* وادي الدواسر قبلان الحزيمي:
تصاعدت شكاوى مزارعي الشعير بمحافظة وادي الدواسر نتيجة الخسائر الكبيرة التي مني بها عدد كبير منهم نتيجة البذور المغشوشة التي أدت إلى عدم إنتاج حقولهم من الشعير التي أنفقوا عليها ملايين الريالات بدءاً من تلك البذور المغشوشة وانتهاء بتكاليف الري والسماد و رش المبيدات والعناصر بالإضافة إلى تكاليف المعدات والآلات الزراعية والعمالة المشغلة لها.
الجزيرة قامت بالتجول في حقول الشعير بوادي الدواسر لتنقل الوضع الحقيقي والسيىء لأحوال مزارعي الشعير وكان لنا في البداية لقاء مع المزارع شعيفان بن معدي آل قويد والذي تحدث لنا من حقله وقال كما ترى يا أخي هذا التلاعب الكبير في البذور من مؤسسة «تحتفظ الجزيرة باسم المؤسسة» فالبذور التي اشتريناها بالسعر المعتاد والمتعارف عليه وقمنا ببذرها والقيام عليها بالرعاية لمدة تقارب الأربعة أشهر سواء بالري أو التسميد أو برش المبيدات ولكن تفاجأنا أن هذا الصنف من الشعير هو من الشعير ثنائي الصف للسنبلة الواحدة وهو نوع لم نره من قبل وغير مرغوب بين أوساط المزارعين للضعف الشديد في الإنتاج حيث من المتعارف عليه أن متوسط الإنتاج للهكتار الواحد هو ثمانية أطنان من الشعير بينما هذا النوع لم يصل إنتاجه لدى بعض المزارعين الطن الواحد ولدي الآن صنفان من النوع الجيد والموصى به من قبل وزارة الزراعة وهو النوع المسمى «جاستو» ومن النوع المغشوش والفرق بينهما واضح للعيان، وعن مساحة الأراضي المزروعة لديه من النوع الرديء قال لدي 27 هكتاراً وكان من المقرر إنتاجها قرابة 200 طن أي بما يعادل ثمنه 200 ألف ريال ولكن الخسائر كبيرة وعن تدخل وزارة الزراعة ممثلة في فرع مديرية الزراعة بوادي الدواسر قال: تقدمت بشكوى رسمية لمحافظة وادي الدواسر ولمديرية الزراعة بوادي الدواسر والذين أحالوني جميعا إلى المحكمة الشرعية وحتى الآن لم ينظر في أمري ولا في أمر غيري من المزارعين المتضررين.
أما المزارع مبارك الحنايا فقال إن هذا النوع المغشوش يحتوي على أكثر من صنف غير متجانس بعضه نضج بإنتاج ضعيف جداً بعد 110 أيام فقط من زراعته والصنف الآخر الأسوأ منه مضى عليه حتى الآن 120 يوماً ولم يكمل السنبلة بعد وهذا الصنف الثنائي الصف غير مناسب زراعته في الأراضي السعودية ويمتاز بتقزمه في الأراضي القلوية والرملية وفي الأراضي المتعادلة يكون طويل الساق وكثيفاً وغزيراً وإنتاجه ضعيف جداً وغير مناسب للري بالرش كما هو الحال لدينا حيث يعتمد في الزراعة على الري المحوري ولم يوصى بزراعة مثل هذا الصنف في الأراضي السعودية ولكننا نحن المزارعين لا نعلم عن هذا الأمر شيئاً واشتريناه على أنه الصنف المتعارف عليه في السوق وهو ما يسمى «جاستو» ولكن بعد مضي فترة من زراعته تبين الغش والذي أصبح جلياً الآن بعد اكتمال العمر الافتراضي لزراعة الشعير وعن مساحة الأراضي المزروعة لديه بالصنف المغشوش قال إن لديه أكثر من 100 هكتار كان من المتوقع فيها كمية من الإنتاج على أقل تقدير 800 طن وهي ما تقدر قيمتها بـ800 ألف ريال ولكن الآن قد لا تصل كمية الإنتاج إلى 150 طنا فقط وفي ذلك خسائر كبيرة جداً لنا نحن المزارعين.
أما المزارع مبارك بن محمد الدوسري فقال إن ما تعرض له مزارعو الشعير بوادي الدواسر وأنا واحد منهم أمر ينبغي للجهات ذات العلاقة كوزارة الزراعة وحماية المستهلك التدخل السريع لحماية المزارعين من تلك المؤسسات التي عرضتهم لخسائر كبيرة تعد بملايين الريالات وأن خسارته لوحده تصل لأكثر من 250 ألف ريال مؤكداً أن الغش الآن واضح للعيان وسببه الأساسي هو تلك البذور المغشوشة وغير المراقبة من الجهات ذات العلاقة.
المزارع علي بن مبارك الشريدة عمد منذ مضي 45 يوماً من زراعة أكثر من 50 هكتاراً إلى حرثها بعد أن اتضح له الغش من خلال النمو الضعيف للنبتة وغير المجدي للإنتاج بينما استمر في رعاية 50 هكتاراً أخرى على أمل تعويض بعض الخسائر التي مني بها من خلال زراعته بمثل هذه البذور ولكن لم يكن بأحسن حالاً من بقية المزارعين حيث قدرت الخسائر بأكثر من 500 ألف ريال.
وقد قامت الجزيرة بمحاولة الحصول على أعداد المزارعين المتضررين بمحافظة وادي الدواسر دون جدوى لاتساع الأراضي المزروعة ولعدم تقدم بعض المزارعين بشكوى رسمية حتى الآن ولكن ما تأكد لنا أن هناك أضراراً كبيرة جداً على مزارعي الشعير بالمحافظة تتطلب تدخلاً سريعاً من كل مسؤول يحمل هم هؤلاء المزارعين الضحايا لمؤسستين «تحتفظ الجزيرة باسميهما» وذلك بتعويضهم عن خسائرهم ومحاسبة المتسبب في مثل هذه الخسائر الاقتصادية على الوطن والمواطن.
وما علمناه أيضاً محاولة واحدة من هاتين المؤسستين إرضاء المزارعين ببعض التعويضات البسيطة جداً والتي لم تلق قبولاً من هؤلاء المزارعين للخسائر الفادحة والكبيرة والتي مني بها هؤلاء المزارعون ولكن جاءت هذه المحاولة لإثناء بعضهم عن الشكوى الرسمية.
|