* واشنطن لندن القدس الوكالات:
قال الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الجمعة ان الولايات المتحدة ستكشف عن خطة سلام في الشرق الأوسط تأجلت طويلا تهدف إلى اقامة دولة فلسطينية عندما يصدق الفلسطينيون على رئيس وزراء فلسطيني جديد يتمتع بسلطة حقيقية.
وأضاف بوش: نتوقع التصديق قريبا على رئيس وزراء فلسطيني، وفور التصديق عليه ستسلم خريطة الطريق إلى السلام إلى الفلسطينيين والاسرائيليين.
وتحدث بوش في حديقة البيت الابيض، وقال يجب على رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد ان يشغل مركزا يعطيه سلطة حقيقية لكي يصبح شريكا جديرا بالثقة ومسؤولا.
واستطرد قائلا: بعد تسليم خريطة الطريق فإننا سنتوقع ونرحب باسهامات من الاسرائيليين والفلسطينيين لخدمة السلام الحقيقي، سنحثهما على ان يناقشا خريطة الطريق كل مع الآخر.. حان الوقت لتجاوز المواقف المتصلبة واتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق السلام. واضاف انه مع تحقق تقدم نحو السلام يتعين ان يتوقف النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي المحتلة. هذا وقد وصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس تعهد الرئيس الأمريكي بإعلان خريطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط في وقت قريب بأنه «خطوة كبيرة إلى الامام» واكد أنه بإمكان المجتمع الدولي التركيز على موضوع السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين على الرغم من الازمة العراقية التي يشهدها العالم الآن.
وقال بلير في مؤتمر صحفي عقده أمس عقب اتصال هاتفي اجراه مع كل من ياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ومحمود عباس «ابو مازن» رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد ان عملية السلام في الشرق الأوسط مسألة هامة جدا.
واستطرد بلير يقول ان ذلك لا يمكن ان يتم ايضا الا من خلال استعداد اسرائيل لاتخاذ الخطوات الضرورية اللازمة من اقامة دولة فلسطينية ديمقراطية.
وأوضح بلير أن خطة خريطة الطريق تم بناؤها على أساس مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني والتي تعتمد على وجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية مشيراً إلى أن خريطة الطريق هي تفصيل لهذه المبادرة.
واضاف انني اود فقط ان اعلق على مشاعر القلق غير اننا بصدد موقف يتعرض فيه الفلسطينيون للموت ويعانون بصورة فظيعة، والطريقة الوحيدة لانهاء مثل هذه المعاناة ووقف الاعمال الارهابية تتمثل في التوصل إلى عملية سياسية قابلة للتطبيق تؤدي إلى حل من خلال اقامة دولتين اسرائيلية وفلسطينية وتطبيق اجراءات امنية تؤدي إلى خلق افضل الفرص الممكنة لتقليل خطر وقوع اعمال ارهابية جديدة إلى اقل حد ممكن.
ولقد أكدت مراراً انه يتعين إلى جانب ادانة الارهاب ان نسعى إلى توفير حل على المدى البعيد وقال بلير ان الخبرات التي خرجنا بها من عملية السلام في ايرلندا الشمالية تتمثل في ان الكلام سهل وانه يتعين ان تقترن الأقوال بالأفعال خاصة وان الثمن سيكون في النهاية كبيراً وعظيماً.
واضاف بلير انني اود ان اؤكد اليوم من جديد على التزام الحكومة البريطانية بمواصلة الجهود والقيام بكل ما في وسعها لاستئناف تلك العملية من جديد واستمرارها.
وعلى الجانب الفلسطيني والاسرائيلي فقد طالب مسؤولون فلسطينيون واشنطن بطرح خارطة الطريق بسرعة والزام اسرائيل بتنفيذها وفق جدول زمني محدد وتحويل رؤية الرئيس جورج بوش للدولة الفلسطينية إلى حقيقة مؤكدين اتخاذ كل الخطوات لاقرار صلاحيات رئيس الوزراء الفلسطيني.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في تعقيب على خطاب بوش ان «على الولايات المتحدة طرح خارطة الطريق بسرعة وايجاد آليات تنفيذ الزامية وجداول زمنية محددة ومراقبين دوليين في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني». ومن جهته اكد رئيس المجلس التشريعي احمد قريع (ابو العلاء) ان الاعلان عن العزم على نشر خارطة الطريق «ايجابي بلا شك».
واضاف «نأمل ان تلزم الولايات المتحدة اسرائيل بتنفيذها حتى يتوقف هذا العدوان وهذه الاجتياحات». وفي المقابل ايدت اسرائيل دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الجمعة الفلسطينيين إلى تعيين رئيس وزراء جديد يتمتع بسلطات حقيقية كشرط مسبق للكشف عن خطة سلام في الشرق الأوسط تأجلت طويلا.
وقال يوني بيليد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية نشاركه الرؤية ونحن على قناعة انه بمجرد وجود رئيس وزراء فلسطيني يتمتع بسلطات حقيقية يبدأ كفاحا لوقف الارهاب فان اسرائيل ستكون عندئذ مستعدة للبدء في مناقشة حل.
|