إن الحياة المجردة عن الدين، والزاخرة بأنواع القوة ليس حياة، كذلك عظمة الملك وجبروته ليست بالحياة، وإنما الحياة الدين والتمسك به وإقامة حدود الله، فالحياة التي تسير على أساس الدين هي القوة، أما الحياة التي تسير على غير الدين فهي كالمطر الذي يقع على السبخة فلا يجدي ولا يثمر.إن الدين الإسلامي، في نظري، هو أساس الرقي، ومن اعترضنا في ديننا أو وطننا قاتلناه ولو كان أهل الأرض، وان الإسلام ملك علينا قلوبنا وكل جوارحنا ونسأل الله ان يميتنا على الإسلام ويحفظنا بالإسلام ويحفظ بنا وبالمسلمين الإسلام.إن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسول الله هو القوة، وأشهد لله ان هذا الاعتقاد هو الحق، فلا تنفع قوة بلا دين.. إن هذا أمر مستحيل.. وليس معنى هذا ان المتمسكين بالدين يجب عليهم عدم الأخذ بأسباب القوة.. لا.. إن القوة واجبة {وّأّعٌدٍَوا لّهٍم مَّا اسًتّطّعًتٍم مٌَن قٍوَّةُ وّمٌن رٌَبّاطٌ الخّيًلٌ تٍرًهٌبٍونّ بٌهٌ عّدٍوَّ اللّهٌ وّعّدٍوَّكٍمً}.. فنحن كما ندعو للتمسك بالدين ندعو للأخذ بأسباب القوة، لا لالحاق الضرر بالغير، وإنما للدفاع عن ديننا وبلادنا وشعبنا.إننا نعرف مبلغ تمسك شعبنا بنا، وقد أوقفنا أنفسنا للدفاع عنه بأنفسنا وأولادنا وأموالنا، فلا يرى منا إلا كل ما يسر الخاطر، والاخلاص يدعونا ان نبين لأمتنا ما عندنا، وما أريد إلا الاصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله.نسأل الله ان يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
|