عندما كتبت قبل عدة أشهر عن أصحاب المباسط ومطاردة البلدية لهم.. تلقيت في ذلك الوقت سيلاً من الاتصالات.. وكلها من شباب يقولون.. إنهم أصحاب مباسط ويتاجرون في الخضروات والفواكه والورقيات وماشاكلها.
** يقولون.. إنهم يشترون هذه الأشياء في الغالب من الأسواق الكبرى «عتيقة.. الربوة.. سوق الشمال»!! وأحياناً من المزارع مباشرة.. ثم يذهبون ويشترون كراتين صغيرة ولوازم أخرى ثم يقومون بتفريغ هذه الكراتين الكبيرة فيها.. ثم يذهبون الى أحد المباسط المشهورة في الشوارع.. والتي عادة ما تكون في طريق الموظفين ذهاباً وعودة.. أو طريق المدرسين أو المدرسات أو حول مساجد أو دوائر حكومية أو شركات أو أماكن تجمع.
** ويقولون.. إن سقف الربح متدنٍّ والمكسب بسيط.. وإنه في بعض الأحيان.. تكون الخسارة محققة متى كان الزبائن من فئة «المكاسر» أو الناشف.
** ويقول هؤلاء الشباب.. .وهذا هو المهم.. إننا من فئة العاطلين.. لا وظيفة.. ولا معهد.. ولا كلية.. ولا شركة.. ولا دخل على الإطلاق.. وإنهم اتجهوا لهذا العمل لسد الرمق فقط.. ومحاولة الحصول على الكفاف من الرزق فقط.. وليس هدفهم الحصول على ثروة طائلة «الله يرحم حالهم» أو منافسة الآخرين.. بل الهدف.. سد الحاجة عن السؤال.. وسد منافذ إبليس ومداخل الشيطان.. الذي قد يحضه على السعي والاتجاه إلى مصادر أخرى لا سمح الله.
** بل ويؤكد بعضهم.. أن والده متوفَّى ولديه إخوة وأخوات «يملؤون البيت» وليس لهم كلهم مصدر سوى «طقطقة» هذا اليتيم هنا وهناك.. ومع ذلك.. قد تأتي البلدية وتسلب مال الأيتام وتطردهم.
** ويقول بعضهم.. إن فلوس بضاعة المبسط.. كلها سلف من فلان وفلان.. على أمل إعادتها بعد تحقيق مكاسب.. ولكن البلدية تفاجئهم بمصادرتها.. ليصبح هذا المسكين.. مطلوباً ومطارداً من البلدية ومن «الدَّيَّانه».
** ويقول بعضهم إن أصحاب محلات الفواكه والخضار لهم بالمرصاد وإنهم يسيرون دوريات خاصة بهم «بعض عمالهم» لتفقد هؤلاء وملاحقتهم.. ومن ثم.. الاتصال بالبلدية.
** ويقولون أيضاً.. إن سياراتهم كلها خردات.. وفوق ذلك.. كلها دين.. ولا تمشي إلا بالدَّف.
** ويقولون.. إن إمكاناتهم المادية.. لاتسمح لهم باستئجار مكان او مبسط أو أي مكان آخر.. بمعنى.. أنه إذا لم يُسمح لهم بهذه المباسط.. فلا مجال آخر غير الشحاذة أو العمل غير المشروع.
** الحقيقة.. أن قضيتهم تستحق المناقشة.. ليس من البلدية وحدها.. لأنها جهة ليست معنية بمشكلتهم.. بل هي جهة مراقبة وتنفذ لوائح فقط.. وليس من حقها أن تجتهد وتسمح لهم.. لكن أعني الجهات المعنية.. كمجلس القوى العاملة.. ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية والجهات الأمنية والوزارات المعنية الأخرى.
** في تقديري أن قضيتهم تستحق المناقشة.. وبالإمكان أن يسمح لهم بأكشاك تصمم بشكل جميل في الميادين العامة وتؤجر بأجور رمزية أو تُمنح لهم بشكل يتيح لهم فرصة التكسب المشروع.. لأن الهدف.. هو حصولنا على خضار وفواكه وتسويق هذا المنتج.. والهدف أيضاً.. أن يكون البائع سعودياً.. وهذا.. متحقق في تلك المباسط أو الأكشاك المقترحة.. والهدف حل مشكلة هؤلاء التي أشرنا إلى جانب مهم منها..
** إنه مجرد اقتراح نسوقه للجهات المسؤولة.. بل هو نقل لمعاناة هؤلاء.. وعسى أن نرى حلاً!! والمباسط والأكشاك.. ولا الدوران في الحارات والطَّمر على الاستراحات..؟!!.
|