أصدرت الهيئة العربية العليا لفلسطين بيانا هاما في الرابع من محرم عام 1390هـ عقبت فيه على الفكرة القائلة باقامة دولة فلسطينية ديمقراطية، وقبول فكرة التعايش السلمي، وقد كان من بين ما جاء في ذلك:
وبالرجوع الى موضوع الدولة الفلسطينية الديمقراطية والتعايش السلمي تبرز أمامنا عدة حقائق تحول دون قبوله كما تحول دون تنفيذه وهي:
1 ان الفكرة الصهيونية تقوم على أساس أن تكون فلسطين يهودية، كما ان انكتلرا انكليزية وأميركا امريكية وأن لا يكون للعرب فيها أي وجود، وهذا ما اعلنه وايزمن وغيره من زعماء الصهيونية.
2 ان الوكالة اليهودية التي كانت تمثل يهود فلسطين في عهد الانتداب رفضت القبول بالكتاب الابيض البريطاني لعام 1939م الذي اعترفت فيه الحكومة البريطانية بمبدأ تأليف دولة فلسطينية مستقلة خلال عشر سنين لان اليهود يريدون استمرار هجرتهم ليطغوا بها على العرب ويضطروهم الى الهجرة من فلسطين (وهذا ما حدث فعلا بعد ذلك على مرحلتين: الاولى عام 1948 والاخرى عام 1967).
3 ان عدد اليهود الآن في فلسطين المحتلة يقرب من ثلاثة ملايين بعد ان كانوا اقلية ضئيلة لا تزيد على 5 ،4 بالمائة عند الاحتلال البريطاني، أي انهم الآن اكثر من مجموع الفلسطينيين الموجودين في المحتلة وفي الاقطار العربية وغيرها. يضاف الى ذلك ما يتدفق على فلسطين المحتلة من مهاجري اليهود سنويا، فالفلسطينيون قد اصبحوا اقلية تزداد قلة كل سنة بسبب الهجرة اليهودية، وسيكونون في مثل هذه الدولة الفريق الاضعف والافقر بسبب الكوارث المتتالية التي حلت بهم، هذا اذا استطاع جميع الفلسطينيين العودة الى بلادهم.
4 ان لليهود طرقا وأساليب ونظام حياة خاصاً، كما ان لهم معتقدات دينية وعنصرية تجعل تعايشهم (حتى ولو كانوا اقلية) مع غيرهم من الامم والشعوب امرا من الصعوبة بمكان عظيم، فكيف تستطيع اقلية عربية فلسطينية أن تعايش اكثرية يهودية هذه حالها ونظام حياتها ومعتقداتها؟؟ لقد كان اليهود في المانيا قبل الحرب العالمية الثانية اقلية ضئيلة ومع ذلك لم يستطع الالمان ان يعايشوهم لخيانتهم المانيا في حربين عالميتين متتاليتين، ولامتصاصهم موارد الثروة الالمانية بطرقهم ووسائلهم المعروفة. والآن يبلغ عدد اليهود في الولايات المتحدة الامريكية نحو ستة ملايين من اصل 215 مليون اميركي. ومع ذلك بلغ نفوذهم المالي والسياسي حد السيطرة على السياسة الاميركية سيطرة تكاد تكون تامة، وكذلك الحال في فرنسا وبريطانيا وغيرهما من الدول التي لليهود فيها نفوذ كبير وهي دول بلغت مبلغا عظيما من الحضارة والفن والصناعة، فاذا كان النفوذ اليهودي قد بلغ هذا المبلغ في تلك الدول الكبرى وهم أقلية ضئيلة. فكيف تكون حال الفلسطينيين معهم في دولة اليهود فيها اكثرية مطردة الزيادة بالهجرة؟
5 ان اليهود في فلسطين المحتلة لا يريدون تعايشا سلميا مع العرب، بل انهم مصممون على استئصال العرب الفلسطينيين عند اول فرصة سانحة، يحمل بعضهم على الهجرة قسرا، وباتباع وسائل كيدية وصحية ووحشية تؤدي الى فناء القسم الذي لا يهاجر منهم.
|