* غزة - العواصم - الوكالات :
قال مسئولون فلسطينيون بأن المجلس التشريعي الفلسطيني سيصوت على اختيار رئيس وزراء جديد غدا «الاثنين».
وفي حالة موافقة المجلس التشريعي الفلسطيني على تولي محمود عباس «أبو مازن» منصب رئيس الوزراء، فإن ذلك سيمهد الطريق أمام طرح خارطة الطريق الامريكية لاحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وقد نفى وزير العمل في السلطة الفلسطينية غسان الخطيب أن عباس سيقوم بإجراء تعديل وزاري واسع.وقد رفضت حركتا المقاومة الاسلامية «حماس» والجهاد الاسلامي مقترحات أعلنتها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا لاحلال السلام في الشرق الأوسط.
وقال إسماعيل هنية، القيادي البارز بحركة حماس في غزة، إن الخطة تهدف إلى خداع الفلسطينيين.من جانبه، صرح محمد الهندي، القيادي بحركة الجهاد الاسلامي في غزة، بأن هذا التحرك من جانب واشنطن ولندن هو محاولة لكسب مزيد من الوقت وخداع الرأي العام العالمي.وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد أوضح أمس الأول انه سيكشف عن خطة للسلام في الشرق الأوسط تأجل طرحها طويلاً عندما يتولى رئيس وزراء جديد يتمتع «بسلطة حقيقية» مهام منصبه على أمل تفادي الانتقادات العربية والاوروبية للسياسة الامريكية قبل أي حرب محتملة مع العراق.
ولكن محللين شككوا في ان تساعد مبادرة بوش في استمالة الرأي العام العربي أو تعزيز فرص الولايات المتحدة لاستصدار قرار بشأن حرب العراق في مجلس الأمن الدولي.
ورحبت فرنسا بخطوة بوش لكنها شددت على ان باريس ظلت تدعو منذ شهور إلى مثل هذا التحرك.وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «ننظر برضا إلى كلمات الرئيس بوش بشأن الشرق الأوسط».
وطرح بوش في يونيو حزيران الماضي ملامح رؤيته لقيام دولة فلسطينية لا يتولى عرفات قيادتها.
وقال بوش «رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد يجب ان يشغل مركزاً يعطيه سلطة حقيقية لكي يصبح شريكاً جديراً بالثقة ومسؤولاً» مضيفاً انه يتوقع ان يتم التصديق قريباً على رئيس للوزراء يفي بهذه الشروط.
وأضاف «وفور التصديق عليه ستسلم خريطة طريق السلام إلى الفلسطينيين والاسرائيليين».وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان رئيس الوزراء يملك «مبدئياً» السلطة اللازمة.
ولكن فلايشر شكك فيما إذا كان عرفات سيسلم السلطة.وقد أشاد رئيس المعارضة الديموقراطية في مجلس الشيوخ توم داشل بمبادرة السلام في الشرق الأوسط التي أعلنها الرئيس جورج بوش.
وقال في بيان «أشيد بهذا الجهد الجديد الذي يقوم به الرئيس من أجل إحراز تقدم في قضية السلام بالشرق الأوسط، ان خريطة الطريق هذه هي بداية جدية وذات مصداقية».
وأضاف السناتور داشل «ولاية داكوتا الجنوبية» ان «الاصلاحات وكذلك الاجراءات التي سيتخذها الفلسطينيون لمواجهة الإرهاب ستكون ضرورية للتأكد من ان هذه المحادثات يمكن ان تستأنف قريباً على قاعدة صلبة».
وفي برلين أشاد المستشار الالماني غيرهارد شرودر باعلان الرئيس الاميركي جورج بوش نشر «خريطة الطريق» حول السلام في الشرق الأوسط قريباً.وقال لشبكة التلفزيون العامة الألمانية «اي ار دي» حسب ما جاء في بيان قبل بث التصريح «أعتقد ان الأمر يتعلق بفكرة جيدة ولا يمكنني الا دعمها وكما فعلنا دائما بالنسبة لهذا الأمر» موضحاً ان هذه الفكرة «مشابهة للمواقف الألمانية والاوروبية. لا أواجه اذن أي صعوبة في الاشادة بها علنا».
وفي أوسلو أشاد وزير الخارجية النروجي جان بيترسين بخطاب الرئيس الاميركي جورج بوش المؤيد «لتسريع جهود السلام في الشرق الأوسط».
وقال في بيان ان خطاب الرئيس الاميركي «يؤكد التزامه بجهود السلام في الشرق الأوسط» وهو في هذا المجال «مساهمة مهمة».
ويحاول رباعي الوساطة منذ أكثر من تسعة أشهر وضع مسودة خطة جديدة للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وتهدف الخطة لاقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005.
وقالت الولايات المتحدة في البداية ان طرح الخطة يجب ان ينتظر إلى ما بعد إجراء الانتخابات الاسرائيلية في يناير كانون الثاني وتشكيل حكومة جديدة في اسرائيل. ثم اقترح بعض المسؤولين تأجيل طرح الخطة إلى ما بعد الغزو المحتمل للعراق.
ولكن توني بلير رئيس وزراء بريطانيا حث الولايات المتحدة على القيام بدور أكبر في إيجاد حل للأزمة الاسرائيلية الفلسطينية، وقد يساعد إعلان بوش على تهدئة الشكوك العربية والاوروبية بشأن السياسة الامريكية في الوقت الذي يساعد حلفاء مثل بلير.
ولكن بعض العرب ومحللي الشؤون العربية عاملوا الوعود الامريكية والبريطانية بتشكك عميق وقالوا انهم يشكون في ان يتقبل الرأي العام العربي فكرة ان يعمل بوش الآن للتوصل لتسوية بين الاسرائيليين والعرب.
وقال ادوارد ابينجتون وهو مستشار للسلطة الفلسطينية ودبلوماسي امريكي سابق في القدس «التشكك في التزام بوش واسع النطاق في العالم العربي وفي اوروبا. نأمل الا يكون مجرد تصريح آخر أدلى به تحايلاً بغرض الحصول على التأييد في اوروبا والشرق الأوسط».ورفض المسؤولون الامريكيون والبريطانيون أي إشارة إلى ان اعلان بوش مجرد حيلة قبل قصف العراق.
وقال بلير للصحفيين «الآن بالتحديد وبينما نوجه كل هذا التركيز إلى موضوع أسلحة الدمار الشامل والرئيس العراقي صدام حسين وكل الأشياء التي فعلها.. نقول للعالم العربي والاسلامي أننا نقبل الالتزامات الموكلة إلينا».
وأضاف ان عرفات وأبو مازن أبلغاه خلال اتصال هاتفي ان رئيس الوزراء الجديد قد يتمكن من تولي منصبه الأسبوع المقبل. ورحب مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بما أعلنه بوش، وقال للصحفيين خلال مؤتمر لوزراء الدفاع في دول الاتحاد في العاصمة اليونانية أثينا «أعتقد ان هناك عناصر في خريطة الطريق يمكن وضعها موضع التنفيذ على وجه السرعة».
|