عندما اعتلى محمد بن همام سدة رئاسة الاتحاد الاسيوي، العرب كل العرب وجميع دول غرب آسيا وشرقها استبشروا خيراً وسادهم الأمل بحقبة قادمة متميزة للرفع من مستوى التنافس الشريف بين جميع الاتحادات لما عرف حقيقة عن الرجل من عدم المجاملة والمهادنة لما أؤتمن عليه لحساب أي طرف حتى وإن كان هذا الطرف «قطري» من نفس جنسية رئيس الاتحاد وكان منبع هذا التفاؤل أقوال الرجل في أكثر من مناسبة وكلنا نتذكر ما حدث أثناء ترشيح الدولة المستضيفة لنهائيات كأس العالم 2006م عندما امتنع ابن همام عن اعطاء صوته للمغرب أو مصر في استضافة هذه النهائيات وشنت عليه حملة إعلامية شرسة من الكثير من وسائل الإعلام العربية لعدم ترشيح احدى هاتين الدولتين العربيتين لتلك النهائيات وكان ردة فعل ابن همام على تلك الحملة وهذا الخروج عن الصف العربي بنظر منتقديه وعلى لسانه قال إنني لا أجامل أبناء جلدتي على حساب موقعي ومنصبي في عضوية الاتحاد الدولي والآسيوي المعني بتطوير كرة القدم في جميع بقاع الكرة الأرضية واظهارها لمشاهديها وتقديمها لمحبيها بأجمل صورها، وبأفضل الامكانيات المتاحة ولا أتصور أن الدولتين العربيتين الشقيقتين اللتين امتنعت عن اعطائهما صوتي أفضل امكانيات من ألمانيا وهذا المبدأ والفكر المقنع عند الرجل هو ما كان السبب في أن الجميع حين تم ترشيح ابن همام لرئاسة الاتحاد الآسيوي استبشروا وتفاءلوا بحقبة جديدة من التطور في المستوى والعدل بين الجميع وتطبيق الأنظمة دون مجاملة لأحد ما وتطوير كل ما يتعلق بالرياضة في القارة العملاقة سيسود في الفترة المقبلة بقدوم هذه الشخصية القيادية صاحبة تلك الفكر والمبدأ لتولي زمام الأمور لهذا الاتحاد الذي انتشرت بين أروقته في ما مضى الرائحة العفنة والنتنة بين لوائحه ونخر الفساد في أنظمته وترهل مسيريه وهذا هو ما كان من أسباب تأخر الرياضة في هذه القارة العملاقة والتي يفترض أن تكون في طليعة نظيراتها في القارات الأخرى لما تمتلكه من امكانيات هائلة غير مستثمرة بالطرق العلمية الصحيحة إلا أن أول امتحان واجهه هذا الاتحاد برئاسة ابن همام كانت نتيجته هو السقوط الذريع لهذا الاتحاد وسقوط أنظمته ولوائحه في الوحل وتغلغل أكثر للطفيليين والمتلاعبين أكثر من السابق والملفت للنظر أن أول من خرق النظام بعد رئاسة ابن همام هم أهل وعشيرة محمد بن همام رئيس هذا الاتحاد!! وابن همام كان في فترة من الفترات رئيس إدارة نادي السد القطري الذي ارتكب مسؤولوه جهاراً نهاراً في العين «وعيني عينك» مخالفة صريحة وواضحة وخرقوا النظام وداسوا على اللوائح بقوة دفع خفية ومحسوبية واضحة ولا تحتاج لتمحيص وتفكير واستنتناج فعند اجتماع رؤساء الوفود المشاركة قبل يوم من انطلاق البطولة في العين صدر قرار من لجنة المسابقات وأهلية اللاعبين يمنع بموجبه مشاركة روماريو وسيرجيو وكميل من المشاركة لمخالفة عقودهم بشروط المسابقة بشكل واضح وصريح ولا يحتاج إلى لف ودوران وأقفل المحضر على ذلك وبعد ذلك خرجت أنباء تقول ان القطريين سيستأنفون ضد هذا القرار ماذا حدث طوال 24 ساعة التي تلت الاجتماع كيف شارك سيرجيو وكميل لا أحد يعلم ولكن ما نعرفه والظاهر لنا وكما رأينا وسمعنا من أكثر من مصدر في وسائل الإعلام ان السماح لهؤلاء اللاعبين حدث قبل عشر دقائق من بدء المباراة الأولى السد أمام الاستقبال لسيرجيو بعد أن رفض مراقب المباراة في البداية مشاركتهم مستنداً على اللوائح وقرار المنع من اللجنة التي اجتمعت في اليوم الذي كان قبل هذه المباراة أي أنه لم يجد جديد إلى وقت اقامة تلك المباراة في هذا الموضوع وتقول الروية ممن شاهدوا أحداثها عن قرب أن المراقب أجاز لهم بالمشاركة بعد أن أتاه الأمر من «شخصية» عبر مكالمة هاتفية عبر الهاتف الجوال من هي هذه الشخصية التي كانت على الخط والتي أمرت بمشاركة هذين اللاعبين وعلى ماذا استندت هنا مكمن الغموض والريبة!! السؤال الذي يفرض نفسه حتى نستطيع الاستنتاج ومعرفة ما وراء الكواليس وما لهذه الشخصية من نفوذ حتى يكون مجرد مكالمة هاتفية منها هي السند القانوني وهي اللوائح وأمرها نافذ ومطاع وهو ما يتكئ عليه المراقب الإداري للمباراة الذي منع اللاعبين من المشاركة في البداية متكئاً على القانون وهو الذي سمح لهم بالمشاركة أيضاً بعد المكالمة متكئاً على «!!!!» ان اللجنة الأهلية ولجنة المسابقات ولجنة المنازعات عليها واجب أخلاقي وإلزامي أن توضح للرأي العام أو على أقل تقدير توضح لرؤساء الوفود على ماذا استندوا وأجازوا المشاركة لهذين اللاعبين رغم المخالفة الصريحة للنظم واللوائح!!
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
عندما تقارن الكرة الآسيوية مع نظيراتها في قارات العالم تأتي في المرتبة الأخيرة مع مرتبة الشرف بسبب أن مسيري هذا الاتحاد والكثير من المنتمين إليه من الاتحادات الأهلية لا يحترمون أنظمته ولوائحه ومواعيد وأماكن المباريات وتجدهم يحاولون بكل الوسائل الشريفة وغير الشريفة والطرق المشروعة وغير المشروعة القفز فوق النظام والتحايل والخداع والالتفاف على اللوائح ضاربين بكل قيم التنافس الشريف عرض وطول الحائط وبأية وسيلة والهدف والغاية من وراء ذلك الكسب حتى وان كان هذا الانتصار غير مشروع ألا يعلم هؤلاء الغوغائيون والدنيئون ممن فقدوا شرف السمو في التعامل أن الهزيمة الشريفة في الرياضة خير وأشرف ألف مرة من الانتصار المغلف بالمؤامرات والخيانة والدفع من تحت الطاولات!!
الريس فين؟
منذ اليوم الأول لبدء المناوشات الإعلامية بأحقية مشاركة روماريو وسيرجيو من عدمها عبر وسائل الإعلام الكل أدلى بدلوه من إعلاميين وأعضاء في الاتحاد الآسيوي ورؤساء لجان وحتى الأمين العام للاتحاد الاسيوي قال ما عنده هذا خلاف مسؤولي الأندية المشاركة، الوحيد المحتجب حتى كتابة هذه السطور رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام عسى المانع خير يا سعادة الرئيس من وراء هذا التواري والصمت المطبق؟؟!!
خاتمة
على نيتكم ترزقون
|