* الأحساء رمزي الموسى:
عندما يرد على وسائل الإعلام خبر واحد عن أمر ما بعد مرور زمن طويل على خبر مشابه له فهذا أمر قد لا يلفت الانتباه على اعتبار أن الحوادث والأمور
قد تتكرر من حين لآخر مما يعد أمراً طبيعياً في حياة الإنسان، غير أنه حينما تتكرر الحوادث خلال فترات زمنية قصيرة جدا كما حدث مؤخراً لقاطرات سكة الحديد بين مدن المنطقة الشرقية وصولاً إلى منطقة الرياض من دهس لأفراد وارتطام بسيارات واصطدام قاطرات بقاطرات منفصلة عن قطار سابق إلى غير ذلك فهذا أمر ملفت للانتباه ويستدعي الوقوف عنده لمعرفة أسبابه وعلاجها في أسرع وقت ممكن.
والجزيرة هنا تسلط الضوء على هذا الجانب من خلال هذا التحقيق الموجز ..
الحوادث زعزعت الثقة
المواطن عبدالعزيز البشر عبر عن قلقه جراء تلك الحوادث المتكررة والتي ذهب ضحيتها العديد من الأنفس البريئة مؤكداً أن تلك الحوادث والتي وقعت في أوقات متقاربة قد خلفت رعباً سواء في أنفس الركاب الذين لم يصابوا بأذى أو الذين سمعوا بها ويتساءل البشر ما هي الخطوات التي سوف تتخذ إزاء تلك الحوادث.
أما المواطن يعقوب العبدالرحيم فيقول: القطار أحد أهم وسائل المواصلات حديثاً وقديماً وقد اهتم بتلك الوسيلة أغلب دول العالم حيث إنه يخدم شريحة كبيرة من المجتمع لما تمتاز بها تلك الوسيلة من وسائل للراحة والسعر المناسب وما حصل من حوادث خلال الفترة الماضية قد يحصل لأي وسيلة إلا أن كثافة تلك الحوادث وخلال فترة وجيزة قد زاد من مخاوف الناس فيجب وضع حلول سريعة وعاجلة للحد منها.
أما ناصر عبدالفتاح مصري الجنسية فيرى أن وسيلة القطار ممتازة ولكنها تحتاج إلى عملية تطوير مستمرة تواكب العصر الحديث حيث نسمع ونرى في الأخبار العالمية أن أغلب حوادث القطارات تقع في بعض الدول الفقيرة نسبياً فالقطار كأي وسيلة تحتاج إلى تطوير العربات وأجهزة للمراقبة والاتصال وخطوط السكك الحديدية وكل ما يتعلق به.
ويرى المواطن عبدالعزيز السالم أن الحوادث هي أمور قضاء وقدر ولكن يجب على الجهات المعنية البحث في أسبابها وطرق علاجها والحد منها فكثرة الحوادث الحاصلة للقطار تتطلب دراسة جدية ففي الوقت الذي نرى فيه المسؤولين يبحثون مشروع توسعة الخطوط الحديدية على مستوى المملكة لتصل المنطقة الشرقية بالغربية نرى أن الحوادث في ازدياد مما ولد عند البعض مخاوف تجاه القطار.
الطلاء لا يخفي العيوب
أما المواطن شهاب السعد فيقول نحن أبناء هذا الوطن الغالي وكل مقيم على أرضه نتمنى أن نرى المشاريع الحيوية في ازدياد مستمر ونمو وازدهار وما يقع من حوادث لأي نوع من أنواع وسائل النقل قد يحصل ولا أرى أي تخوف من وسيلة القطار فما زلت أستغلها في الذهاب إلى الرياض لإنجاز بعض المهام هناك وهذا لا يمنع أن نرى نوعاً من أنواع التطور في وسيلة القطار حيث ما يزال قطارنا على عهده السابق رغم الطلاء المستمر الذي يخفي عيوبه.
ويشير المواطن سعيد العيسى إلى أن بلادنا الغالية تحتوي على خط سكة حديدية واحد يصل بين الدمام والرياض مروراً بالأحساء وهذا الخط الوحيد قد شهد حوادث مرعبة والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هل استكمال الخط الحديدي إلى المنطقة الغربية سيزيد من احتمال حصول حوادث لا سمح الله وهذا الشيء بالتأكيد لا نتمناه لذلك نأمل أن يضع المسؤولون الحوادث الحاصلة في الحسبان ويتخذون حيالها حلولاً جذرية للحد منها.
كما أن المواطن جواد الصالح من مدينة الدمام قد طرح سؤالاً آخر وهو كيف ستعيد الخطوط الحديدية الثقة إلى الناس بالقطار بعد الحوادث التي شهدناها في أوقات متقاربة جداً حيث إن زوجتي وأطفالي قد تولد في نفوسهم نوعاً من القلق والخوف من استخدام القطار بعد أن ظلوا فترة طويلة يستغلونه للذهاب إلى الأحساء لزيارة أقاربهم كل شهر تقريباً وذلك نتيجة ظروف عملي التي لا تجعلني قادراً على الذهاب معهم أما الآن فقد جعلت تلك الزيارة كل شهرين ونستغل فيها وسيلة حافلات النقل الجماعي.
خط واحد وحوادث عدة
ويرى المواطن علي العبدالله من مدينة الجبيل الصناعية أن القطاع قد شهد بالفعل حوادث عديدة وذهب ضحيتها العديد إلا أن تلك الحوادث مقارنة بالحوادث التي نسمع عنها ونشاهدها عبر وسائل الإعلام تعتبر أبسط وأقل خطورة وربما نعلل السبب في ذلك إلى أن قطارنا ليس متطوراً بما فيه الكفاية ليشهد حوادث خطيرة فالسرعة المحدودة وعدد العربات البسيطة وعدم وجود قطارين قد يلتقيان ويسببان كوارث بمعنى أن عدم تطور القطار قد خفف من مشاكل قد تحصل جراء الحوادث.
ويذكر المواطن جميل الصالح أن القطار كان يعتبر من آمن وسائل النقل المريحة والتي لا تتعرض لحوادث لوجود خط مخصص له بعيداً عن الطرق العامة إضافة إلى ميزات توفر للراكب نوعاً من الراحة وسعة المساحة مقارنة بالباص والسيارة ووجود دورة مياه ومطعم والسعر المناسب فكل تلك الأمور قد أعطت شعبية كبيرة للقطار مما جعل الكثير يستغلها في التنقل ونرى الزحام عند الحجز وكنا نعتقد أن حصول حادث للقطار هو أمر غير وارد واحتمال ضعيف جداً إلا أن هذا الظن قد تبدد عندما حصلت تلك الحوادث الأليمة والمتكررة ومنها حادث اصطدام القطار بعدد من القاطرات المتخلفة من قطار سابق وحادث اصطدام القطار بكثبان رملية والعديد من حوادث اصطدام القطار بالسيارات.
أقترح هذه الحلول
وقد علق المواطن عادل السيف على ما ذكره زميله جميل الصالح فقال إن تلك المشاكل يمكن وضع حلول لها فعلى سبيل المثال اصطدام القطار بالكثبان الرملية ونحن في بلاد صحراوية يمكن علاجه بتكثيف عملية المراقبة والصيانة للخط الحديدي.
أما حادث اصطدام القطار بالسيارات التي عادة ما تتعلق على القضبان ولا يستطيع صاحبها إنزالها هو بتخصيص ممرات خاصة للسيارات وسط الصحراء تسمح بمرور السيارات لمن يعمل في الرعي ويضطر للتنقل ويجب رفع السكة الحديدية بشكل كاف يمنع السيارات من المرور فوقها.
وأضاف المواطن عبدالعزيز الراجح بعض الحلول إزاء حوادث دهس القطار لبعض الناس أنه نتيجة التوسع العمراني الحاصل في المنطقة الشرقية مما قرب خط السكة الحديدي من المناطق السكنية فقديماً كانت خطوط سكة القطار بعيدة جدا أما اليوم فنجد أن القرى أشبه بمدن نتيجة التوسع العمراني الحاصل ويرى وضع حلٍّ لذلك بنقل الخطوط بعيدا عن الناس أو عمل جسور أو أنفاق للقطار في الأماكن القريبة من المناطق المأهولة مشيراً إلى أن تلك الحوادث الأليمة سوف توليها الجهات المعنية جل اهتمامها فنحن بحمد الله نعيش في هذه البلاد الطيبة التي حرصت على أمن وأمان المواطن والمقيم في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله.
جهاز أعجب الأمير سلمان
جهاز الإنذار المبكر والإيقاف الآلي فكرة نفذها المواطن حسين حسن الشواف مدرس التحكم الرقمي قسم الكهرباء بالمعهد الثانوي الصناعي بمحافظة الأحساء عبارة عن جهاز للإنذار المبكر وإيقاف القطار آلياً قد نالت إعجاب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عند مشاهدته له في المعرض التقني الثاني بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض والاستماع إلى طريقة عمله والخدمات التي يقدمها هذا الجهاز.
الجزيرة نقلت تفاصيل هذا الجهاز الذي قد يخدم المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في الاستفادة منه لتفادي الحوادث المتكررة للقطار.
فماذا قال الشواف عن جهازه:
قديماً قيل في المثل العربي «الصديق قبل الطريق»، ولعل هذا المثل القديم لا يوضح أهمية الصديق «الإنسان» فحسب ولكنه يبرز أهمية الوسيلة التي نسافر بها. فالقطارات في جميع أنحاء العالم تعتبر الوسيلة الأكثر أمناً من بين وسائل النقل الأخرى. إلا أن انتشار حوادثها بين الفينة والأخرى هنا وهناك، يدعونا إلى التفكير في السبل الهادفة إلى تقليل الأسباب المؤدية لتلك الحوادث ما أمكن إلى ذلك سبيلاً..
ولعل الدولة رعاها الله لم تأل جهداً في سبيل ذلك، من خلال التعليم المهني والتقني الهادف إلى تطوير اليد العاملة واستثمار الطاقة البشرية، التي هي محور كل تنمية وهدف كل استثمار.
ولعل من أهم أهداف وغايات التعليم الفني والبحوث المقدمة يتجلى في مثل هذه الظروف، فالبحوث التطبيقية يجب أن تأخذ مكانها هنا كذلك.
فالحادث العارض الذي حدث لقطار البضائع رقم 117 يدعونا لابتكار وإيجاد الحلول لعدم وقوع مثل هذا الحادث وألاّ يمر على مسامعنا مرور الكرام. بالإضافة إلى الخسائر المادية الناجمة والتي يمكن تعويضها، لا يمكن في المقابل تعويض أرواح هؤلاء الشباب الذين رحلوا عن عالمنا كنتيجة لذلك.
وكمواطن من أبناء هذا الوطن الغالي الذي لم يأل جهداً في سبيل تعليمي وأمثالي حتى أخذنا على عاتقنا التعليم والتطوير التقني فأصبح الكثير من شبابنا وبكل فخر يعمل في العديد من الأجهزة الحكومية والخاصة.
عليه فكرت في تنفيذ حل مقترح لعدم تكرار هذا الحادث الأليم الذي أدى إلى انفصال اثنتين وعشرين عربة من القطار رقم 115 دون أن يشعر قائد القطار بما حصل مما أدى إلى اصطدامه بقطار البضائع رقم 117، والحل يكمن في إشعار قائد القطار حال حدوث انفصال لعربة أو أكثر أياً كان عددها. وفي حالة عدم استجابة قائد القطار يتم إيقافه آلياً بعد فترة زمنية يتم الاتفاق على تحديدها مع إرسال رسالة مسجلة للجهات المختصة بحدوث انفصال في عربات القطار وذلك لإشعار القطارات الأخرى بذلك.
كذلك في حالة حدوث حريق لا سمح الله يتم إشعار قائد القطار بذلك وتعمل دائرة الإنذار وتعمل مضخة الإطفاء مع إرسال رسالة مسجلة للجهات المختصة بحدوث حريق في عربات القطار وذلك لإشعار الجهات المعنية بذلك.
مواصفات الجهاز ومميزاته
عند انفصال عربات القطار يتم تنبيه قائد القطار بالصوت والإضاءة مع إرسال رسالة للجهات المختصة.
في حالة حدوث حريق يتم تنبيه قائد القطار بالصوت والإضاءة مع إرسال رسالة للجهات المختصة.
نظام إطفاء الحريق مباشرة داخل العربات.
إيقاف القطار بعد فترة زمنية عند عدم استجابة قائد القطار.
التجهيزات
توجد لوحات ضوئية أمام قائد القطار للتنبيه والإرشاد وهي: التيار الكهربائي يعمل، دائرة الإنذار جاهزة، انفصال عربات القطار، حريق في القطار، مضخة القطار تعمل، تجميع عربات القطار، رسالة للجهات الأمنية أو المختصة، الاختبار اليدوي للدائرة، محرك القطار يعمل، محرك القطار توقف.
كما توجد ثلاثة أجراس ذات أصوات مختلفة وهي: جرس لتجميع العربات، وجرس عند حدوث حريق، وجرس عند انفصال عربات.
طريقة عمل الجهاز
في حالة حدوث انفصال في العربات تعمل دائرة التنبيه الخاصة بالانفصال ويتم إرسال رسالة للجهات المختصة بعد ذلك إذا لم يستجب قائد القطار بالرجوع لتوصيل العربات سوف يقف محرك القاطرة عن السير.
ويمكن لقائد القطار أن يعيد تشغيل المحرك للرجوع للتجميع وذلك بواسطة مفتاح خاص يصاحبه نور متقطع وصوت جرس لتنبيه القائد بوجوب تجميع العربات وبعد الانتهاء من التجميع يعاد وضع المفتاح لوضعه الطبيعي فيتوقف صوت الجرس وتنفصل الإنارة المتقطعة ويرجع الوضع الطبيعي للتشغيل.
أما في حالة الحريق سوف تعمل دائرة الإنذار مباشرة مع تشغيل مضخة إطفاء الحريق وإرسال رسالة للجهات المختصة، وإذا لم يتم السيطرة على الحريق سوف يتوقف القطار حتى لا ينتقل الحريق إلى العربات الأخرى بفعل الهواء نتيجة سرعة القطار.
وبعد الانتهاء من إطفاء الحريق ترجع الدائرة إلى وضعها الطبيعي ويمكن لقائد القطار مواصلة السير.
أما إذا تم تشغيل دائرة الإنذار والعربات موصلة ولا يوجد حريق فإن إضاءة البيان الموجودة على الجهاز تعمل للدلالة على أن دائرة الإنذار نشطة.
وفي الختام تمنى الشواف أن يكلل هذا العمل بالنجاح وتتم الاستفادة منه.
| 
