تحول معسكر الحرب بطريقة مفاجئة من حماس شديد للحرب إلى اهتمام أشدّ بالسلام العربي /الإسرائيلي وسط إعلان عن اعتزامه عقد قمة في جزر الآزور..
والتكهنات الدائرة حول قمة الآزور بين الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا أنها قمة لاعلان الحرب ومع ذلك فهناك من يتحدث عن مفاجآت بينما يستبعد آخرون إعلان الحرب في القمة.
وإلى أن تظهر مقررات القمة، نشير إلى أن التحرك الأمريكي نحو السلام العربي/ الإسرائيلي شَكَّل مفاجأة، ومع ذلك فقد تم اعتباره محاولة أخرى للتخلص من الضغوط القوية المناوئة لضرب العراق مع الفشل الأمريكي/ البريطاني في حشد الأصوات اللازمة للفوز بمعركة مجلس الأمة، وكانت بريطانيا قد عززت هذا التفسير عندما كشفت أن جهودها وأمريكا لا تحقق تقدماً في مجلس الأمن، مشيرة إلى استحالة إصدار قرار ثانٍ من المجلس بشأن العراق بسبب الفيتو الذي تهدد فرنسا باستخدامه.
وليست فرنسا وحدها هي التي تهدد بالفيتو، فهناك أيضاً روسيا التي أكدت عزمها أكثر من مرة أنها تعارض أي قرار يقود إلى ضرب العراق.. وفي هذا المعسكر أيضاً توجد كلٌّ من ألمانيا والصين وجبهة دولية واسعة مناوئة لهذه الحرب.
ومهما كانت دوافع الرئيس الأمريكي جورج بوش باتجاه التسوية في فلسطين، فإن أي تحرك نحو السلام أمر يلقى ترحيباً وخصوصاً أن مجرد تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين مسألة مطلوبة في الوقت الذي صعدت فيه إسرائيل من وتيرة القمع والتقتيل وهدم المنازل وتجريف الأراضي الزراعية وحصار المدن والقرى.
إلا أن التحرك نحو السلام يكتسب أهمية وصدقية عندما يواكبه ضغط محسوس على إسرائيل لضمان التزامها بمشروعات التسوية.. وبدون مثل هذا الضغط فإن الحديث عن السلام يصبح مادة لتمرير أهداف أخرى.
وبالعودة إلى قمة جزر الآزور فإن خروج قرار حرب منها بضرب العراق قد يشير إلى أن بوش اختار الحديث عن سلام فلسطين قبل القمة للاشارة إلى أن فلسطين لم تبرح دائرة اهتماماته وأنها ستظل في جدول الأعمال ولكن بعد الحرب.
لكن إسرائيل تتعجل هذه الحرب وهي قد انخرطت مسبقاً في تهيئة مسرحها من خلال تعاون وثيق مع الولايات المتحدة في بعض جوانب الحرب حيث إنها تفيد من الوجود العسكري الأمريكي الهائل لتوسيع نطاق احتلالها وتقويض سلطة السلطة الفلسطينية أكثر والإسهام في خلق واقع جديد بالمنطقة يضمن لها استمرار هيمنتها.. وهكذا فإن الانتظار لما بعد الحرب يعني انتظار الأسوأ بالنسبة لفلسطين.
|