«رب ضارة نافعة»: هذا المثل الشعبي الذي نتداوله منذ ازمان بعيدة انطبق على مسار اكتشافات علمية كثيرة ومنها الاشعة بأنواعها وخاصة المستعملة في التشخيص وهي الاشعة السينية حيث تداولنا في مقال سابق كيفية اكتشافها وطرق الوقاية منها للعاملين في هذا الحقل والمرضى ايضاً الذين يتم تصويرهم أو المرافقين.
ولعل اكتشافات العلماء المتتالية للأجهزة الطبية اعطى حافزاً لتطوير هذه الاشعة للاستفادة منها في مجالات مختلفة.
فمنذ ان اكتشف رونتيجين الاشعة السينية عام 1895م وحصوله على جائزة نوبل للفيزياء عام 1902م بدأ العلماء في تطوير وتحديث أجهزة الاشعة المستعملة للتشخيص والتعرف على مدى الفوائد العظيمة التي بدورها سهلت على الاطباء في العصر الحديث اكتشاف الأمراض مبكراً ومعالجتها وعدم تفاقم نتائجها.
ففي بداية اكتشاف الاشعة السينية وظهور أول جهاز للأشعة ساعد المرضى الذين يتعرضون لاصابات الكسور بالتحديد إلى معرفة حجم الكسر وموقعه بالضبط ومعالجته بالطرق الصحيحة الى ان تم تطوير هذه الاجهزة الشعاعية واصبحت في مجال الطب من اهم الاختصاصات في تشخيص الحالات المرضية والمشكوك فيها.
ونحن هنا بدورنا نقوم بسرد أهم الاجهزة الشعاعية المستعملة حاليا وبعض استعمالاتها.
1 - جهاز الامواج فوق الصوتية (uhra saund):
فقد تم اكتشاف وعمل اول جهاز من هذا النوع في أمريكا وعقب الحرب العالمية الثانية عام 1947م وتداول العلماء في بلدان اخرى الفكرة وبدأوا تطوير الجهاز ففي السويد بدأو تطويره عام 1954م وفي انجلترا 1957م وفي أمريكا بعد ذلك عام 1962م إلي أن بدأ تطوير هذا الجهاز واصبح يحمل باليد ويتم نقله من مكان لآخر.
ولهذا الجهاز فوائد عظيمة ولا اضرار له على الجسم وهذه منها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - يستعمل في الكشف على الجنين لمعرفة أي عيب خلقي للجنين خلال فترة الحمل، ومتابعة ذلك.
2 - يستعمل للكشف على الاعضاء الداخلية «الكبد، الطحال، المرارة والكليتين».
3 - يستعمل لمعرفة الامراض التناسلية عند المرأة والرجل.
4 - يستعمل لمعرفة خلايا الدماغ للطفل حديث الولادة وحتي الاشهر الأولى من العمر.
5 - يستعمل في تشخيص أمراض القلب.
6 - يستعمل في تشخيص الانسدادات الشريانية والوريدية.
7 - يستعمل وبمقاسات معينة من الميجا هيرتز للعين ومعرفة بعض امراضها.
8 - وحديثا ومنذ سنين قليلة استخدم في محاولة تشخيص التهاب الزائدة الدودية الحادة.
2 - جهاز الاشعة السينية العادي والملون:
وتم تطوير هذه الاجهزة من حيث التقنية وكمية الاشعة الصادرة منها حيث اصبحت كلها رقمية لكي تقلل الضرر على المريض والفنية والطبيب.
3 - جهاز الاشعة على شكل حرف C حيث يستعمل دخل غرف العمليات لكي يستعمله الجراح اثناء اجراء عمليات تثبيت الكسور.
التصوير الطبقي المحوري
هذا الجهاز يعتمد في عمله على الاشعة السينية والكمبيوتر ومع تطور اجهزة الكمبيوتر والتي بدأت منذ عام «1642م» إلى أن اصبحت مشهورة عام 1924م على يد شركة IBM استطاع العلماء والاطباء معاً تطوير واكتشاف جهاز التصوير الطبقي المحوري والذي احدث ثورة عالمية في الطب التشخيصي عام 1967م حيث ظهر أول جهاز للخدمة عام 1971م في أمريكا ولقد كان لهذا الجهاز اثره الفاعل في تشخيص الأورام وتشخيص الانزلاق الغضروفي للعمود الفقري، وتحديد نوعية الانسجة التالفة ومكانها والدقة في استئصالها والجلطات الدماغية والعيب الخلقي في الدماغ عند الاطفال حديثي الولادة وغيرها من الامراض الأخرى.
وتم تطوير هذا الجهاز من حيث التقنية والدقة في التشخيص وتقليل مدة التصوير حفاظا على المريض من تعرضه للأشعة.
5 - (Mammogra Phy) «تصوير الثدي»:
لقد بدأ التفكير جدياً في هذا النوع من الاجهزة بعمل اول استئصال للثدي عام 1898م وذلك من اجل الكشف المبكر على الاورام السرطانية للثدي وبدأت التحديثات والاكتشافات إلى أن ظهر أول جهاز من هذا النوع عام 1930م في جنوب امريكا وبعد ذلك طور هذا الجهاز في الاعوام التالية إلى ان ظهر منها ما هو اقل «تعرض للأشعة» عام 1975م وفي اكتشاف هذا الجهاز اصبحت اورام الثدي تكتشف مبكراً ويعمل على استئصالها مبكراً قبل ان ينتشر هذا المرض واصبح من الاجهزة المهمة في عالمنا اليوم حيث ان نسبة سرطان الثدي واحدة لكل احد عشر أمرأة.
6 - التصوير بالرنين المغناطيسي MRI:
لقد بدأ التفكير في هذا النوع من الاجهزة بعد استعمال المجال المغناطيسي عام 1940م MR spectro scopy في تحليل complex melecalar strncture و dynamic chemical process وهذا النوع من اجهزة تحليل الطيف لا يزال يستعمل حتى الآن ولقد تم ومنذ تقريبا ما يقرب من ثلاثين عاما أي في مطلع السبعينات تم اكتشاف ان المجال المغناطيسي يمكن استعماله في تصوير اعضاء ا لجسم.
ولقد كان أول الصور في عام 1973م وكان حجمها كبيراً وتم تطوير هذا الجهاز حيث احدث ثورة علمية في مجال الاشعة التشخيصية وهو الان اصبح من الركائز الاساسية لقسم الاشعة التشخيصية في كل مستشفى ومركز طبي متقدم ولهذا الجهاز منافع عدة ولا ضرر منه لأنه لا يعتمد على الاشعة السينية.
- فقد احدث ثورة في التشريح التفصيلي لاعضاء الجسم.
- يستخدم في تشخيص مرض الملاعب حيث اصابات الملاعب من تمزق اربطة وغيرها للأطراف.
- معرفة وتحديد مدى انتشار أي مرض في أي جزء من اجزاء الجسم.
- يستعمل في تشخيص امراض الاوعية الدموية للجسم.
- له قدرة تشخيصية لمنطقة الغدة النخامية اكثر دقة من التصوير الطبقي.
- له القدرة الدقيقة على تصوير النخاع الشوكي اكثر دقة من التصوير الطبقي بدون حقن مادة ملونة داخل النخاع.
وفي إحدى المؤتمرات العالمية للأشعة التشخيصية حيث سرد لنا احد الاختصاصيين الكنديين عن تجربة له وقال: عن مدى أهمية جهاز الرنين المغناطيسي «حضرت إلى المستشفى احدى حالات الطوارئ «حادث سير» وهنالك مريض يعاني من آلام في منطقة الركبة وتورم فتم تصويره بالاشعة العادية وتبين انه لا يعاني من كسور وتم اجراء العلاج اللازم له ومغادرته المستشفى.
ولكن بقي المريض يشكو من آلام مبرحة وعدم القدرة على المشي على هذا الطرف من الجسم وعندها طلب طبيب الاشعة نفسه صورة رنين مغناطيسي للطرف المصاب وتبين بعد ذلك وجود كسر في اسفل عظم الفخد لم يشاهده على الصورة العادية وبعد ذلك تم عمل اللازم له وبدأ يتماثل للشفاء.
(*) اختصاصي اشعة تشخيصية بمركز النخبة الطبي الجراحي
|