* لندن أ.ش.أ:
أكد كريس سميث وزير الثقافة البريطاني السابق ان الحرب على العراق سينظر اليها على انها ليست حرباً على الرئيس صدام حسين ولكنها حرب على الاسلام.
وحذر نائب مجلس العموم البريطاني عن حزب العمال الحاكم (خلال مناقشة غير رسمية يوم السبت مع مجموعة من البرلمانيين المعارضين لموقف بلير من العراق) الحكومة البريطانية من تعريض علاقاتها مع الشعوب الاسلامية للخطر على المدى المتوسط والبعيد نتيجة للحرب على العراق.
وأكد سميث ان نتائج الحرب ستكون مفزعة معربا عن أمله فى ان ينصت رئيس الوزراء توني بلير للمخاوف الناجمة عن مدى ادراك الشعوب الاسلامية لأهداف تلك الحرب وانعكاسات ذلك على مستقبل العلاقات بين بريطانيا والبلدان الاسلامية على المدى المتوسط والطويل وربما القصير أيضاً.
تجدر الاشارة الى ان الاجتماع غير الرسمي عقد بناء على دعوة من مجلس مسلمي بريطانيا ومن النائب المسلم بمجلس العموم محمد سروار والنائب العمالي أليس مكماهون وشارك فى اللقاء نحو عشرة من أعضاء البرلمان الذين تبادلوا الرأي حول آخر التطورات بالنسبة للحرب على العراق.
وأعرب النائب العمالي ووزير الثقافة البريطاني السابق كريس سميث خلال الاجتماع عن مخاوفه من نتائج الهجوم على العراق وما سيترتب عليه من عدم استقرار اقليمي فى منطقة الشرق الاوسط مؤكداً انه سيكون من الصعب عقب الحرب على العراق التوصل الى تسوية للصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين على عكس ما تراه الادارة الامريكية.
واضاف سميث ان عدم الاستقرار سينتقل من بلد الى بلد فى منطقة الشرق الاوسط وبسرعة دراماتيكية كما ستسعى الادارة الامريكية وفقا لمنطق ما تسميه محور الشر الى التوجه نحو ايران عقب الانتهاء من موضوع العراق مما سيعقد الامور أكثر ويساهم فى زيادة عدم الاستقرار الاقليمي.
وخلص وزير الثقافة البريطاني السابق للقول ان اتجاه الادارة الامريكية للحرب وانسياق الحكومة البريطانية وراءها لايعدو ان يكون ضرباً من الجنون المطبق الذى يتعين ايقافه بشتى الوسائل.
من جانبه قال محمد سروار أول نائب بريطاني مسلم فى مجلس العموم ان الكثيرين من العرب والمسلمين يعتبرون توجه الادارة الامريكية الحالية لشن الحرب على العراق ليست سوى حربا على الاسلام نفسه كدين وعقيدة وان تصريحات صقور الادارة الامريكية تشير الى ذلك بوضوح.
وأعرب سروار عن مخاوفه من قيام اسرائيل باستغلال هذه الحرب لطرد أعداد كبيرة من الفلسطينيين الى الدول العربية المجاورة مؤكداً أن الحرب ستخلق أزمة انسانية فى منطقة الشرق الاوسط وسيتعين على منظمات الاغاثة التعامل مع أكثر من ثلاثة ملايين لاجىء فى المنطقة سيواجهون الموت جوعا وعطشا.
وتساءل سروار هل نريد ان تعود البشرية الى العصور البربرية التى يختفي فيها حكم القانون ويسودها قانون القوة الغاشمة المسلحة؟
وأشار صباح المختار ممثل مجلس مسلمي بريطانيا الذى عاد من زيارة للعراق الى ان الوضع الانساني للعراقيين يتدهور بصفة مستمرة مؤكداً ضرورة تسوية الازمة سلمياً ورفع العقوبات المفروضة على الشعب العراقي.
وأعرب المختار (الذى يحمل الجنسية البريطانية) عن مخاوفه على سلامة والده الذي يبلغ من العمر 80 عاماً ويعيش فى العراق مع أولاده وأحفاده مشيراً إلى أن الهجوم على العراق سيعاقب الشعب العراقي وستنجم عنه مذبحة غير مسبوقة فى التاريخ الانساني لشعب أعزل لاحول له ولا قوة.
| 
