الثقافة - وبالطبع فالذي أعنيه ثقافة الفكر - هي حاجة ضرورية بل الزامية في هذه الحياة.. وخاصة في عصرنا هذا الذي أصبحت الثقافة فيه ركيزة لا تقوم الحياة إلا عليها وعنصراً لا تسير الا بالاعتماد عليه ولو جزئيا، والذي أعتقده انه على جميع شبابنا امتلاك شيء من الثقافة العامة لما لها من أهمية في الوقت الحاضر ولدورها الفعال في قيمة الشخص ومركزه في المجتمع.
والثقافة يتحصل عليها الشاب بواسطة طرق عدة أهمها المطالعة والقراءة الكثيرة ومعاشرة أصحاب العلم والرأي وطرق أخرى لا حصر لها في هذا المجال إلا أنني أرى أن الأكثر فائدة والأسرع فهما هي الحصول على الثقافة عن طريق القراءة، ومن أجل ذلك قامت وزارة المعارف بافتتاح دار الكتب الوطنية بالرياض رغبة منها في أن يطلع الشباب السعودي على أنواع المعرفة ومختلف الفنون، وقد قامت الدار - منذ تأسيسها حتى الآن - بواجبها خير قيام وتوافد عليها الشباب من كل مكان مما يدل على اقبال طيب نحو معرفة الكثير من العلوم والمعارف.
والدار كما رأيتها تزخر بالكتب الثمينة النادرة والقصص الجيدة الهادفة والمراجع الهامة التي لا غنى لكل شاب عنها.. وباستطاعته قراءة ما يريد وسط جو هادئ مريح تمتاز به الدار، وأن يحصل على العديد من الكتب التي لا تتوفر في معظم المكتبات العامة في البلاد.
وبالطبع فإن من يقرأ مثل هذه الكتب والقصص لا شك أنه سيزخر بالمعلومات الجمة والفوائد الكبرى، ولا شك أيضا انه سيكون قد حصل على ذخيرة أدبية ستجعل منه شخصا لا معاً وفكراً ناضجاً.
كلمتي هذه هي دعوة لجميع الشباب بالاتجاه نحو الدار لرؤية الكثير والكثير مما قلت، فهناك الحرف الصادق والاسلوب الرائع الذي تحتويه كتب الدار ولا داعي للكلام فهناك ما يكفي عن القول، إلا ان هناك شيء ينقص الدار وأظن ذلك ليس خافيا على المسؤولين في الوزارة.
فالنقص الذي أعتقد انه أهم ما يجب النظر إليه هو عدم اعارة الكتب للشباب والقراء عامة في حين ان ذلك شيء لا بد منه لضمان اقبال أكثر من جهة الشباب وتكون اعارة الكتاب وفق شروط معينة.. والتزامات خاصة تضمن سلامة الكتاب واعادته.. فبذلك سيكثر الوافدون على الدار بلا شك.
|