ملامح الفصل الأخير من الأزمة العراقية
عواصم العالم تحضر نفسها لمواكبة الأعمال العسكرية ومرحلة ما بعد الحرب

* القاهرة أ ش أ:
بدأت ملامح الفصل الاخير في الازمة العراقية تتضح وتظهر بوضوح، كما أخذت عواصم العالم في تحضير نفسها لمواكبة الأعمال العسكرية ومرحلة ما بعد الحرب.
وقد طالبت الدول المختلفة رعاياها بمغادرة العراق ... حتى المفتشين الدوليين تلقوا نصائح من حكوماتهم بمغادرة العراق في إشارة واضحة الى ان الحرب والاعمال العسكرية على وشك أن تبدأ.
وفي هذا الصدد يمكن وضع التصريحات الصحفية لمستشارة الامن القومي الامريكية كوندوليزا رايس والتي أشارت فيها بوضوح إلى أن توقيت بداية الحرب يمكن حسابه بالأيام وليس بالأسابيع.
وقد جاء اجتماع وزراء الدفاع في دول الاتحاد الاوروبي بالعاصمة اليونانية أثينا ليزيد من حجم المؤشرات الدالة على قرب وقوع الحرب، حيث لم يتحدث الوزراء عن تقدم أعمال التفتيش وعن ضرورة إتاحة المزيد من الوقت لاعمال التفتيش، بل خيمت عليهم الظلال القاتمة للحرب الوشيكة على العراق.
وبينما طالب الوزراء المجتمعون المجتمع الدولي ببذل كل الجهود الممكنة لتفادي أعمال عسكرية إلا ان أجواء التشاوم خيمت على الاجتماع وبدأ على الوفود أن فرصة الحل السلمي للازمة تقترب من الصفر في ضوء المعلومات الواردة اليهم عن الاستعدادات العسكرية.
من جهة أخرى توقع وزراء دفاع أوروبيون أن تبدأ العمليات العسكرية في غضون أسبوع من اليوم... وقال وزير الدفاع البريطاني آدم انجرام أنه يتفق مع نظيره البلجيكي أندريه فلاهاوت حول توقيت العمليات العسكرية التي من المتوقع أن تبدأ بحلول الاسبوع المقبل.
وقال خافيير سولانا مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي أنه غير متفائل بتطورات الأزمة مشيرا الى أنها تدخل نفقاً مظلماً.
أما وزير الدفاع اليوناني جيانوس بابا انطونيو فقد قال إنه غير متفائل ولكن يجب بذل كل الجهود لمنع اندلاع الحرب حتى ولو كان الوقت متأخرا للتحرك.
وشدد وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك على ان الحرب هي الطريق الخطأ وأنه يأمل في ارجاع الملف للامم المتحدة لتبت في شأنه وفق آلياتها المنصوص عليها في ميثاقها.
من ناحيته قال المتحدث ايفان بوخانان المتحدث باسم رئيس لجنة المفتشين هانز بليكس ان عمليات إجلاء المفتشين لم تتم بعد رسمياً إلا أن المراقبين لاحظو أن بعض المفتشين لم يعودوا من إجازاتهم الى العراق.
وتترافق هذه التطورات مع اقتراب الحشود العسكرية الامريكية في الاكتمال، حيث يرابط أكثر من 270 ألف جندي في الخليج منهم 230 الف عسكري امريكي و40 الف عسكري بريطاني.
وقالت مصادر صحفية المانية إن حوالي 60 الف عسكري امريكي تلقوا امرا بالتحرك نحو الخليج منهم 17 الف عسكري امريكي مرابط في المانيا.. وأخذت حاملات الطائرات الامريكية مواقعها في المنطقة واخذت غيرها في الاقتراب من مسرح العمليات، حيث اقتربت حاملة الطائرات نيمتيز من منطقة الخليج حيث توجد بالفعل حاملات الطائرات (كونستاليشن) (وابراهام لينكولن)، (وكيتي هوك) بالاضافة الى حاملة الطائرات البريطانية (أرك رويال).
وتنتظر حاملات الطائرات الامريكية (هاري ترومان و(تيودور روزفلت) في شرقي البحر المتوسط الاوامر بالتحرك بالاضافة الى كل هذا تتحين الفرقاطات والمدمرات الامريكية الفرصة بعد تلقي الاوامر لاطلاق صواريخ (توماهوك).
وأفادت مصادر عسكرية أن الطائرات العملاقة من طراز (بي/ 52) تنتظر في القواعد البريطانية للتحرك نحو العراق وأن الجنود الامريكيين والبريطانيين مسلحون بأحدث اسلحة الحرب البرية في العالم.
وقد دخلت الأزمة العراقية فصلها الأخير وما على العالم إلا أن يستعد لنتائجها الكارثية في ظل تضعضع مصداقية مؤسسات الشرعية الدولية من أمم متحدة