* الجوف - إبراهيم الحميد :
بدأ خلال الأيام الماضية أول موسم تلقيح «تأبير» النخيل وبواكير الطلع في مدينتي سكاكا ودومة الجندل بمنطقة الجوف.
وتعد منطقة الجوف من أخصب مناطق المملكة في زراعة النخيل حيث تضم المنطقة ما يزيد على 700 ألف نخلة مثمرة تتوزع على مدينة سكاكا ومحافظة دومة الجندل وبقية مدن وقرى المنطقة. وقد عشق أهالي منطقة الجوف النخيل منذ القدم ففي هذه المنطقة التي تفوح أرضها بالعطاء والنماء، نجد أنها تميزت منذ القدم بجودة نخيلها. ولجودة نخيلها وبالذات «الحلوة» استطاعت منذ أيام «السني» وذلك بما حباها الله من ثمر مكتمل الصفات أن تفرض قصة عشق أبدية بين أهالي الجوف وهذه النخلة، حيث يفتخرون بها في كل مناسبة تقديراً منهم لوفائها معهم، والمتمثل في الإنتاج المتميز بعد أن منحوها جهدهم ووقتهم بالرغم من الجفاء الذي أصبح بعض أبنائها يقابلونها به.عن النخلة في موسم التلقيح في الجوف كانت لنا هذه اللقاءات:
الضويحي ما زال في خدمة النخل
يقول المزارع موسى بن حميد الضويحي إنه يقوم بتأبير النخيل منذ أكثر من 70 عاماً، وهو يمارس عمله هذا بكل متعة وحيوية، وبالرغم من سنواته الست والثمانين إلا أنه يتمتع بحمد الله بصحة وعافية تمكنه من متابعة العمال الذين يعملون لديه، مشيراً إلى أنه يحتفظ بالأبار «حبوب التلقيح» من العام الماضي نظراً لأن ذكور النخيل تتأخر أحياناً في الطلع.
ويشير إلى أن منطقة الجوف تحتوي على العديد من أصناف النخيل الممتازة التي تضاهي مثيلاتها في المدن الأخرى، إلا أنه يتذكر بكل مرارة أن إنتاجه من التمور وإنتاج مزارعي المنطقة يذهب بأبخس الأثمان لعدم وجود مصنع للتمور، وكذلك لعدم وجود الوسائل المناسبة للتسويق.
ويشير الضويحي إلى أن الآباء والأجداد عاشوا أياماً قاسية في الماضي كان التمر وسيلتهم في الحياة مشيراً إلى أن المنطقة كانت تشهد في الماضي هجرات كبيرة من نجد والحجاز ومناطق أخرى طمعاً في التجارة والحصول على وسائل العيش التي كانت متوفرة آنذاك في المنطقة من التمور والفواكه التي كانت تزرع هنا.
أما المزارع محمد الفرحان فيشير إلى أن العمال الأجانب باتوا يسيطرون على عمل النخيل مشيراً إلى أنه لم يعد إلا القليل من المواطنين ممن يمارسون عمل النخيل بأنفسهم مشيراً إلى أن بعض العمال يفسدون لقاح النخيل وبالتالي تأبيرها منبها المزارعين إلى ضرورة الوقوف على نخيلهم للتأكد من حصولها على الأبار المناسب.
ويؤكد أن كثيراً من الأبناء تركوا مهنة آبائهم وهجروا نخيلهم مشيراً إلى العقوق الذي يواجه به الأبناء ما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم وهي النخيل التي طالما كانت كريمة مع أبنائها.ويحث الفرحان الجيل الجديد من الأبناء على الاعتناء بالنخيل ورعايتها والاهتمام بها لأنها تظل مصدراً للعز والخير.
يذكر أن منطقة الجوف تعد من أخصب مناطق المملكة حيث تتمتع بمناخ أقرب ما يكون إلى مناخ البحر المتوسط الأمر الذي مكنها من زراعة محاصيل المناطق الحارة كالنخيل والمناطق المعتدلة كالفواكه والزيتون حيث تضم المنطقة أكثر من 3 ملايين شجرة زيتون وأكثر من مليون شجرة فاكهة وحمضيات تتوزع على مناطق سكاكا ودومة الجندل وطبرجل والقريات.
|