يتحدث بعض الهلاليين هذه الأيام عن ارتفاع متوسط أعمار لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، مشددين على ان ذلك هو أهم أسباب انخفاض مستوى الفريق في الفترة الأخيرة.. بل ان البعض ممن لا يعنيهم الأمر في اندية أخرى دسوا رؤوسهم في المعمعة وراحوا يتحدثون عن هذا الشيء..
من ناحيتي أتمنى ان لا يصدق الهلاليون ذلك وان لا يجعلوا أعمار لاعبيهم هي السبب فيما حدث لفريقهم من الناحية الفنية لأنهم بذلك سيكونون كمن يدس رأسه في الرمل هروباً من مواجهة الواقع والسبب الحقيقي.. وحسناً ان الإدارة الهلالية لم تلتفت لذلك ولم تعر هذا الأمر أي اهتمام..
إن القارئ الحصيف لأعمار لاعبي الهلال في الوقت الحاضر يدرك ان أربعة لاعبين فقط هم من تجاوز الثلاثين عاماً «الدعيع 31، سامي 31، خليل 33، شريدة 32» إضافة إلى يوسف الثنيان «38 عاماً» واللاعب لم يعد مشاركاً بشكل فاعل وقد قدم الكثير في الملاعب. كما يوجد لاعبان بلغا الثلاثين عاما بالتمام وهما «الخثران وعبدالله سليمان».. فيما تبلغ أعمار البقية دون ذلك ومن الأساسيين مثلاً «نواف 27، الدوخي 27، الجمعان 26، الغامدي 24، الشلهوب 23، المطيري 24، الجري 23، ذياب 22، الصالح 24، عزيز 24...» وهنا لا أدري أين ارتفاع معدل الأعمار الذي يتحدثون عنه.. وبالنسبة لمحمد الدعيع فإنه في سن النضج كحارس مرمى ومع التمارين والاهتمام لن يضر به لو بلغ الخامسة والثلاثين فزوف وشيلتون وشمايكل وأخيراً اوليفر أمثلة لحراس عظام تقدم بهم العمر وظلوا في مقدمة قائمة افضلية حراس العالم..
إن الواقع يرد على من يحاول الحديث عن اعمار لاعبي الهلال أو وصف الفريق بالعجوز.. ومن يدري فربما كانت تلك «حركة» يريد بها البعض «الضحك» على الهلاليين ومحاولة تمرير قناعات «مزيفة» من أجل تفريق الفريق الهلالي وتوريطه بمرحلة بناء تأتي مرحلة واحدة.. الأمر الذي يسبب له هزة كبيرة ومؤثرة تبعده عن المنافسة!!
وهنا أقول ان كافة الفرق بها لاعبون تجاوزت أعمارهم الثلاثين ليس في المملكة فقط بل في اندية العالم أجمع ولو قرأ البعض اعمار لاعبي «بعض» الفرق لعرف جيداً ان الهلال مازال فريقا شابا وان كان «متعبا» أو «مرهقاً» وهذا لن يؤثر عليه بل ان ما حدث له قد يكون في صالحه إذا ما عرف الهلاليون الرسميون كيفية الاستفادة من تلك المرحلة وعالجوها ووضعوا حدا لها في المناسبات القادمة.. وعلى كل حال فكل الفرق الكبرى تتعرض لهزات عنيفة لكن الكبار والكبار فقط هم من تزيدهم مثل هذه الهزات صلادة وصلابة وقوة وعنفوانا.. والتاريخ يذكر الهلال وكيف كان يعود بعد كل هزة ليحقق ثلاث أو أربع بطولات كل موسم.. وعجبا للهلال.. فها هو مازال منافسا ووصيفا لمتصدر مسابقة الدوري وهو الذي يتحدث الجميع عن انخفاض مستواه ويستمتع البعض باهتزازه النادر!!
أخيراً أشير إلى انني لست ضد تجديد الفريق الهلالي ولكن ذلك على مراحل وخطط طويلة المدى كما كان يحدث سابقا أيام ما كانت المدرسة الهلالية تخرج النجوم وتقدمهم بالعشرات قبل ان تمر بأسوأ مراحلها في السنوات الأخيرة.. قبل ان يعود سمو الأمير الناجح بندر بن محمد لإعادة صياغتها والعمل على اعادتها من جديد كرافد رئيس من روافد «التميز» الأزرق الفريد!!
التحكيم لن يتطور
للأسف فإن التحكيم لدينا لن يتطور مادام مقياس البعض من الكتاب ومسؤولي الأندية في تقييمه يعود لنتائج الفرق التي يميلون إليها.. فإن فازت فرقهم كتبت المعلقات المشيدة بنجاح الحكام.. اما ان خسرت فإن التحكيم سيئ.. وعشرات الأخطاء لم تحتسب.. وكأن القاعدة تقول «ما يمدح السوق إلا من ربح فيه»!!
كذلك فإن التحكيم لن يتطور مادام البعض يصر على انتقاء الحكم في كل مناسبة وكأن ذلك بات عادة بغض النظر عن مستوى الحكم..
على سبيل المثال شاهدت الأسبوع الفارط لقاء الاتحاد والرائد.. وقاده عمر المهنا بنجاح تام.. والخطأ الوحيد الذي يؤخذ عليه عدم احتساب هدف صحيح سجله المدافع الاتحادي طارق المولد..
وبعد المباراة قرأت تصاريح غاضبة لبعض الرائديين تنتقد الحكم وتقلل من مستواه!!
«يعني قاعدة البعض = وليس في الرائد فقط = يا نفوز يا نسب الحكم!!
مراحل
** مشكلة اللاعب الهلالي انه يبدأ بتحقيق الإنجازات والألقاب وهو لم يبلغ العشرين من عمره.. فيشتهر سريعا.. والمشكلة الأخرى ان البعض يعتقد ان عمر اللاعب يقاس بحجم انجازاته!!
** في الاتحاد هناك حمزة إدريس والحسن اليامي وباسم اليامي واحمد خريش وفي النصر الداود والخوجلي والجنوبي ومضحي.. وهؤلاء «على سبيل المثال» تجاوزوا الثلاثين لكن البعض لا يعرف الحديث إلا عن الهلال!!
** لغة التراشق بين تلكما الصفحتين أمر ليس له ما يبرره اطلاقاً.. وكل يريد ان يضع الأمر على رأس الآخر.. وعاش كتاب آخر زمن!!
** بعد ان قرر الفيفا تأجيل نهائيات كأس العالم للشباب راح البعض يتحدثون عن سوء إعداد منتخبنا الشاب لهذه النهائيات وان التأجيل يصب في صالحه من أجل إعداد أفضل.. وهذه لا خلاف عليها.. لكن أين هؤلاء قبل التأجيل ولماذا لم يتحدثوا قبله؟؟ ولماذا وفروا آراءهم ونصائحهم!!
** منتخب الشواطئ.. لا تعليق!!
** لا غريب فيما فعله الحكم الكويتي شعبان ومساعده بالهلال.. فهذا حظ الزعيم مع الاتحاد الآسيوي منذ عام 1986م فمنذ رفض التأجيل ليومين.. إلى الحكم الياباني الشهير اوكادا.. إلى ملاعب الركبي في هونج كونج.. وصولاً إلى ايقاف الثنيان بلا سبب.. والقائمة تطول!!
** لأنهم لا يستطيعون تغيير أسماء الأندية.. فقد صارت بعض جماهير أندية الخليج تلقب فرقها بالزعيم أسوة بالهلال.. ولو كان الأمر بيدها لأطلقت على أنديتها اسم الهلال!!
** قرأت في الصحف عن فريق فاز ببطولة تنس أرضي وتمعنت في اسم المدرب جيداً.. ولم استغرب ان يكون مدرب فريق القدم.. وألعاب القوى.. مدرباً للتنس الأرضي أيضاً!!
** وجدها البعض فرصة للنيل من المهاجم صاحب اكبر سجل في تاريخ الإنجازات السعودية.. ومتى تركوا مثل هذه الفرصة أصلاً.. وهؤلاء لا ينطبق عليهم إلا قول الشاعر «يا طالع الجبل العالي ليكلمه.. اشفق على الرأس لا تشفق على الجبل».
|