سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد آمل نشر هذا التعقيب مع جزيل الشكر: فقد ساقني تصفح جريدة الجزيرة الموقرة الى قراءة خبر في صفحة محليات في العدد 11117 والمعنون ب «مدير مدرسة يوجّه لكمة خطافية لاحد طلابه» ولي على هذا تعقيب غير مطول فامام هذه الاخبار التي تفيد بعدد من التجاوزات من بعض مديري المدارس او المدرسين هناك عدة تساؤلات تعيد طرح نفسها بصيغ مختلفة منها كيف يتم تسوية الحقوق التربوية للتعليم في ظل هذا الوابل من اللكمات الخطافية والتعدي بالضرب على الطلاب أياً كان مستواهم الدراسي من قبل افراد يعدون من رجالات التعليم أليس الحق التربوي والتعليمي في بناء شخصية الطالب أو المتعلم حجر أساس في المسألة التعليمية اذا كان الامر كذلك فكيف نسير باتجاهات متقاطعة في سلك التربية والتعليم وفيها من عدم الانسيابية والاختلال الشيء الكثير فمن المعلوم ان العنف يولد العنف والدليل ان الطلاب ايضاً لهم نصيب من التطاول على المدرسين والمديرين وعلى فرض ان هذه القضايا ليست بالدرجة التي يمكن ان تسمى «ظاهرة العنف المتبادل في المدارس» فكيف يتم تسويق المبدأ الاخلاقي في منهج التعليم بداية ونهاية وقد قيل في فترات سابقة تعليقاً على حوادث مماثلة من العنف المدرسي ان الطلاب بحاجة الى عنف مماثل اشد حتى يمكن كبح جماح هذه التجاوزات من الطلاب فكيف الحال عندما يتجاوز مدرساً او مديراً او وكيلا او حتى مرشدا؟ ربما يطمئن الكثير ان العنف اقل في مدارس البنات عنه في مدارس الاولاد فالاخيرون اشقى غالباً ولكن الاهم من ذلك هو هل سيأخذ تقاطع التعليم بالضرب «العنف» جزءاً ليس باليسير في تطورات متلاحقة قادمة من العملية التربوية والتعليمية، ربما لا يكون هناك توجه على خارطة التعليم في السعي الى حدوث نتوء وتشوه في اساس العملية التربوية والتعليمية بحيث نتجه الى معالجة قضايا ليست بالاساس «ولكنها اياً كان فقد وجدت» ونترك مسائل اشد وطأة واقوم فاعلية في تسيير المناهج وفق مبتغاها كالتعليم بالحاسب الآلي وتعليم اللغة الانجليزية للصفوف الاولى «والتي لم يحسم امرها بعد» الى غيرها من الموضوعات ذات الاهمية والايجابية في تخصيص وقت لمعالجتها ودراستها ولكن السؤال الذي يبقى متردداً دون اجابة على من يوجه اللوم «في العنف المتبادل» الذي نتمنى ان يكون من صفحات الماضي التي تطوى كما تطوى التعاميم في ادراج المكاتب بعد ان يعلم ماهيتها وفصولها المسرحية التي يظهر في كل يوم بطل وهمي لها مرة مدرس ومرة طالب.
محمد بن سعود الزويد - الرياض
|