* كتب- سالم الدبيبي:
تطوى مساء اليوم صفحة جديدة من سجل حسابات المنافسة المحتدمة في بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، حيث تختتم الجولة الثامنة عشرة بإقامة مباراتين يتحدد على ضوء نتيجتيهما جزء كبير من ملامح شكل الختام للمرحلة التمهيدية خصوصاً في القسم الأسفل الذي يضم مجموعة من الفرق التي تتصارع من أجل البقاء وتفادي مغبة الهبوط.. ففي بريدة وعلى ملعب مدينة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية يستقبل الرائد ضيفه القادسية، بينما يلعب الرياض أمام الاتفاق في مباراة تجمع الطرفين على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض.
الرائد \ القادسية
لا جديد تحمله مقولة «النقطة توازي أهميتها ذهباً»، فالجميع يعلم مدى الحرص وتناهيه الذي يغلف خطوات فرق البطولة، التي لا يفصلها عن نقطة النهاية للسباق سوى مسافة قصيرة لا تتجاوز بضعاً يسيراً من الجولات.
وبهذه المعطيات يدخل الفريقان لقاء اليوم وكل منهما تدغدغ آماله طموحاته الخاصة التي لا تختلف أهميتها بتباين حساباتها.. ويظل الرائد يحاول التشبث بفرصة البقاء التي مازالت تلوح للفريق يراوده الخروج من عراك المنافسة لمعانقة الأمان بالوصول إليها، وكانت لعبة الكراسي الموسيقية قد أعادته مجدداً إلى حافة الخطر متراجعاً للمرتبة الحادية عشرة ب «13» نقطة بالتساوي مع الاتفاق رفيق الكفاح خلف ثالثهم الرياض الذي يتقدم بثلاث نقاط.. وقد يكون ارتفاع مستوى الرائد دافعاً يؤدي إلى زيادة الثقة، لكنه لا يعني شيئاً دون تتويجه بالنتائج. وإذا كان مقبولاً لدى جماهيره الخسارة المكررة في جولتين على اعتبار قوة المنافسين، فلن يظل حضن التقبل مفتوحاً لاستمرار التفريط بالنقاط، ومباراة اليوم ينتظر من أبناء بريدة نتيجة مغايرة، قبل أن يكبح الإحباط روح الفريق..
وفي المقابل لا أحد يدري سوى القدساويين.. ما الذي عكسته نتائجه الأخيرة..؟ وما قدر التأثير السلبي الذي ألقاه التراجع بالخروج من إطار الأربعة الأوائل؟.. لاشك ألا تفوت القراءة المسبقة هذه المعطيات، قبل أن تحاول وضع التصور المناسب لما سيكون عليه حال الفريق في هذه المباراة.
ولكن من الناحية الحاسبية، لازال هناك ما يبعث بأن يكون دافع البحث عن النتيجة مرتفعا إلى درجة كبيرة من التصميم.. فالموقع الخامس برصيد «30» نقطة مع تبقي أربع مباريات خلاف مهمة اليوم، وبالمقارنة مع ما تبقى للمنافسين من مباريات سواء بقياس العدد أو على مستوى الصعوبة، يفتح طريق التأهل ممهداً للقادسية لو حافظ على قوة دوافعه فنياً ونفسياً.. فهل يبدأ اليوم بقلب الطاولة في وجه التوقعات؟
الرياض والاتفاق
هذه المباراة قد تسحب بساط المتابعة من جميع اللقاءات الاخرى، باعتبار انها تجمع طرفين يقعان في مدار واحد بفضاء تنافسي مثير إلى حد الاشتعال.. ويتناثر شرار الأسئلة حول هذا النزال وعلى رأسها، أي الفريقين سيمسك بقشة النجاة ليسحبها من بين يدي الآخر!!؟.
ثلاث نقاط تفصل الرياض «16» نقطة صاحب المرتبة التاسعة عن خصمه الاتفاق«13» نقطة الذي يحتل الموقع العاشر مع أفضلية لصالح الأخير بتأخره مباراة لم يلعبها حتى الآن.. لذلك لن يكون مسموحاً على الجانبين الخروج بحصيلة خالية لا تضيف للرصيد بالجديد، فهي خسارة مزدوجة ستضاعف من المشاكل المتشابهة التي يعانيها كل على حدة، وفي نفس الوقت سيرفع الانتصار عن الكاهل جزءاً كبيراً من ضغوط الخوف وثقل الهم.. خصوصاً لدى الرياض الذي سيبتعد إلى حد بعيد عن دائرة الخطر.
وكان الفريقان قد حققا نتائج جيدة مقارنة بأحوال سابقة من عمر المنافسة، فالرياض استطاع التغلب على منافس قوى حينما اجتاز القادسية، واتبعه بالتعادل الجيد مع الشباب.. بينما قدم الاتفاق مستويات جيدة دلت على سعيه الجاد للنفاذ من شباك الخطر توجها بالتعادل السلبي مع الهلال، واليوم يتوقع أن يرتفع غبار المواجهة بانتظار ما سيسفر عنه حينما ينقشع.. فلأي الجانبين ستبتسم الحظوظ!!؟.. وفي طريق أي منهما تزداد ألغام الخطر!!..
|