* الرياض الجزيرة:
حذر فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد الغميجان إمام مسجد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بحي صلاح الدين بمدينة الرياض من تفشي ظاهرة عقوق الوالدين في المجتمع المسلم، مبيناً أن من أعظم أسباب العقوق والتقصير في حقوق الوالدين إهمال الآباء أبناءهم، وتقصيرهم في تربيتهم، وانشغالهم، عن مجالستهم، والحديث إليهم، والاستماع إلى شكاياتهم وحل مشكلاتهم، وإشباعهم عاطفياً، واجتذاب قلوبهم بالقصص المفيدة والفوائد المشوقة، وغرس مكارم الأخلاق والمروءات في نفوسهم.
ونبه فضيلته في حديثه المسلمين إلى أن من أسباب عقوق الوالدين أن يصل بكثير من الآباء إلى منع أبنائهم من غشيان مجالسهم وحضور منتدياتهم بزعم أنها مجالس كبار لا تصلح لهم مما حرم الأبناء فرصة الاستفادة من مجالس الكبار، والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم و طرائق حديثهم وأساليب معالجتهم لما يمر عليهم في حياتهم من مواقف ربما مر مثلها في حياة هؤلاء الأبناء فاضطر الشباب إلى مجالسة أمثالهم من عديمي الخبرة وربما عديمي التربية، مما جعل ثقافتهم لا تتطور، وأخلاقهم لا تواكب نمو أجسامهم ومداركهم لا تتسع لاستيعاب ما يستجد من معارف وعلوم وأحداث، فتأتي المعالجة خاطئة أو فاسدة و يتوه الشباب في البحث عن ذواتهم في غير مظانها ومن غير أهلها فيغووا حياتهم وحياة غيرهم بل ومجتمعهم.
وقال الشيخ الغميجان: إنه من هنا فإننا نؤكد على أهمية قيام الوالدين بدورهما في التربية والتعليم، ولا يظنون أن المدارس ستقوم بدورهم، أو ستعفيهم من المسؤولية، جالسوا أولادكم، واعقدوا لهم في البيت مجالس أدب، وأرووهم من أخبار الأوائل ما تستعذبه النفوس، وتستنير به العقول، وعلموهم الحكم والأدب، وعودوهم على حسن المجالسة والاستماع، وخذوهم لمجالس العلم والعلماء، فكثير من البيوت اليوم غير مؤهلة لإخراج رجال تسر بهم النفوس، فمكارم الأخلاق لا تستقي من أفلام الكرتون، أو قصص الغرام، ومسلسلات الإجرام.
وأكد فضيلة إمام مسجد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بحي صلاح الدين بالرياض أن على الآباء أن يعلموا أن من زرع حصد، وأنك لا تجني من الشوك العنب، ومن أهمل التربية فلا يشتكي من العقوق، فكما قيل: على نفسها جنت براقش، ويداك أوكتا وفوك نفخ، ومن ر ام أكل العسل صبر على لسع الزنابير، فإذا أردت أن ترى فى بيتك ما تقر به العين فاصبر على تربيتهم وتعليمهم.
ونبه فضيلته إلى أنه مع ذلك السبب في ذلك مفتقر إلى توفيق الله وهدايته، فارغب إليه بدعاء الصالح، وتقرب إليه بنافلة من الليل أو النهار تستدر بها رحمته، وتستجلب بها توفيقه والموفق من سعى وجد واجتهد واستفرغ الوسع في ذلك، والمحروم من وقف عند الأماني وفصرت نفسه عن العمل.
|