* واشنطن - أندي نيلسون:
أكد قائد عسكري أمريكي كبير أن الرفض التركي للسماح للولايات المتحدة بنشر قواتها على الأراضي التركية حتى الآن يغير المعادلة العسكرية للحرب القادمة ضد العراق بصورة كبيرة ويخلق الكثير من الصعوبات التي تواجهها القوات الأمريكية فيما يتعلق بعمليات الإمداد والتموين خاصة وأن الاستراتيجية الأمريكية لهذه الحرب تعتمد على شن هجوم صاعق ومكثف يصيب العراقيين «بصدمة» مميتة.
واعترف الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أنه في الوقت الذي مازال القادة الأمريكيون يتطلعون إلى موافقة تركيا على فتح أراضيها أمام القوات الأمريكية فإنهم يعملون بنشاط كبير لوضع خطط بديلة تعتمد على تمركز القوات الأمريكية في شمال العراق. تتضمن الخطة الأصلية نشر الفرقة الرابعة مشاة التي تضم أكثر من 16 ألف جندي ووحدة المدرعات الثقيلة في تركيا والتقدم لغزو العراق من الشمال، والخطة البديلة هي تنفيذ عمليات إبرار جوي باستخدام الطائرات لهذه القوات المدرعة إلى شمال العراق، ولكن هذه العملية ستحتاج إلى دعم جوي أكبر لنقل هذه القوات واستمرار عمليات الإمداد والتموين لهم وتوفير قدرات نيرانية إضافية لتعويض النقص في الدبابات.
وأضاف الجنرال مايرز أنه سيكون هناك جبهة شمالية في الحرب القادمة ضد العراق سواء بتركيا أو بدونها. وإن كانت ستكون هذه الجبهة أكثر صعوبة بدون تركيا.
وأكد مايرز أن وزارة الدفاع الأمريكية تضمن أكبر قدر من المرونة في الخيارات المتاحة للرئيس الأمريكي جورج بوش واستعدادها لبدء الحرب فورا إذا صدرت لها الأوامر بذلك.
كما تحدث القائد الأمريكي الذي يعد من كبار المخططين الاستراتيجيين في المؤسسة العسكرية الأمريكية عن الاستراتيجية العامة للحرب المحتملة والمخاطر التي تنطوي عليها حيث اعترف بأنه مازالت هناك بعض النتائج الحيوية غير معروفة حتى الآن، في حين أكد على أن الحرب القادمة ستختلف تماما عن حرب الخليج الثانية عام 1991 التي مني فيها العراق بهزيمة سريعة جدا.
وعلى عكس حرب عاصفة الصحراء عام 1991 والتي نفذت فيها قوات التحالف الدولي قصفا جويا ضد العراق لمدة 38 يوما تلتها معارك برية لمدة أربعة أوخمسة أيام فإن الحرب القادمة ستسعى إلى الحسم بصورة أسرع مع التوسع في استخدام الذخائر الذكية والتعاون الوثيق بين القوات الجوية والقوات البرية.
وقال مايرز ان نموذج عاصفة الصحراء لا يصلح للحرب القادمة بصورة كبيرة، وأن أهم شيء نريده هو أن نجعل فترة الحرب قصيرة وتحقيق هذا يتم من خلال هجوم كاسح يصيب النظام الدفاعي العراقي بحيث يتأكد نظام الحكم العراقي منذ البداية بأن نهايته حتمية. كما أشار إلى الفارق الثاني هو أن خسائر الأمريكيين في الحرب القادمة يمكن أن تتجاوز خسائرهم في سلسلة الحروب التي خاضوها خلال السنوات الأخيرة، وقال مايرز إنه يجب أن يستعد الناس للحرب القادمة، وأضاف أن الناس في عاصفة الصحراء وحرب كوسوفو عام 1999 تكونت لديهم فكرة أن الحرب الجوية يمكن أن تكون كافية لتحقيق أي أهداف ولكن هذا لا يصلح للحرب القادمة التي ستشمل مواجهات برية يسقط فيها قتلى أمريكيون ويجب أن تستعد الناس نفسيا لذلك، وقال ان السيناريو الأسوأ سيحدث إذا ما استخدم النظام العراقي أسلحة الدمار الشامل البيولوجية أو الكيماوية ضد القوات الأمريكية أو الشعب العراقي، واتهم مايرز الحكومة العراقية بممارسة لعبة خطيرة بإخفائها هذه الأسلحة.
وقال ان العراقيين يقومون بنقل هذه الأسلحة قبل وصول المفتشين الدوليين إلى المواقع بدقائق أو بساعات قليلة.
وقال إن وصول القوات البرية الأمريكية إلى أرض العراق سوف تضع نهاية لعمليات «الكذب والخداع» التي يقوم بها العراقيون سواء باعتراف العراقيين أو إجبارهم على الاعتراف بأماكن إخفاء هذه الأسلحة المحظورة.
وعن شرط تحقيق الانتصار الأمريكي في الحرب القادمة قال مايرز ان قتل صدام حسين أو اسره ليس الهدف المطلوب لإعلان الانتصار، وقال إن الهدف النهائي ليس صدام حسين ولكنه تجريد العراق من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ووسائل إطلاقها.
(*) خدمة كريستيان ساينس مونيتور - خاص بـ «الجزيرة»
|