في كل عام تستقبل المملكة أعداداً كبيرة من الحجاج الذين يأتون من الخارج وينقصهم الوعي وكثير من آداب الحج التي يجب على كل حاج معرفتها والالمام بها، وأقصد بذلك حجاج شرق وجنوب شرق آسيا الذين يزاحمون الحجاج ويشتبكون معهم أحياناً ويريدون أداء جميع المناسك في الوقت الذي يريدونه وبالشكل المناسب لهم فقط دون النظر إلى المصلحة العامة أو مراعاة الحجاج من النساء وكبار السن والمرضى ومن بهم إعاقات، فيجب علينا توزيع نشرات بلغاتهم فيها الأركان والواجبات والسنن والآداب التي يجب على الحاج أن يتعلمها قبل قدومه وهذه مسؤولية السفارات هنا وفي الدول المعنية قبل أن تكون مسؤوليتنا هنا في المملكة.
ولا ننكر جميعاً دور المملكة ممثلة في وزارة الداخلية بجميع قطاعاتها الذين يعملون ليل نهار من أجل أن يكون الحج خالياً من الأخطاء، وفي كل عام تتطور خطط الحج ويزداد التنظيم ويُنظر إلى السلبيات في العام السابق ويتم تفاديها ولو أردنا تعداد الايجابيات لما استطعنا ولكن كل عمل لابد أن يعتريه النقص، فهناك بعض الملاحظات التي رأيتها وعايشتها ووضعتها على شكل نقاط:
1) بعض الحجاج وظاهرة افتراش الأرض.
2) التنقل بين المشاعر (تفويج الحجاج) وما صاحبه من زحام، سواء كان ذلك في عرفة أو مزدلفة.
فهناك حجاج لم يتمكنوا من دخول عرفة إلا قبل الغروب بوقت قليل ومنهم من لم يتمكن من المبيت بمزدلفة.
3) ضياع الحجاج في عرفة، فمن الحجاج من استمر في البحث عن موقع الحملة تسع ساعات وذلك لأسباب منها:
أ) عدم السماح للحافلات بالدخول إلى مواقع المخيمات مما أدى إلى نزول الحجاج والبحث عن مواقعهم سيراً على الأقدام.
ب) بعض أفراد الشرطة المنتدبين من مناطق المملكة الذين لا يعرفون المشاعر حيث يتفاجأ الحاج إذا سألهم ولم يجد عندهم إجابة لأنهم لا يعرفون مواقع الحملات وليس لديهم رسم (كروكي) للشوارع والمخيمات، حيث تسأل أحدهم عن موقع الحملة فيقول أسلك هذا الطريق ثم تسأل شرطيا آخر بعد ان تسير مسافة كيلو أو أكثر فيقول: ارجع من الطريق الذي أتيت منه لأن طريقك خطأ.
أما الكشافة فهم شباب متميزون يحملون خرائط ويسعون للخدمة فلا يتركون الحاج الضائع حتى يصل إلى المكان الذي يريده ولا يكتفون بتوجيهه فقط.
أرجو النظر إلى هذه النقاط ومعالجتها لكي يكون الحج أيسر ويجد الحاج وقتاً للعبادة وذكر الله ولا يضيع وقته في البحث عن موقع حملة أو عن حافلة أو غيره.
|