Saturday 15th march,2003 11125العدد السبت 12 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الصحافة بين «السائلين« و«المجيب» الصحافة بين «السائلين« و«المجيب»
المثقفون يتفاعلون مع محاضرة رئيس التحرير
هل الصحافة مهنة.. أم تخصص...؟ لِمَ التراجع في الطرح الصحفي...؟
صحافة الماضي كانت طروحها تخدم المجتمع أكثر مما هي عليه الآن

  * الرياض علي سعد القحطاني تصوير حسين حمدي:
تفاعل المثقفون مع محاضرة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك في محاضرة عن «الصحافة اليومية في المملكة: الواقع والطموح» بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة وذلك مساء يوم الثلاثاء 8 محرم 1424هـ الموافق 11 مارس 2003م وقد أدار اللقاء الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وقد ألقى الأستاذ خالد المالك من خلال ورقته الضوء على الإطار المؤسسي للصحافة السعودية بوجه عام وموقع الصحافة اليومية داخل هذا الإطار وابراز السمات العامة للصحافة اليومية وأنظمتها وأجهزتها ومدى تعبيرها عن الخطاب الوطني خاصة والخطاب العربي بوجه عام وكذلك ابراز النشاط الصحفي للمرأة السعودية وحجم دورها في استشراف آفاق المستقبل للصحافة اليومية في مواجهة التحديات وقد سبق أن نشرنا نص الورقة التي ألقاها رئيس التحرير يوم الخميس الماضي وفي هذا الجزء ننشر التعليقات والمداخلات التي تلت تلك المحاضرة.
المداخلات
* الدكتور عبدالله السبيعي استاذ الحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سأل المحاضر قائلاً هل تعتقد أن الصحافة مهنة أم أنها تخصص، خصوصا وأن تجربتنا مع المتخصصين ليست سارة فهناك كُتّاب صحفيون مبدعون ولم يمروا بتجربة الدراسة الأكاديمية، وطرح سؤالاً آخر عن أدبيات الصحافة السعودية من أنها ليست معروفة لدى الجميع فهناك اجتهادات خاصة لكل صحيفة خصوصا أن هناك صحفاً تعتبر محافظة ومتزنة والقارئ يمل من هذا المنوال، وهناك صحف تحاول جاهدة أن تتشح بوشاح التحرر والجرأة وهذا ايضا يمكن أن يكون ثوباً فضفاضاً، فأجاب رئيس التحرير عن السؤالين قائلاً: أنا اعتقد أنه يجب أن يتوافر في الصحفي التخصص والموهبة معا، والصحف تتفاوت في مسألة توجهاتها سواء في المملكة أو في أي صحيفة في العالم وفق اجتهادات رئيس التحرير وقناعاته وتقديره للمصلحة العامة ونظرته لمتطلبات القراء.
* أشار رئيس التحرير بعد انتهاء إجابته عن تساؤلات الدكتور السبيعي إلى أن الصحافة السعودية قطعت مرحلة جيدة في التعبير عن هموم المواطن وفي نقل مشاعره حتى تمكنت من أن تؤثر في المسؤول بحيث أصبح يستجيب لكثير من الأمور التي نجد فيها قصوراً أو نجد أن هناك حاجة إلى تحسين الوضع القائم وهو ما تنشر عنه الصحف بصفة دائمة وذلك في اجابة عن سؤال أحد الحضور بهذا الشأن.
الصحافة ربح اجتماعي
* الدكتور عايض الردادي ألمح في مداخلته إلى أن هناك تراجعاً في الطرح الذي يخدم المجتمع وهذا التراجع يتفاوت ما بين صحيفة وأخرى بحسب قوة الصحيفة والمؤسسة التي تنتمي إليها، وقال إن الصحافة عندما نشأت في الحجاز كانت تطرح طرحاً يخدم المجتمع أكثر مما هو عليه الآن واستدل بمقالات «خواطر مصرحة» لمحمد حسن عواد، كما اشار في مداخلته إلى أن الصحافة ليست ربحاً مادياً فقط، الصحافة هي ربح اجتماعي ولا يقتصر دورها على تجريح المسؤول بل تقويم المسؤول ونقل ما يعانيه المجتمع إلى المسؤول، فأجاب الاستاذ خالد المالك: إن المقالات الذي نشرت في ذلك الحين ك «خواطر مصرحة» كانت تتناسب مع الحقبة التاريخية ومع الزمان الذي ولدت فيه تلك الخواطر، وما نكتبه وننشره الآن قد لا يكون صالحاً بعد أربعين عاماً من الآن.
* أشاد الاستاذ بندر عثمان الصالح بمحاضرة رئيس التحرير وتمنى أن تعتبر وثيقة في هيئة الصحفيين التي أنشئت مؤخراً ثم قال: قرأت للأستاذ إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية في صحيفة الجزيرة والمشرف على المجلة الثقافية التي تصدر عنها في افتتاحية المجلة: ان هذا الإصدار أحيط بشيء من السرية أو الكتمان وسأل الاستاذ بندر رئيس التحرير عن الآلية التي استخدمت في اصدار مثل هذه الوثبة الرابعة «المجلة الثقافية» فأجاب الأستاذ خالد المالك قائلاً: هذه مداعبة من الأخ إبراهيم التركي وإلا فالعمل الصحفي وإن احاطت به السرية التي أشار إليها الأخ بندر فهو عمل مكشوف لأن العمل يمر من خلال قنوات كثيرة وبذلك فلا توجد ضمانات حتى لا تتسرب معلومة كهذه، واشار الأستاذ المالك إلى انه مع ذلك لابد من السرية والتكتم في الاعمال الصحفية ما أمكن ذلك حتى تُضمن عملية المنافسة فيما بين الصحف.
الصحفيات السعوديات
* اشار الاستاذ خالد المالك رداً على إحدى المداخلات إلى أن هناك مشكلة فيما يخص العنصر النسائي وممارستهن للصحافة وهذه تخضع لظروف المجتمع حيث مازالت تمارس العمل الصحفي عن بعد، ومن الصعب جداً أن تتأقلم مع الصحافة كما يفعل زميلها الصحفي الرجل، والكثير من الصحفيات يعملن في الصحف وهن غير متفرغات، هناك صحف يعملن فيها في الفترات المسائية ويقدمن الجهد الطيب الذي ترونه في الصحافة السعودية، لكن لا نجد إلا القليل جداً من الكوادر النسائية تعمل متفرغة في الصحافة.. وجريدة الجزيرة لا توجد فيها صحفية واحدة متفرغة، ويبقى الأمل في المستقبل إن شاء الله بأن يكون هناك مجال أكثر لاستقطاب مثل هذه الكفاءات بعد أن تتهيأ الظروف ويكون الوقت قد حان لمثل هذا العمل.
حجم الصحف السعودية
* اقترح الدكتور محمد الخنيفي بأن تتم طباعة الجريدة في حجم أصغر حتى يسهل اقتناؤها وقراءتها فأجاب الأستاذ خالد المالك قائلا: المستهدف في ذلك هو القارئ والقارئ السعودي يعتقد أن الحجم الحالي الذي تصدر به الصحف السعودية مناسب له، ولم يرسل إلينا أحد من القراء ما يشجع على اتخاذ مثل هذه الخطوة، لكن الإمكانات الطباعية الموجودة في الأجهزة الطباعية الجديدة التي تزودت بها صحيفة الجزيرة مؤخراً قادرة على تقديم جريدة الجزيرة بحجم أصغر.
*وعلق الأستاذ خالد المالك في تعقيب على مداخلة من احد الحضور الى أن صحيفة الجزيرة استطاعت على مدى عام واحد أن تصدر أربعة اصدارات على شكل مجلات يومية، ومازلنا نفكر بما يحتاج إليه القارئ من إصدارات أخرى.
وبالنسبة إلى موضوع الطفل وكان يجيب بذلك عن مداخلة من الاستاذ أشرف عبدالله حول إصدار ملاحق خاصة بالطفل وبفن الكاريكاتير لتشجيع المواهب ، مقال الاستاذ المالك انه موضوع حساس ويحتاج إلى متخصصين وتربويين في هذا المجال وقال: اعتقد ان الصحف مهما قدمت من خدمات للطفل فستكون قاصرة.
الضوابط الأخلاقية للمهنة
* أجاب رئيس التحرير عن السؤال الذي وجهه الأستاذ راشد الفوزان فيما حول المساحة من الحرية التي نتطلع إليها في صحافتنا وقال المالك: الحرية يجب ان تكون في حدود الضوابط الأخلاقية، وهي مطلوبة طالما أنها لن تمس بأي سوء للإنسان أو للمسؤول أو للوطن، وطالما أن هذه الحرية تصب في النهاية في المصلحة العامة، اعتقد أن هذا كلّه متاح للجميع، أمّا إن كانت الحرية كما يتصورها بعض القراء عبارة عن إثارة لا معنى لها باستخدام بعض العبارات غير المناسبة وعدم السمو في ذلك ، ففي تصوري اننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة من التعليم والوعي تتطلب منا أن نتجاوزها وننظر إلى ما هو أهم، وأعني به المحافظة على مقومات الاستقرار والوحدة والتعاون في بلادنا وبين مواطنينا، خصوصاً في مرحلة تعاني فيها المنطقة الكثير من المعاناة من خلال التهديد بضرب العراق وأمور أخرى كثيرة جداً لا تخفى على الجميع، بما يجعل الصحافة من خلال مسؤوليتها مطالبة بالاستخدام الأمثل والجيد لامكاناتها من أجل تحقيق الصورة المثلى التي نتمناها للمملكة.
الصحافة هي الوعاء
* تمنى الأستاذ محمد الأسمري في مداخلته من الصحافة وهي الوعاء الذي يمكِّن قادة الرأي من إيصال ما يرونه من آراء لهم إلى المتلقين أن ينقلوا صورة الخطاب الفكري والسياسي والاجتماعي، وأشاد بورقة المحاضر وشجاعة الاستاذ خالد المالك عندما اعترف بقصور الصحافة فيما كان من وضع الفقر قبل زيارة سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للأحياء الفقيرة.
فأجاب رئيس التحرير عن مداخلته بقوله: ليس عيبا ان تكون الصحافة تعبيراً في جزء مما ينشر فيها عن اتجاه الدولة الرسمي، فها هي صحافة الولايات المتحدة الأمريكية نجد أنها أكثر حماسة من الرئيس والبيت الأبيض في المطالبة بتوجيه الضربة للعراق، ما يُنقص من كلام يقوله الرئيس بوش في إحدى كلماته مثلا تكمله الصحافة.
عندما تكون هناك مصلحة أمريكية نرى أنه لا يتخلف عن الدفاع عنها المواطن ورجل الإعلام والمسؤول، وفي بلادنا إذا وجد أي تقصير في أي جهاز حكومي يجب أن تكون للصحافة كلمة ويكون للكاتب رأي بعيداً عن الرغبة في الظهور اعلامياً أمام القارىء.
الأخطاء اللغوية والإعلانات
* تمنت الدكتورة سعاد المانع من الصحافة أن تكون رائدة لتصوير الحاجات الماسة للوطن والأمة والتفكير في كيفية تحقيق هذه الحاجات على أفضل مستوى ممكن، ورأت أن كثيراً من العاملين والعاملات الذين يقومون بلقاءات صحفية أو فتح موضوعات للنقاش تكون ساذجة، عديمة من الفكر، وأشارت إلى الأخطاء اللغوية الموجودة في بعض الإعلانات التجارية كما ألمحت إلى أن هناك صحفاً كانت تكتب عن الفقر قبل زيارة سمو ولي العهد للأحياء الفقيرة فاكتفى رئيس التحرير لضيق الوقت بالرد على الملاحظة الأخيرة.
وقال: نعم الصحافة لايوجد شأن من الشؤون إلا وتناولته على مدى سنوات طويلة، لكن الكتابة عن الفقر بهذه الصورة المؤثرة التي نلاحظها لم تتم إلا بعد زيارة سمو ولي العهد للأحياء الفقيرة.
الصحافة وأرقام التوزيع
* أشاد الدكتور سعود المصيبيح بجهود رئيس التحرير وتأهيله للكوادر في مجال الصحافة وتمنى لو كانت المحاضرة أكثر جرأة وعمقاً وحضوراً في التحدث عن كل صحيفة لدينا مصحوبة بأرقام التوزيع ومستوى كل صحيفة والمشكلات التي تواجهها كل صحيفة، ورأى أن الإعلان يشكل خطراً على اخلاقيات مهنة الصحافة في المملكة، فأجاب الأستاذ خالد المالك قائلا: إنه من الصعب جداً ان اتناول كل ما يتعلق بالمؤسسات الصحفية سواء كانت ادارية أو عن وضع التوزيع والإعلانات فيها من خلال الورقة التي استمعتم الى مضمونها، ومن السهل جداً أن يتكلم أي منا عن توزيع الصحف ويقول إنه متدنٍ اذا ما قورن ذلك بكثافة السكان في المملكة، غير أني تحدثت في حدود الزمن المعطى لهذه الورقة، وحاولت أن أنتقي بعض الهموم التي تقال عن الصحافة مع إبداء الرأي فيها.
الصحفي والميدان
* لاحظ الاستاذ علي الشدي أن البعض يرى أن من أكبر عيوب الصحافة وجود الشللية، وسأل في مداخلته المحاضر عدة أسئلة قائلاً : هل ترى أن رؤساء التحرير يستعملون الهامش من الحرية في معالجة قضايا الأمة، ومتى نرى صحفيا سعودياً في الميدان، لتغطية المعارك، ومتى نرى المحرر المختص في شؤون الاقتصاد والبترول، خصوصا وان بلادنا قد حباها الله بالخيرات، فأجاب رئيس التحرير قائلاً: انا اعتقد أن الأخ علي يطرح أموراً لم يحن وقتها ليس بالنسبة إلى المملكة وإنما لكثير من الدول الأكثر والأقدم في مجال المعلومات والصحافة، وهي أن يوجد صحفي متخصص في كل قطاع وكل نشاط من النشاطات الصحفية، وان يكون هذا الصحفي موجوداً في الميدان أو المعركة، ويسجل كل الأحداث العسكرية، نتمى هذا، وهذا جزء من نجاح أي صحيفة ولكن الوسائل الإعلامية العربية وليست الصحفية فقط كلّها والى اليوم لم تصل إلى هذا المستوى، ولا يظهر لنا في المستقبل القريب أن هناك عملاً يتم الآن لإيجاد مثل هذا الشيء.
النزعة الربحية
* أشار الدكتور محمد سعود البشر في مداخلته إلى النزعة الربحية في الصحف السعودية، ورأى أنها قد طغت على المادة التحريرية وهذا مما يفقد الصحيفة رسالتها، وحتى الجزء المخصص للمادة التحريرية ليس فيه أي جهد مبذول يعكس مستوى الممارسة الصحفية الراقية التي تشبع حاجات القراء، فلم يسر الاهتمام بالمادة التحريرية في خط متوازٍ مع المادة الإعلانية وفي هذا ظلم للقراء، واشار الدكتور البشر إلى الوثبات الخمس لصحيفة «الجزيرة»، وما قدمته من مادة تحريرية تعد نموذجاً للاهتمام بحاجات القراء المختلفة من الخبر والمعلومة والمعرفة التراكمية. وبيّن رئيس التحرير في تعليقه على ذلك بأن جريدة الجزيرة ليست الآن الاكثر اعلانات بين الصحف وأنه يأتي ترتيبها الثالث في المساحة الاعلانية بين الصحف في المملكة، وتبقى نسبة الإعلان في صحيفة الجزيرة بالنسبة للمادة التحريرية نسبة معقولة، وجريدة «الجزيرة» خلال ثلاث سنوات قفز عدد صفحاتها من أربع وعشرين صفحة إلى أربع وأربعين صفحة وذلك لمواجهة نمو الإعلانات فيها بما لا يؤثر على حجم المادة الصحفية، وخلال هذا العام كان هناك اصدار يومي يوزع جنبا إلى جنب مع الجريدة لتغطية نشاطات تخصصية لا تتوفر في الصحيفة، ففي يوم السبت «الإصدار الدولي» وهذا يعتمد على ترجمة لبعض الكتب الأجنبية التي لا يستطيع القارىء أن يطلع عليها لعدم توفرها في الأسواق وأيضا لأن اللغة المستخدمة في هذه الكتب لغة علمية واجنبية من الصعب أن يفهمها كل القراء ونحن نحاول أن نقدم من خلال هذه الكتب المترجمة التي تعنى بهموم الأمة وتقترب من اهتماماتها من التطورات في هذه المنطقة سواء كانت اقتصادية أو سياسية معلومات مهمة الى القراء، هناك في يوم الأحد إصدار «العالم الرقمي» وهذا يلبي اهتمامات الشباب ومتابعتهم لثورة الاتصالات والإنترنت، ومنذ اسبوعين أطلت عليهم «المجلة الثقافية» وفي هذه المجلة نحاول أن نغطي جانبا من نشاط ونتاج المفكرين والمثقفين في المملكة. وهناك في يوم الثلاثاء تصدر «مجلة الجزيرة» وهذه المجلة تحتوي على كثير من ألوان المعرفة، وعموما فنحن في الإصدارات الأربع نحاول أن نبتعد عن المحلية في النقاشات وفي الاختيارات فيما عدا المجلة الثقافية التي تهتم بهذا الجانب المحلي. وصحيفة «الجزيرة» تحاول أن تقدم من خلال اصداراتها خدمة صحفية وفكرية على مستوى متميز، ونتائج التوزيع كانت مشجعة لمثل هذا العمل، وهذا يقودنا إلى تبني أفكار أخرى إن شاء الله لتحقيق ما نتمناه أو بعض ما نتمناه.
الشفافية والوضوح
* في بداية مداخلة الأستاذ زياد إدريس رئيس تحرير مجلة المعرفة قدّم تهنئته لرئيس التحرير على الإصدارات المتميزة وتمنى لها التوفيق وطلب من اساتذة الجامعة أن ينزلوا من ابراجهم العاجية ويتواصلوا مع الصحافة ، مشيراً إلى أن تعرف رئيس التحرير على الأكاديمي القادر على الكتابة أصعب من تعرف الأكاديمي على الصحيفة التي يستطيع الكتابة فيها، وكانت النقطة الثانية التي اشار إليها الأستاذ زياد بسؤاله قائلاً: هل كانت صحافتنا ستجرؤ على مناقشة الفقر عندنا بكل شفافية ووضوح قبل أن تأتي زيارة سمو ولي العهد للأحياء الفقيرة؟ وهذا يقودنا إلى سؤال آخر ألا يوجد في مجتمعنا قضايا مغيّبة بسبب أن الصحافة تمارس دور الرقيب أكثر من دور «الرقيب» الموجود في وزارة الإعلام؟
وأشار الأستاذ زياد إدريس في مداخلته إلى أن القيادات الصحفية تمارس من الرقابة ربما أكثر مما يمارسه «الرقيب» عليها، وطبعاً نجد أن هناك مساحة شاسعة بينها وبين الخط الأحمر ولم نكتشف هذا إلا حينما صدرت «جريدة الوطن» واكتشفنا ان هناك هامشا من الحرية كان مدفونا، وكنا نظن أن خروج هذا النمط من جريدة الوطن سيكون دافعا لكسر حاجز الخوف الموجود في الصحف الأخرى، لكن للأسف لم يكسر هذا الحاجز، وحتى الآن نشعر بأنه يوجد في «وزارة الإعلام» رقيبان احدهما لصحيفة «جريدة الوطن»والآخر للجرائد الأخرى.
فأجاب رئيس التحرير قائلاً: الصحف السعودية تتفاوت ما فيه شك في المساحة التي يعطيها رئيس التحرير لمحررية لتبادل القضايا ذات الصلة بهموم الناس، ربما كان لصحيفة «الوطن» في بداية صدورها مساحة أكبر من الحريه عند تناولها لشأن من شؤون وهموم المجتمع، ومن المهم أن نعلم بأن نجاح أي صحيفة لا يعتمد على الرأي فقط، هناك عدة مقومات لتحقيق هذا النجاح، جزء منه وهو مهم جدا وأعني به هذا الرأي الذي تشير اليه، ولكن هناك أعمال صحفية كبيرة جدا ومقومات أخرى لنجاح الصحيفة مهمة جداً ويجب أن لا نغفلها عند الحديث عن هذه الصحيفة أو تلك، ورؤساء التحرير لدى كل واحد منهم تجاربه وقناعاته ونظرته في المادة التي تصل إليه وبالتالي فهو يتحرك داخل هذا الإطار، أنا اعتقد ان ليس هناك مسافة كبيرة بين الصحف السعودية في موضوع مسألة هامش الحرية التي تشير إليه، في المقابل اعتقد أيضا أن ما هو متاح للقارىء فيما ينشر في الصحف بعمومها هو الآن أكبر بكثير مما كان عليه قبل عام أو عامين، يعني هناك مساحة وهناك مناخ للتعبير عن الآراء أفضل مما كان عليه، هل هذا الحد هو المطلوب أو يجب أن نتجاوزه إلى ما هو أفضل؟ أنا اعتقد ان الرأي مطلوب وطالما أنه يصب في مصلحة الوطن وفي خدمة المواطن فيجب أن نعطيه مساحة أكبر ولكن ضمن ضوابطه الاخلاقية حتى لا نخسر هذا الهامش إذا ما تم استغلاله استغلالاً خاطئاً وغير صحيح.
هيئة الصحفيين
* كما أشار الأستاذ خالد المالك الى أن هيئة الصحفيين ، عندما صدرت طُلِب قبل صدور نظامها من مجموعة من رؤساء تحرير الصحف والمجلات أن يعدوا مسودة لمشروع الهيئة، وفعلا اجتمعت ووضعت الصيغة التي اعتقد المجتمعون أنها تناسب العاملين في هذا القطاع وقُدّمت للوزارة وبعد ذلك اجتمعنا رؤساء التحرير مع المسؤولين في الوزارة وتباحثنا معهم لنصل إلى ما اتفقنا عليه من أنه يناسب المجموعة الصحفية التي ستنطوي تحت هذه الهيئة وصدرت الموافقة بعد ذلك، وزارة الإعلام ستكون علاقتها مع هذه الهيئة مثل علاقة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مع الجمعيات التعاونية ، ليس لها التأثير في مسار الهيئة، فهناك مجلس إدارة وهناك جمعية عمومية، وهناك انتساب لعضوية هذه الهيئة وهناك تصويت، عشرة اشخاص يستطيعون أن يدعوا الاعضاء لعقد جلسة للجمعية العمومية، وكل المواضيع مفتوحة للنقاش بين أعضاء الهيئة، ليس فقط لمن يعمل في المؤسسات الصحفية وإنما كل من يشتغل في الاعلام، وكان الاستاذ المالك يجيب بذلك على تساؤل عن الهيئة.
الشعر الشعبي والصحافة
* ايضاً أشار الأستاذ خالد المالك رداً على مداخلة عن طلب بنشر الشعر الشعبي في المجلة الثقافية قائلاً: يجب أن نعلم الناس من خلال الصحافة اللغة الصحيحة، لغة القرآن. وقال: علينا أن نسمو بلغة التخاطب وليس فقط لغة الكتابة، ومن خلال المجلة الثقافية عندما نخاطب شريحة معينة من المثقفين لا يمكن ان ندسّ أو ننشر في بعض صفحاتها الشعر الشعبي، ونحن ننشر في بعض الصفحات هذا النمط من الشعر على استحياء منّا كما تفعله الصحف الأخرى مع اننا نحتفي وسوف نحتفي بالجيد من الشعر العامي طالما أنه يعبر عن فكر جيّد وعن معلومة تاريخية مطلوبة وفي حدود المساحة المتاحة لتقبل الناس لهذا الشعر.
التعصب في الملاحق الرياضية
* الأستاذ يوسف السلوم اقترح إيجاد معهد لتدريب الصحفيين، وأشار الى ظاهرة التعصب الموجود في بعض الملاحق الرياضية، فأجاب الأستاذ خالد المالك قائلا: والله أنا أتفق مع الاستاذ يوسف وبدلاً للأسف من أن تكون الصفحات الرياضية مساحة لتقريب وجهات النظر بين الشباب وإيجاد صيغة للعلاقة المميزة بين هذا الجيل من ابناء الوطن، إلا أن ما ينشر فيها ودون استثناء للأسف يمثل حالة غير مقبولة ويجب أن تزول، وهذا يتوقف على الاهتمام الجاد من مسؤولي الأقسام الرياضية في الصحف المحلية، ولا يمكن للصحف أن تستغني عن هذه الملاحق الرياضية مع مافيها وعليها من ملاحظات، لأنها تمثل جذباً واستقطاباً للقراء، ومن المصلحة للجريدة ان تدخل لكل بيت وأن تصل لكل قارئ، مع مراعاة اعادة النظر في أسلوب بعض الكتبة المتعصبين..
الاتهامات
* أشار الاستاذ خالد المالك ضمن تعليقة إلى إحدى المداخلات إلى أنه يجب أن تستثمر المساحة المعطاة للصحافة في التعبير عن الرأي بموضوعية ومنطق وليس بغرض الإساءة لجهة أو لشخص أي كان، وضرب مثلاً مشيراً الى الدكتور منصور الحازمي الذي كان حاضراً وقال: ها هو الدكتور منصور الحازمي وزملاؤه عندما قاموا باصدار موسوعة ادبية قوبلت الموسوعة بمناقشات كثيرة بعضها لم يكن يتسم بشيء من الموضوعية، واعتقد ان النقاش كان مطلوباً ولكن تسفيه الجهد والاتهامات الشخصية للإنسان هذا لا يجوز. وكما حصل أيضا في حادثة الحريق الذي اندلع في مدرسة البنات في مكة المكرمة فقد كانت هناك اتهامات للرئيس العام لتعليم البنات، كان هناك اتهام للدفاع المدني ولهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اتهامات بعضها دون ضوابط اخلاقية ولا ضوابط صحفية، ولذلك أقول.. إن حرية الصحافة مطلوبة بضوابطها الاخلاقية والتزاماتها المهنية ويجب أن نضع دائما المصلحة العامة في المقدمة ولا نهمش أدوار الآخرين.
* بيّن الأستاذ خالد المالك إلى أن هناك تعاوناً كبيراً بين طلاب اقسام الإعلام في الجامعات والمؤسسات الصحفية وانهم يتلقون دورات تدريبية في المؤسسات وهذا التدريب يعتبر من متطلبات التخرج وأن صحيفة الجزيرة تقوم بذلك وتوليه كثيراً من اهتماماتها وذلك رداً على سؤال عن مدى التعاون بين أقسام الاعلام والصحف السعودية.
الأنموذج
* أشاد أحد الحضور بالأستاذ خالد المالك ورأى أنه يمثل الأنموذج الوطني الرائع الذي تغني سيرته ومسيرته الصحفية بالغوص فيها لدراسة هذا الأنموذج ولرصد مرحلة أساسية من مراحل تاريخ صحافتنا السعودية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved