من الديار الشريفة المقدسة انطلقت الدعوة للتآزر والتضامن الإسلامي.. بتوحيد الصفوف العربية والإسلامية تحت لواء التوحيد.. وبذل التضحيات ورصد الجهود والطاقات لحماية الكيان العربي والإسلامي من الاخطار المستفحلة التي تزداد تسلطا وانتشارا في منطقة الشرق الأوسط والتي تهدد الكيان العربي الإسلامي وتنذر بامتهان كرامته والقضاء عليه، وهو الكيان العملاق الذي حمل راية التوحيد فكانت له قوة روحية استوطنت في أعماق ذاته بركائز من الايمان الاصيل، فتحولت الى قوة معنوية منطلقة وحدت بين الصفوف وطهرت النفوس من الرواسب والاحقاد وسمت بالروح المعنوية في الافراد.. فآمنوا.. وجمع الإيمان بينهم.
فهبوا جميعا يحاربون باسم الإسلام.. يفتحون العالم وينشرون الحضارة الإسلامية، ويزرعون مبادئ التوحيد وكانت اوروبا تسبح في ظلام من الجهل والتفسخ والانحلال عندما كان المسلمون ينشرون العلم والتقدم، وبعد ان تخلى المسلمون عن الاخذ بما يدعو له الإسلام من قوة ومنعة حصل لهم ما حصل.
وفي هذه الأيام ترحب بلادنا بوفود الدول الإسلامية منادية بالتآزر والاخاء داعية الى حماية الإسلام من الاعداء والمؤامرات التي تدبر له، وحماية مقدساته مما تتعرض له على أيدي ألد اعدائه واننا حيث نرجو ما يرجوه اي انسان منطقي في تفكيره وحكمه للأمور نرجو كل الخير من لقاءات التضامن والاخاء في جو من الاخلاص والحكمة وبعد النظر في الأمور.. اننا اذ نرجو ذلك.. صادقين يتبادر الى ذهننا ذكريات من الماضي.. وأطياف من التاريخ حين نسأل أنفسنا؟.. من هم المسلمون.. من هم الذين نزلت عليهم رسالة الاسلام.. من هم الذين آمنوا بها وحملوا مشعلها وانضووا تحت لواء التوحيد يحاربون ويفتحون ويبنون اماجدا وعظمة دونها التاريخ بصفحات الشرف.. وكيف كانوا؟.
انهم العرب.. في قلب هذه الجزيرة الأصيلة.. كانوا اشتاتا متفرقين.. يتنازعون ويتقاتلون.. ويعيشون حياة بدائية فظة.. تتنافى مع المثل والأخلاق.. كانوا يعيشون في صحاري الجزيرة وبين رمالها.. وهم اشبه ما يكونون برمالها التي تتكون من ذرات وجزئيات منفصلة يصعب مزجها وتخالطها.. فهبة عاصفة من الريح كفيلة بأن تنقل كثبانا من الرمال الى غير موضعها.. وجاء الإسلام.. ووحد الأجزاء وجمع القلوب.. وطهر النفوس.. ونشر المثل والاخلاق، وشرع وفرع في كل الدروب.. وغدت كثبان الرمل.. جبالا شامخة صلبة كالصخر لا تهزها ريح ولا عاصفة.. وخلق الإسلام من العرب أمة سجل تاريخها بحروف من الضياء، والان وبعدما انتشر الإسلام في كل بقاع الدنيا.. وفتق الصمت دعوة صادقة الى ان تمتد كل هذه الأيادي المؤمنة الصادقة فتشابك.. وتكون وحدة.. وقوة.. وعملا.. ونتيجة.. يحثها على ذلك دعوة صادقة وايمان وصدق وحكمة وتقدير لا يسعنا إلا ان نقول مرة ومرارا اخرى.. اننا نرجو.. ونتوقع من مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة ما يرجوه أي انسان منطقي قي عقله حكيم في فكره.. بعيد في نظرته للأمور ان يتمخض المؤتمر عن الخير والمنفعة والمصلحة لكل من انضوى معنا تحت لواء التوحيد ولعقيدتنا ومقدساتنا مما يراد بهما، ومن الله نطلب التوفيق.
|