* واشنطن اوتاوا رويترز:
كشرت أمريكا عن انيابها حول الذين يعارضون مساعيها لاصدار قرار بامهال العراق حتى السابع عشر من شهر مارس الجاري وقال مسؤولون أمريكيون ان بلادهم ستكافئ اولئك الذين يؤيدونها وانهالن تنسى الذين يعارضونها، وفي ذات الوقت واصل الرئيس الامريكي جورج بوش اتصالات مكثفة مع زعماء العالم حيث اتصل برئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء وهو يقطع «الميل الاخير» في الجهود الدبلوماسية الرامية للحصول على قرار من الامم المتحدة يفوض بشن حرب على العراق رغم حتمية استخدام فرنسا حق النقض «الفيتو» وتأكيد روسيا مجددا أمس على لسان وزير خارجيتها انها ستستخدم الفيتو ضد أي مشروع قراريؤدي الى شن حرب ضد العراق.
وقال مسؤولون ان الولايات المتحدة تحقق تقدما نحو الفوز بتأييد تسعة أعضاء في مجلس الامن من إجمالي عدد الاعضاء الخمسة عشر للقرار الذي قد يعطي لبوش انتصارا معنويا رغم العواقب المحتملة لاستخدام فرنسا حق النقض.
وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض «الرئيس يقطع الميل الاخير في الجهود الدبلوماسية».
واتصال بوش ببوتين يشير فيما يبدو الى ان الرئيس الامريكي لديه بعض الامل في اقناع بوتين بعدم الانضمام الى فرنسا في استخدام حق النقض «الفيتو» ضد القرار وهو ما هددت روسيا به.
وجاء اتصال بوش برئيس الوزراء البريطاني الذي جلب عليه تأييده القوي للرئيس الامريكي اضطرابات سياسية بالغة في الداخل في وقت يحاول فيه البيت الابيض تهدئة العاصفة التي هبت بعد تصريحات وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد في اليوم السابق بأن الولايات المتحدة مستعدة لخوض حرب ضد العراق بدون دعم عسكري بريطاني، وفي وقت لاحق سحب رامسفيلد تصريحاته.
وامتنع شون مكورماك المتحدث باسم مجلس الامن القومي بالبيت الابيض عن قول ما إذا كان بوش وبلير تحدثا بشأن تصريحات رامسفيلد، وقال ان الزعيمين تحدثا مرات عديدة في الايام الاخيرة.
كما اتصل بوش بالرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي لم تحدد بلاده رسميا حتى الان الطريقة التي ستصوت بها في مجلس الامن على القرار الذي سيطرح للتصويت هذا الاسبوع.
واحتجب بوش عن الانظار طوال ايام هذا الاسبوع وهو يجري اتصالات من أجل حشد تأييد في الامم المتحدة، وقال فلايشر ان بوش يريد تجنب ضغوط الادلاء بتصريحات بشأن التقدم الذي تحقق في حشد تأييد للقرار الذي يدعو العراق لنزع أسلحته بحلول 17 مارس/ آذار الحالي أو مواجهة حرب.
وفيما يتعلق بالجهود الدبلوماسية الصعبة التي تقوم بها واشنطن لحشد تأييد تسعة أعضاء قال مسؤول كبير ان الولايات المتحدة تلقت ردا ايجابيا من ثلاث دول افريقية أعضاء في مجلس الامن هي انجولا والكاميرون وغينيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر في وقت سابق لن انفي اننا نحقق تقدما لكنني لا أريد ان اضللكم بالاعتقاد اننا حصلنا على تأييد، وقال مسؤول ان الولايات المتحدة واصلت السعي لدى دول راغبة في الانضمام الى حملتها العسكرية لتنفيذ تهديد بوش بتجاوز الامم المتحدة وقيادة تحالف من الدول الراغبة إذا دعت الضرورة لنزع اسلحة الرئيس العراقي صدام حسين.ولا يوجد امل لدى البيت الابيض في إثناء فرنسا عن ممارسة حق النقض «الفيتو» حسبما تعهدت باريس.
وقال فلايشر انه لن يكون هناك جدوى لان يتصل بوش بالرئيس الفرنسي جاك شيراك لان شيراك يجري اتصالات بأعضاء مجلس الامن لحشد تأييد معارض للقرار.وقال مسؤولون ان بوش سيكافىء الذين يؤيدون الولايات المتحدة وسيتذكر الامريكيون أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.وكشر الكونجرس عن انيابه في اروقة مجلس النواب عندما قال مسؤولون ان الاقتراح الذي أيده البيت الابيض بمساعدة الاقتصاد الروسي سيتعرض للخطر إذا استخدمت موسكو الفيتو ضد القرار.
وقالت كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي للرئيس بوش في مقابلة مع الإذاعة العامة انها تذكر الدول التي لم تحدد بعد الطريقة التي ستصوت بها على القرار بعلاقاتها العسكرية والاقتصادية بالولايات المتحدة.
وتتمتع الولايات المتحدة بتأييد بريطانيا واسبانيا وبلغاريا لكنها تواجه معارضة فرنسا وروسيا والصين وألمانيا وسوريا، ولم تحدد انجولا والكاميرون وغينيا وشيلي والمكسيك وباكستان الطريقة التي ستصوت بها.هذا وقد حثت كندا أمس الاربعاء فرنسا على اعادة النظر في تهديدها باستخدام حق النقض «فيتو» لمنع صدور قرار من الامم المتحدة يتيح استخدام القوة ضدالعراق قائلة انه يتعين على باريس بدلا من ذلك ان تدرس مبادرة كندية لتقريب وجهات النظر المتباينة بين اعضاء مجلس الامن.وطرحت الحكومة الكندية اقتراحا يوم الثلاثاء يعطي الرئيس العراقي صدام حسين مهلة مدتها ثلاثة أسابيع للاستجابة لمطالب الامم المتحدة فيما يتعلق بنزع الاسلحة وإلا واجه الحرب.
|