* الظهران حسين بالحارث:
أوضح الدكتور سلطان بن خالد بن حثلين رئيس قسم الدراسات الإسلامية والعربي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ورئيس لجنة خدمة المجتمع بالجامعة أن اللجنة التي تضم نخبة من أساتذة القسم قامت مؤخراً بزيارة إلى دار الملاحظة بالدمام وذلك في إطار نشاطها المستمر حيث تقوم من حين إلى آخر بزيارة بعض الجهات والمرافق والمراكز الاجتماعية للتعرف على أوضاع بعض الشرائح الاجتماعية وتقديم الاستشارات التي يأمل أن تنعكس على تطوير العمل الاجتماعي.
وأضاف ابن حثلين في حديث ل«الجزيرة» ان رسالة اللجنة تهدف إلى إيجاد نوع من التواصل بين الأكاديميين وبعض مراكز خدمة المجتمع كالمستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية المختلفة والسجون وغيرها.
وعن زيارة اللجنة مؤخراً لدار الملاحظة وهي الجهة التي تعنى بالأحداث المحكوم عليهم في قضايا مختلفة قال ابن حثلين: لقد لفت نظر أعضاء اللجنة في هذه الزيارة أن معظم القضايا كانت تتعلق بالسرقة وكانت أعمار الأحداث تتراوح ما بين 13 18 سنة.
وأضاف: لقد طرحنا الأسئلة عليهم عن الأسباب التي أدت بهم إلى الوقوع في مستنقع الجريمة والانحراف وكانت الإجابة تتمحور في النقاط التالية:
الفقر والحاجة أغلب الأحداث من الفئات الفقيرة في المجتمع وحب التقليد، حتى أن بعضهم شارك في عملية سرقة لكي يحصل على جوال.
تأثير الإعلام وخاصة أفلام ومسلسلات الجريمة وبالتالي أصبح بعضهم يرى فيها نموذجاً يحتذى به حتى لو كان سيئاً.
الفراغ ورفاق السوء وكثرة التسكع في الشوارع.
البطالة وقلة فرص العمل والتدريب والتأهيل.
واستطرد ابن حثلين قائلاً: ان الشيء الذي لم يذكره الأحداث في تلك الأجوبة انها كانت جميعها نتيجة لسبب واحد رئيسي وهو غياب دور الأسرة والمجتمع والمدرسة في المساهمة في تنشئة الأجيال الصالحة واتخاذ التدابير الوقائية لاحداث مناعة ذاتية تكبح جنوح الأحداث نحو مزالق الانحراف.
وأردف الدكتور سلطان قائلا: لا نستطيع أن نجعل الجميع شباباً صالحاً ولكن يمكننا تقليل نسبة الانحراف..
المشكلة الكبرى انه توجد نسبة كبيرة من الشباب على درجات مختلفة من الانحراف خارج أسوار دار الأحداث، وهذه النسب تزداد يوماً بعد يوم والنتائج ستكون مستقبلا وخيمة وقد تتحول أطراف المدن والأحياء الفقيرة إلى مراكز للجريمة والمخدرات وسائر أنواع الانحراف. القضية ما زالت في أيدينا إذا استطعنا أن نبذل قليلاً من المال والجهد عن طريق إنشاء مراكز اجتماعية ورياضية في أحياء المدن وزيادة مراكز التدريب والتأهيل المجانية ورفع الحد الأدنى للضمان الاجتماعي ومساهمة رجال الأعمال في إيجاد مشاريع غير ربحية تساعد تلك الأسر الفقيرة إما بتوفير فرص العمل أو عن طريق الصدقة والإحسان.
|