* تمير - الجزيرة:
تضم الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بتمير وتوابعها أكثر من «350 ،1» طالباً وطالبة يدرسون في «50» حلقة، منها «23» حلقة للإناث موزعة على أربع دور للنساء.
أوضح ذلك فضيلة رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بتمير وتوابعها الشيخ حمد بن ريس الريس، وقال في تصريح له: إن الجمعية بحمد الله تعالى حققت أهدافها ولا زالت تحقق المزيد من الإنجازات في سبيل رعاية الناشئة والشباب من الجنسين، وتحفيظهم كتاب الله تعالى.
وأكد فضيلته أن دور الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في تحصين الشباب والشابات من اللغو والأفكار المجافية لما عليه سلف الأمة من الوسطية والرفق كبير جدا ومؤثر، كما أن أهم المهمات وأعظم الواجبات الأخذ بأيدي الشباب إلى هدي الكتاب والسنة والنأي بهم عن مزالق الانحراف والتطرف، وذلك بالتركيز على المدرس الصالح المعتدل في سلوكه ومنهجه ليكون قدوة لمن تحت يده.
وأثنى رئيس الجمعية في تمير على ازدياد عدد الفتيات والنساء الراغبات في حفظ القرآن الكريم في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أنه يمكن استيعاب هذه الأعداد الكبيرة، وذلك بفتح المزيد من الحلقات النسائية، وتكثيف المعلمات والعاملات في جهاز الإدارة النسائية، وتوفير العاملات عن طريق دور التحفيظ، وتكثيف الدورات الصيفية والمسابقة السنوية.
وحول استفادة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في تمير من حفظة كتاب الله تعالى الذين تخرجوا منها في تحفيظ الأجيال الجديدة أو التدريس بمساجد المملكة، أو الإمامة بالمصلين في رمضان، أوضح الشيخ حمد الريس أن الجمعية استفادت كثيراً في هذا الأمر، لأن هذا هو المقصود الأساسي من إنشاء تلك الجمعيات، وقد استفادت الجمعيات فعلاً من طلابها، وترى ذلك جلياً في شهر رمضان المبارك وفي المدارس الأهلية والنظامية وحلقات التحفيظ حينما تتأمله.
ولفت فضيلته النظر إلى أنه لمس الأثر الإيجابي الذي أحدثه القرآن الكريم في السلوك، والتفكير، والتعامل، والاستقرار النفسي لحفظة القرآن الكريم، حيث انهم يتميزون على أقرانهم بذلك، وهذا ليس مقصوراً على سلوكهم فقط، بل كذلك أثناء دراستهم للمناهج وسرعة بديهتهم.
وعدد فضيلة رئيس الجمعية في تمير المعوقات النوعية التي تؤثر بالسلب في أداء جمعيات تحفيظ القرآن، وتتمثل في قلة الدعم المادي، وعدم قناعة بعض الناس بالحلقات، أو عدم جدواها، أو أنها تشغل الطالب عن مذاكرته لواجباته المدرسية، ونحو ذلك، ويمكن التغلب على بعضها من خلال التوعية أثناء الخطب والمحاضرات وتكثيف الجوائز وإنشاء الرحلات والزيارات الهادفة..
وأبرز فضيلته أهم انجازات الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بتمير، ومنها تمكنها من علاج بعض القضايا الاجتماعية مثل محو الأمية باعتبارها خطوة أولى باتجاه حفظ القرآن، حيث قامت الجمعية بوضع برامج خاصة لمحو الأمية لمن لم يتسن له الانضمام للحلقات، وذلك بفتح المجال للانتساب بقيود خاصة نضمن من خلالها استفادة المنتسب، ووضع مسابقات في أجزاء معينة ومن زمن معين مما جعل كل طبقات المجتمع ممن له رغبة في تعلم القرآن ينضم إليها.
* وفي هذا السياق، أشاد فضيلته بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بتخفيف عقوبة السجن لمن يحفظ أجزاء من القرآن الكريم، معرباً عن أمله في أن تتاح في المستقبل الفرصة لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بتمير وتوابعها فرصة تنفيذ مثل هذا النشاط داخل السجون، حيث لا يوجد منها شيء في الأماكن التي هي تابعة لها، غير أننا نعلم من خلال لقائنا مع الجمعيات الأخرى ان هذا القرار له جدوى كبيرة في نفوس كثير من السجناء الذين انضموا إلى تلك الحلقات مما جعلهم يتنافسون في حفظه إلى جانب هداية كثير منهم جعل الله ذلك في موازين حسناته.
وعن تعامل الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم مع وسائل التقنيات الحديثة، أكد فضيلته على أهمية هذا الجانب الذي يمكن أن يعطي مجالاً أوسع في الإسهام في برمجة ما يخص الجمعية من اللوائح والأنظمة، ليسهل على العاملين التعامل معها، مشيراً إلى أن الجمعية قد استفادت من وسائل الاتصالات الحديثة مثل شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت» في مجال تحفيظ القرآن الكريم، وفي إعلان المسابقات، وإلقاء الدروس والمحاضرات والإعلانات التي في صالح الجمعية.
وعما يتعرض القرآن الكريم له باعتباره دستور الأمة ومنهاجها لحملات هجوم من جانب القوى المعادية للإسلام، قال رئيس الجمعية بتمير: إن التعاميم الواردة لجمعيات تحفيظ القرآن تنص على عدم قيامها بأي نشاط سوى الاهتمام بتحفيظ القرآن الذي أنشئت الجمعيات من أجله، لذا فليس هناك أنشطة تذكر حيال هذه الجمعيات، إلا أن القرآن الكريم هو كفيل في صدها، وغرس العقيدة الصحيحة في صدور الحفاظ علما انه يوجد توضيح لبعض المعاني التي تخفى على الحفظة والحافظات.
ولفت فضيلة الشيخ الريس النظر إلى أن العنصر البشري هو الأساس في النجاح في تحقيق أهداف الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن، وقال: إنه لا يمكن أن يتوفر المعلم المختص بتحفيظ القرآن إلا عن طريق تكثيف الجهود مادياً ومعنوياً، حيث متطلبات الحياة شاقة، ولذا لا بد من توفير المادة، لتكون أساساً في التركيز على إيجاد من يقوم بالتحفيظ خير قيام عن طريق إقامة الدورات الخاصة والرواتب التي تغني المحفظ عن السعي في طلب المادة ومن ثم التفرغ الجاد.
وأضاف فضيلته في السياق نفسه أن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن ليس لديها استراتيجيات أو آليات واضحة لجذب الناشئة والشباب لحفظ كتاب الله في ظل تعدد وسائل اللهو والإغواء، وقال: إن الجمعيات لا تملك سوى الجوائز والحوافز التي ربما تكون تشجيعاً للدارس، وحبذا لو تعطي الجمعيات مزيداً من الصلاحيات، كإنشاء المراكز التربوية والدروس التعليمية الخاصة بالعقيدة، وفقه العبادات، والمحاضرات المتكررة، وغيرها من الأنشطة الهادفة.
وحول اعتماد الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على الدعم الحكومي والهيئات، أبان فضيلته ان الدعم الذي تتلقاه الجمعيات من تلك الجهات هو قليل جدا بالنسبة للمصروفات المالية، حيث إن نسبتها ضئيلة جدا بالنسبة لما يرد الجمعيات من الجهات الأخرى، فقد يكون تأثير تأخيرها نسبياً بالنسبة إلى غيرها سوى بعض فروع الجمعيات التي هي قليلة الموارد فان تأثير تأخيرها أكثر مع قلتها.
وفي الصدد نفسه، أوضح الشيخ الريس أن الجمعية كان لها محاولات تبني دعوة لإحياء سنة الوقف لصالحها لتوفير مصدر دائم للتمويل لتسد حاجتها إلا أنها لم تستطع لقلة الدعم الذي يسد الحاجة الأصلية، حيث إننا نعاني شحاً في الواردات سواء كانت عينية أو مالية، وما زالت المحاولات جارية.
|