Sunday 16th march,2003 11126العدد الأحد 13 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
لم يعد من اللاَّئق!!
خيرية إبراهيم السَّقاف

هل تستوعب ساعات الدِّراسة في المؤسسات التَّعليمية كلَّ احتياجات المتغيِّرات العامَّة التي طرأت في حياة الإنسان كي تكون هناك متغيِّرات مواكبة لها في مضامين المناهج الدِّراسية ليس فقط على مستوى التَّغيير أو الإضافة في المحتوى الذي يقدَّم كخبرات معرفية وإنَّما على كافَّة مستويات المناهج بدءاً بالأهداف العامَّة فالخاصَّة فالمحتوى فالأنشطة فالمعينات التي تستوعب هذه المتغيِّرات بشكلها الملح والضروري؟!! ذلك لأنَّ الملاحظ أنَّ الأجيال التي لاتتلقَّى المعرفة المقنَّنة والمستوعبة لمتغيِّرات الحياة من حول الإنسان تساعد بشكل فاعل في قصور خبرته، وضحالة وعيه، وتأخُّره في كثير من أدواره المناطة به في مستقبل وضعه عضواً في مجتمع إنساني من اللاَّئق ألاَّ يكون فيه واحداً خارجاً عن إطار المعرفة، قاصراً عن إدراك ما يحدث، بعيداً عن استيعاب الذي يكون..
والعالم الإنساني يمرُّ الآن بمرحلة حاسمة في تأريخه، من اللاَّئق جداً أن تستوعب مناهج الدِّراسة شيئاً غير يسير من المعلومات عنها سواء التأريخية، أو العلمية، أو الجغرافية، أو الاقتصادية، أو حتى العقدية بحيث يكون للفرد قدرة الحجَّة في المواقف الفكرية التي لا تتشكَّل في مساراتها الصَّحيحة في ضوء تغييب المعلومة الصَّحيحة، وترك الصَّغار يتخبطون بين أضواء اللَّعبة السِّياسية الحرجة بأكاذيبها، وخلفياتها ومداخلاتها، وانخذالاتها، وأخطائها في زمن لا مكان فيه للجاهل، الفارغ، الضَّحل، الحالم، التَّائه، الذي يمشي على الأرض كالدَّابة يأكل ويشرب ويلبس وينام، فالحياة ليست لمن يعيشون ليأكلوا، وإنَّما هي لمن يعيش ليفعل...، وفعل الفعل في حياة الإنسان أن يواكب الحياة بكامل ما يحدث فيها، وبكلَّ مجرياتها، وبأدقْ تفاصيل أحداثها، ولأنَّ الإنسان لا يعيش في منأى عن دولاب الحياة من حوله، فالزَّمن يتفاعل ويتداخل، والشّعوب تتعايش وتتعارف والمؤسسات التَّعليمية هي بوتقات الصَّهر، والتَّلقي، والتَّفاعل، واكتساب الخبرة الصَّحيحة؛ لذلك لا بد أن تواكب مهمَّة منح الإنسان فيها ما يحتاجه من الخبرات في هذا الزَّمن المحتشد بهذه الخبرات ذات المتغيِّرات المتوالدة بعدد لحظات الزَّمن ودقائقه وثوانيه وساعاته وأيامه..
إنَّه لم يعد من اللاَّئق أن يجترَّ الأفراد في هذه المؤسسات ما بات عليه الزَّمن من الخبرات دون مواكبة ما استيقظ عليه وما يستشرفه منها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved