** موقف يشع بالفأل وطرد جيوش اليأس من نفس الإنسان المؤمن.
ذلك الموقف تمثل في مقولة سيدي رسول الله «سيد المتفائلين» وهو محاط بأعدائه، بل إن أحدهم قد لاحقه وهو مختبئ بالغار حتى أنه لو نظر إلى الأرض من تحته لرأى رسول الله وصاحبه، ولكن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول بروح المؤمن المتفائلة وبرؤية أولي العزم من الرسل: «لا تحزن إن الله معنا».
وكلنا كذلك أو يجب أن نكون كذلك بصفتنا مؤمنين.
إذ كيف نحزن وننظر إلى الجانب الأسوأ ونحن نوقن أن الله معنا.
كيف نتشاءم ونحن نحسّ أن الله معنا يرعانا ويلطف بنا.
كيف ننظر إلى الجانب المظلم من الصورة ونحن نستشعر أن الله الذي كتب على نفسه الرحمة بجانبنا.
وأخيراً كيف نرتهن إلى ظلام اليأس ولا نراهن على إشراقات الأمل والله معنا؟
وكفى بالله كفيلاً ورحيماً.
وحسبنا بالملك القدّوس عضداً وظهيراً!.
***
«بليونير لا يريد إلا الستر!!»..
** تصوروا ذلك «البليونير» الذي كان يملك ملايين الأرصدة، وأفخم اليخوت، وأكبر القصور «عدنان خاشقجي» يقول في حوار نشرته صحيفة «عكاظ» مؤخراً: «ما أملكه اليوم يكفيني لأعيش، ولا أطلب إلا الستر من الله».
إن هذه الإجابة فيها عبرة وأي عبرة.
فهذا الرجل الذي ذهبت أمواله وأمجاده الدنيوية أضحى قانعاً بما يكفيه ليعيش. أجل ليعيش في هذه الحياة، وليس يطلب سوى الستر!.
وفي إجابة أخرى مهمة قدّم فيها خلاصة تجربته وهو الذي كان أحد رجال الأعمال البارزين في العالم.. يقول عندما سُئل عن الأمر الذي ندم عليه في هذه الحياة فكانت إجابته: «اسمع. علمتني هذه الحياة التي عركتني وضرستني ألا أضع البيض كله في سلة واحدة.. وقعت في أخطاء كثيرة لكنك حينما تبدأ أمراً فإنك لا تعرف بداية أنه خطأ وإلا لما كنت أقدمت عليه أبداً».
وقد صدق في هذه الإجابة، وبخاصة الجزئية الأخيرة.
إن تجربة هذا الرجل يجب أن يتصورها ويفيد منها كل رجل أعمال، بل كل إنسان في هذه الحياة.
وما أكثر ما تعلمنا الحياة من دروس.
ولكن هل نستفيد منها قبل ألا يفيد تعليم ولا ينفع ندم؟!
***
كلنا مفحطون..!
** لي صديق خفيف الظل له محل صغير.. يعيش من دخله ويطعم منه زغب حواصله، كنت عندما اتصل به وأسأل عنه وعن غيابه يرد عليّ «والله أفحط للرزق يا حمد..!».
لقد شدتني إجابته بظرفها وعفويتها، والحق أننا كلنا «نُفحِّط».. وليس هو الذي يفحط، فالوزير يفحط في وزارته، ورجل المرور في شارعه..!
وليت ندري هذا التفحيط لمن..!
الاختلاف فقط هو في هدف التفحيط
البعض يفحط للحصول على لقمة العيش
البعض يفحط من أجل طموح يسعى إليه.
البعض يفحط لاحتلال الكرسي وإلخ، أصناف المفحطين الأخيار منهم والأشرار.
إننا - حقاً - نفحط حتى ينتهي وقودنا فنتوقف ونعود إلى بطن الأرض تماماً كما تتوقف السيارة.. عندما ينتهي وقودها..!
014766464
|