النفط مقابل الغذاء بالاضافة الى الآثار السلبية على تحويلات العاملين بالخارج وزيادة البطالة في مصر فجميع الانظمة العربية ترفض العدوان على العراق خاصة في ظل عدم وجود مبرر لذلك كما أن الحرب سيكون لها تأثير كبير على القضية الفلسطينية ولا يمكن أحد يتوقع ماذا سيحدث للفلسطينيين اثناء الحرب هل مزيد من المذابح أم تهجير في الوقت الذي تتوجه انظار العالم الى العدوان على العراق وماذا يحدث لو دخلت العراق الاردن خاصة أن اسرائيل هددت في عام 1991 بانها ستدخل الحرب اذا دخلت العراق الاردن وماذا لو حدث ودخلت اسرائيل الاردن فان حدود السعودية ستكون مهددة وكذلك سوريا ستحدث اضطرابات شديدة في المنطقة وكل هذا مبني على افتراضات يجب أن تؤخذ في الحسابات حتى يمكن تداول الاثار السلبية فهذه الابعاد للحرب تخلق نوعاً من عدم الاستقرار في المنطقة وهو ما ينعكس بصورة أو أخرى على الاقتصادات العربية.
* وضع المستثمر في ظل هذه الاضطرابات؟
رأس المال بطبيعته جبان واذا حدث اي قلق غير طبيعي او اضطرابات فسوف يعزف المستثمر عن الاستثمار في المنطقة طول فترة الحرب وهو ما يُحدث ركود في الاقتصاد والبورصات والاوراق المالية سواء في المنطقة أو في مصر الشراء والبيع والصورة حاليا غير واضحة هل ستدخل أمريكا بدون موافقة مجلس الامن واذا حدث ذلك فسوف يكون لديها القدرة في ضرب اي دولة عربية أخرى مثل سوريا ولبنان ومصر والسعودية.
* هل الاقتصاد هو الدافع للحرب؟
الاستراتيجية الامريكية في البداية كانت قائمة على تحرير اقتصاديات العالم خاصة المنطقة العربية ويأتي بعد ذلك تحرير السياسة ولكن تغير الوضع وطالبت امريكا بالتحرر السياسي أولا فلم يشهد التاريخ أن اي دولة تدخلت لتغيير نظام الحكم في دولة أخرى مثلما تفعل امريكا بغض النظر نحن معا او ضد هذا النظام وما تفعله أمريكا يمكن ان تفعله في اي دولة أخرى وهو ما ينعكس على عدم الاستقرار السياسي في المنطقة لفترة طويلة والمستثمر دائما يبحث عن الاستقرار السياسي اولا مما يعطي مؤشرات بان فرص الاستثمار في المنطقة قليلة خلال الايام القادمة خاصة أن المنطقة أصبحت حقل تجارب بين القوى السياسية فيمن يسيطر على النظام العالمي الجديد فدفاع روسيا وفرنسا والمانيا ليس لعيون العرب وانما دفاع عن مصالحها في النظام العالمي ولا أحد يتوقع ماذا سيحدث لو فرضت امريكا كلمتها على هذه الدول.
* ماذا عن البورصات العربية وكيف يمكن مواجهة انخفاضها؟
البورصات العربية حدث لها انخفاض وركود مع بدء قرب الحرب وحدوث انخفاض في كمية التداول وبات الكل مترقباً لما يحدث على المسرح السياسي ويوجد ناس متفائلون واخرون متشائمون من الوضع فسحابة الحرب تجعل اي مستثمر يقف على البر قبل الدخول الى البورصة وللخروج من هذه الازمة لابد من تكامل عربي وجذب العرب للاستثمار داخل المنطقة العربية لأنهم الاقدر على الاستمرار بحكم أن هذه البلاد موطنهم وهذا هو الحل الوحيد في ظل الفترة القادمة حتى لا تتوقف عملية الاستثمار في المنطقة ويزداد العبء على الاقتصاديات العربية.
* فماذا تقول للمستثمر في ظل هذه الازمة؟
المستثمر يهدف الى تحقيق اعلى ربح باقل مخاطر ودائما يبحث اولا عن المخاطر المنخفضة في الاسواق في ظل الاحداث الحالية وحالة الترقب التي ينتظرها العالم ننصح المستثمر بعدم الاستثمار في الاوراق المالية قبل وضوح الرؤية بالبيع خاصة بعد الانخفاض الذي لحق بالبورصات العربية والعالمية فلا بد من الانتظار لتعويض الانخفاض كما ننصح بعدم ضخ استثمارات جديدة من الاوراق المالية إلا بعد استقرار الاوضاع خاصة أن البورصة المصرية حاليا حجم التداول على الاسهم بها 20 مليون جنيه فقط وهي مؤثرات خطيرة فالبورصة هي انعكاس للأحداث الخارجية والاقتصاد لهذا لا بد ان يفكر المستثمر جيداً قبل اتخاذ قرار الشراء أو البيع واستثمار المتخصصين في هذا المجال خاصة في ظل الاحداث الجارية.
* ما تأثير الحرب على البورصة السعودية .. وما تقييمك لادائها؟
البورصة السعودية من اكبر البورصات العربية خاصة بعد طرح اسهم الاتصالات التي ارتفعت بنحو 21% اعلى من سعر الطرح الذي كان يمثل 170 ريال اصبح الان 206 ،25 ريال، فالسوق السعودي يتميز بسيولة عالية جدا مع القرارات الجديدة بالسماح للأجانب بالدخول على مراحل عند اتمامها بالكامل يدخل الاجنبي للاستثمار مما يزيد من سيولة اسواق المال السعودي ولكن نحذر من المبالغة في اسعار الاسهم حتى لا يحدث كساد ونطالب بأن تكون هناك رقابة لأسعار الاسهم حتى لاترتفع بدرجة مبالغ فيها بالاضافة الى أن البورصة السعودية اعلى من مثيلتها في الدول الاخرى كما انها نجحت في جذب بعض الاموال العربية من الاسواق العالمية وذلك نتيجة لوجود الاستقرار السياسي بالمملكة الذي يعد أهم عامل على استقرار اسواق المال ونجاحها هذا في الوقت الذي تقوم به المملكة باصدار قوانين وتشريعات تسمح بدخول شركات اجنبية تعمل في المجال المالي في السوق والتشريعات حتى تكون عامل جذب أكثر خاصة في ظل الفترة الحالية وتعمل على تشجيع الاستثمار في المنطقة.
* وماذا عن البورصات الخليجية؟
توجد فرصة جيدة للشراء في السوق الكويتي خصوصا في فترة الحرب وبعد الحرب خاصة أنها ستكون في مأمن تام من مخاطر الجيران ستنتهي وتتحسن الأوضاع الاقتصادية والشراء وقت الحرب على اساس انها ستكون ادنى شيء في الاسعار ولكن بعد الحرب والاستقرار سترتفع هذه الاسهم وتحقق أرباحاً خيالية ولكن أكبر دولة ستكون جاذبة للاستثمار هي السعودية فهي أكبر دولة في منطقة الخليج وكل سكان دول الخليج يصل تعداده نصف سكان المملكة بالاضافة الى ما تتمتع به المملكة من امكانات اقتصادية مرتفعة كما أنها لن تتأثر السياحة بها بحالة الحرب لأنها سياحة دينية الى جانب الجهد الذي تبذله المملكة في تنمية الموارد الاخرى حتى لا تعتمد على البترول بشكل كبير.
* هل يوجد ارقام عن الخسائر التي يمكن أن تتحملها البورصات العربية؟
اصعب شيء في عملنا هو انه يعتمد على المستقبل والاشياء التي أمامنا التي تعطي رؤية للمستقبل بناء على ارقام وتحليلات اقتصادية، والوضع الحالي لم تشهده المنطقة من قبل ففي 1991 كانت هناك اضطرابات ولكن كانت الامور مختلفة أما الان فكل شيء متوقف على اخبار الحرب ايجابا وسلبا ولا نستطيع التنبؤ بالخسائر الاقتصادية لأن ذلك متوقف على السيناريو الامريكي هل تستمر الحرب اسبوعا أو اسبوعين ولكن اذا زاد الوضع عن شهر ونصف الشهر ننصح المستثمرين بالشراء في الاوراق المالية وقد تنتهي الاوضاع بدون حروب وتكون الخسائر لا تذكر حيث تعود الاسواق الى نشاطها وتنتهي حالة الركود فكل شيء متوقف على المستقبل حرب أم لا حرب واذا كانت الحرب ما مدتها ومن المشاركين وما ابعادها ومتى تنتهي ؟ اسئلة كثيرة لها انعكاسها على البورصة والاقتصاد العربي بوجه عام.
* في ظل هذه الاحداث كيف تدار الازمة؟
لا بد من وضع استراتيجية عربية لطرح الحلول لكيفية الخروج من الازمة ولكن في ظل عدم التعاون الذي نشاهده يصبح للحلول الفردية عامل ايجابي في تقليل الخسائر ولأكبر قدر ممكن وان كان يفضل الحلول في اطار التكامل العربي وبالنسبة للمستثمرين الافراد العاديين احسن الحلول لادارة هذه الازمة هو اللجوء للمتخصصين في البنوك وشركات الاموال واحسن فرص الاستثمار حاليا هو الاحتفاظ بجزء كبير من السيولة وان يضع في اعتباره دائما كيفية الحصول على اعلى عائد من السيولة المتاحة بدون التعرض لمخاطر الانخفاض فاذا احتفظ بجزء كبير من السيولة في اسهم قليلة التداول يكون افضل لأن ابعاد الازمة لا يعرفها احد ولا يتوقع بها احد.
بماذا تنصح الذين يفكرون في هجرة أموالهم للخارج؟
خروج الاموال للخارج ليس في صالح المستثمرين خاصة في ظل التهديدات المستمرة للعرب والمسلمين والاسئلة التي تدور حول أي مال عربي ينطلق من بلاده الى الخارج فما يشهد المستثمر من اضطهاد عنصري في بلاد الغرب يجعل امواله مهددة، هذا بالاضافة الى الركود الذي يمر بالاقتصاد الامريكي كما أن اكبر شركات الاتصال، فالمخاطر في أوروبا مثل فرنس تليكوم اعلنت خسائر ضخمة وغير مبشرة بمستقبل افضل، فالمخاطر التي تتعرض لها الاموال العربية واحدة أما شبح الحرب في المنطقة او اتهامها بتمويل جماعات في الغرب ولكن الحال سيكون افضل اذا ظلت في المنطقة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved