مسؤولون أمريكيون: اللقاء يهدف إلى زيادة الضغوط على صدام
تظاهرات السلام تحاصر قمة الحرب في أرخبيل الأزور

  * جزر الازور بغداد برشلونة الوكالات:
دعا زعماء في جزر الازور حيث تنعقد القمة الامريكية البريطانية الفرنسية مواطني الجزر الى التظاهر ضد الحرب التي يعتقد انها الموضوع الرئيسي للقمة الثلاثية التي تجيء بعد ساعات من اعلان بغداد الاستعداد للحرب للتصدي لأي هجوم تقوده الولايات المتحدة.
واصدر الرئيس العراقي صدام حسين مساء السبت مرسوماً قسم البلاد الى اربع مناطق عسكرية تحت قيادته مما يشير الى انه ينظر الى اجتماع بوش مع توني بليررئيس الوزراء البريطاني ومع خوسيه ماريا ازنار رئيس الوزراء الاسباني على انه مجلس حرب.
لكن الولايات المتحدة وبريطانيا قالتا انه ليس الغرض من القمة التي تعقد في جزر الازور في المحيط الاطلسي هو ان تكون بمثابة مجلس حرب. وقال متحدث باسم بلير «رئيس الوزراء لا يزال يعتقد انه من الممكن تفادي الصراع اذا اظهر صدام تغيراً حقيقياً في موقفه والذي طلبناه منه او يخرج من البلاد الى المنفى».
والتقى بوش وبلير وازنار بعد ان تعثرت جهود استصدار قرار جديد في الامم المتحدة يفوض بشن حرب على العراق. وقال الرئيس الامريكي ان الامل في ان يبريء الرئيس العراقي ساحته من تهمة امتلاك اسلحة محظورة متقلص.
وقال بوش في خطابه الاذاعي الاسبوعي في الوقت الذي ينتظر فيه القادة العسكريون الامريكيون والبريطانيون في الخليج امر شن الحرب بقوة قوامها 250الف فرد «ايام حاسمة في انتظار دول العالم الحر».
وأضاف «ما من شك في أننا سنواجه خطراً متنامياً لحماية انفسنا لإزاحة دكتاتور يحمي الارهاب وحتى نقر السلام الدولي». على حد قوله.
ووجهت فرنسا وروسيا والمانيا وهي الدول الرئيسية المعارضة لتعجل الولايات المتحدة في قرار الحرب دعوة مشتركة لإجراء محادثات طارئة بالامم المتحدة في اوائل هذا الاسبوع لتسوية الخلاف الدبلوماسي بشأن العراق.
ومن طوكيو الى بيروت ومن باريس الى واشنطن نزل مئات الآلاف الى الشوارع في محاولة عالمية اخيرة للاحتجاج على اي حرب تقودها الولايات المتحدة ضدالعراق.
وحاصر عشرات الآلاف من المتظاهرين البيت الابيض في واشنطن الا ان بوش لم يكن بالداخل في تلك الاثناء.
ويقول العراق انه ملتزم بقرارات الامم المتحدة بشأن نزع السلاح ويتهم بوش بأنه يبحث عن ذريعة لشن الحرب وقد دعا كبير مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة هانز بليكس لزيارة بغداد في اقرب وقت ممكن لبحث القضايا المعلقة.
وصرح بليكس بأنه سيناقش الدعوة مع زميله محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مطلع الاسبوع. وقالت متحدثة باسم الامم المتحدة في فيينا ان المفتشين سيتشاورون مع مجلس الامن بشأن الدعوة اليوم الاثنين.
وفيما انكب بوش وحليفاه الرئيسيان للاجتماع في قاعدة لاخيس الجوية الامريكية في جزر الازور كانت نغمة التعليقات متشائمة في بريطانيا حيث يحتاج بلير لتفويض حرب واضح من الامم المتحدة لتهدئة معارضيه داخل حزب العمل وداخل البلاد.
وقال مسؤولون ان بلير لا يزال يعمل بجد على الساحة الدبلوماسية الا ان وزير الخارجية جاك سترو قال ان الحرب تبدو الآن «اكثر احتمالاً» وقال وزير آخر انه لم يتبق سوى ايام قليلة قبل نشوب الحرب.
وقال مسؤولون امريكيون ان اجتماع جزر الازور بالبرتغال ليس مجلس حرب ولكنه يهدف لتكثيف الضغوط على صدام بعد ان خفت حدتها بتعهد فرنسا باستخدام حق الاعتراض (الفيتو) في مجلس الامن ضد اي قرار بشن حرب على العراق.
وقالوا انها الفرصة الاخيرة للدبلوماسية وان البيت الابيض سيتحول سريعا الى التأهب للحرب مالم يمكن التوصل لحل وسط في اللحظة الاخيرة في مجلس الامن المنقسم.
وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة انه يبدو ان وقت التفاوض قد ولى.
وذكر مسؤولون انه عندما تستنفد الجهود الدبلوماسية سيوجه بوش كلمة للامة وتحذيراً نهائيا لصدام ويمنح عمال الاغاثة وغيرهم وقتا لمغادرة العراق.
ومن جانب آخر ذكرت وكالة الانباء البرتغالية «لوسا» ان البرتغال اغلقت المطار الوحيد في ارخبيل الازور خلال انعقاد القمة البريطانية الاسبانية الاميركية حول العراق.
وتستخدم القوات الجوية الاميركية بانتظام قاعدة لاجيس الواقعة في المحيط الاطلسي على بعد 1500 كلم من البرتغال في مهمات استطلاعية واعادة تموين رحلاتها بين الولايات المتحدة واوروبا والشرق الاوسط وافريقيا.
وقد دعا حزبا اليسار البرتغالي الحزب الشيوعي وكتلة اليسار سكان الجزيرة البالغ عددهم 57 الف نسمة الى التظاهر الاحد ضد «قمة الحرب».
وكان زعيم كتلة اليسار في ارخبيل الازور زريدا سواريس اعلن الجمعة لوكالة انباء لوسا ان المتظاهرين سيحاولون الاقتراب قدر المستطاع من القاعدة اثناء انعقاد القمة للتأكد من ان اصواتهم ستكون مسموعة.