* محمد راكد العنزي محافظة طريف:
في الوقت الذي يبحث فيه كثير من الشباب عن السيارات الفارهة الجديدة والركض خلف الموديلات الحديثة فان القليل من الناس فقط يفضل الاحتفاظ بالسيارات القديمة لديه أو اقتناءها لعدد من الأسباب أبرزها ندرة بعض هذه السيارات وعدم توفر قطع غيارها، كما أنها تحتاج منهم إلى الصيانة المتكررة والدورية للمحافظة على بقائها، غير أن الشاب: يوسف غريب الرويلي اتجه للاهتمام بجمع هذه السيارات القديمة وإصلاحها بحيث تعود للمسير مرة أخرى على الطرقات بعد أن كتب لبعضها صك وفاة، حيث يقول الرويلي:
بدأت تلك الهواية في جمع السيارات القديمة منذ تسع سنوات تقريباً حيث كانت أول سيارة حصلت عليها من نوع «فورد برويغن» موديل 47 وقد وجدتها في حالة سيئة وبحاجة إلى الترميم والإصلاح فقمت بصيانتها وإعادة دهانها من جديد حتى عادت إلى حالتها الأصلية بعد عملية تجديد شاملة لجميع أجزائها.
موضحاً أن قطع هذه السيارات قديمة وقد توقفت مصانعها عن إنتاج هذه النوعية من السيارات وعندما اشتري أي سيارة ذات موديل قديم فإنني أحرص على تركيب القطع الأصلية لها وهي ليست متوفرة بالكامل في المحلات والوكالات التجارية ولهذا ألجأ أحياناً إلى الترميم بقطع مشابهة عند مخارط السيارات أو استيرادها من الدول العربية المجاورة.
الفورد برويغن أقدمها
وقد جمعت سابقاً العديد من السيارات القديمة لعل أقدمها الفورد برويغن موديل 47 وأخرى فارغو موديل 60 وكذلك شفروليه موديل 67 ومرسيدس موديل 69 وقد قمت بصيانتها وتجديدها بجميع الاحتياجات، وقد استفدت من هذه الهواية الكثير ولله الحمد أبرزها محبة الناس وتشجيعهم لهذه الهواية عندما يشاهدونني أقودها في شوارع المحافظة وكذلك شغل وقت فراغي وتجعلني أحافظ على التراث القديم لسيارات ذات ماركات عالمية تاريخية استخدمها فيما مضى أجدادنا في المملكة عبر السنوات الماضية، وأنا لا أهتم أبدا من خلال اقتناء هذه السيارات بالقيمة المادية وإنما يهمني فقط القيمة التاريخية لها بدليل أنني أدفع عليها الكثير لإصلاحها، ورغم ذلك فقد جاءني العديد من العروض من البعض الذين يريدون شراءها لكنهم لم يضعوا لها القيمة التي تناسب تاريخها القديم.
لكل إنسان ميوله وللأسرة دور في تشجيعي
مشيراً الى أن لأسرته وتشجيعها الدور الكبير لاستمراره في هذه الهواية غير أن البعض من الناس وللأسف الشديد ينظر لها بتعجب ودهشة كبيرين ويستغرب لماذا أمارس هذه الهواية القديمة في الوقت الذي تتطور فيه صناعة السيارات وينتج كل عام آلاف السيارات الحديثة ذات المواصفات الجديدة والمريحة ولكن لكل إنسان ميوله واهتماماته والقديم نديم كما يقولون، وأنا أحرص على تلك السيارات التي أرى أنها أكثر جودة ومتانة من السيارات الحالية التي يهتم صانعوها بالشكل الخارجي على حساب عدة أمور هامة وهذه السيارات أحصل عليها من أصحابها مباشرة حيث وجدت البعض منها مهملاً لدى أصحابها، وكذلك أسافر للمناطق الأخرى إذا سمعت أن هناك سيارة قديمة وتستحق العناء.
أما الوجه السلبي لهذه الهواية فيرى الرويلي:
بأن هذه الهواية تتطلب دعماً مالياً فهي تستنزف الكثير من ميزانيتي كل شهر بالصرف على صيانتها وإعدادها وكذلك عدم توفر قطع غيارها مما يجعلني أقضي أياماً طويلة للبحث عنها وقد يضطرني ذلك للسفر الى الخارج للحصول عليها، وقد استطعت ولله الحمد الاستمرار في هذه الهواية رغم ما واجهته من صعوبات لإلمامي ببعض مبادئ الميكانيكا والذي جعلني أعرف احتياج كل سيارة وأحياناً أقوم أنا بصيانتها بنفسي دون الحاجة للذهاب للورشة في الصناعية.
والسيارات القديمة لا تحتاج صعوبة فأجزاؤها بسيطة وغير معقدة ولا تحتاج الى الإلمام الدائم بجديد الميكانيكا كما يحدث مع السيارات الجديدة، وهذه الهوايات من السهل على الشباب ممارستها إذا أحبها من قبل وأجاد في أبجدياتها ووجد من يشجعه ويشد من أزره فهي أعمال بسيطة لا تحتاج إلا الى القليل من الصبر والتحلي بالحكمة.
|