Thursday 13th march,2003 11123العدد الخميس 10 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مهمته تطبيق الفكر التعليمي والتربوي مهمته تطبيق الفكر التعليمي والتربوي
مدير المدرسة ماله وما عليه
حصة فهد بن حمود/كاتبة

ظهرت الحاجة إلى الادارة المدرسية عندما تحولت المدرسة من دار تعليم صرفة لمبادئ الدين والحساب والقراءة.. إلى دار تربية وتعليم تعنى بتربية النشء تربية متكاملة تكفل توازنهم عقلاً وجسماً ونفساً، واصبح التعليم فيها تقنية تربوية رفيعة المستوى تتنوع فيها الوسائل والأساليب التي تنقل الموروثات الحضارية والثقافية لأبناء المجتمع وعلى قدرها يقاس تقدم الأمم والشعوب، وبها تنهض المجتمعات وبناءً على ذلك باتت المدرسة ذات أهداف استراتيجية عظيمة، فبدت بذلك الحاجة ماسة إلى قائد يقود هذا الصرح العلمي التربوي. ومدير المدرسة هو ذلك القائد التربوي المسؤول عن تحقيق ذلك كله.
إنه مطالب بالعمل على تحقيق الهدف الأكبر للمدرسة ألا وهو تأهيل ابناء المجتمع ليصبحوا أعضاء صالحين منتجين بانين لأوطانهم وذلك من خلال تطبيق برامج الفكر التعليمي والتربوي المتمثلة في الأنظمة والمناهج التي تقررها وزارة المعارف، وعليه القيام بالتخطيط والاشراف الإداري والفني لجميع نشاطات المدرسة وهو بذلك مسؤول عن رفع مستوى العملية التعليمية كماً وكيفاً داخل حدود مدرسته، ليس ذلك ما يراد منه فحسب بل ثمة أمور لا غنى عنها البتة تناط أيضاً بمدير المدرسة فإلى جانب فن تطبيق الخطط والمناهج هنالك فن من نوع آخر لتكتمل منظومة عقد الفن الإداري ألا وهو فن التعامل الإنساني مع الموظفين، فالادارة يُعَرِّفها العلماء بأنها «فن قيادة»، وعلى رأس ذلك العدل. فبالعدل تستقيم الأمور في المدرسة ولذلك وجب على كل قائد تربوي تحري العدل بين موظفيه ففي ذلك مدعاة لنزع البغضاء والتحاسد فيما بينهم. كما ينبغي من القائد التربوي الناجح أن يعترف بجهود موظفيه عن طريق تشجيع الموظف الطموح المجتهد والأخذ على يد الموظف المتخاذل الكسول الاّ يفعل تكن فتنة في المدرسة وفساد كبير، فالموظف المتهاون في أداء عمله يزداد تهاوناً، وقد يعدي الموظف النشيط، لأن النشيط لايجد من يقول له أصبت فيفخر بما أنتج، ولا يقال للآخر أسأت وأفسدت، فبذلك تهدر الطاقات وتثبط العزائم وتشل الجهود. كما يجب على القائد التربوي أن يحسن استعمال المبدأ «الديمقراطي» في التفكير والتصرف، وعليه أن يجيد لغة الحوار مع موظفيه ذلك الحوار البناء الفاعل، يجوب به عقولهم، ويجني ثمرة أفكارهم، ويستفيد من اطروحاتهم ويوظفها لخدمة العمل مبتعداً كل البعد عن الأسلوب «الدكتاتوري» العاتي الذي نرى صاحبه فيه يأمر وينهي دون تخطيط مسبق، مرهقاً كواهل موظفيه بقرارات تصدر هوجاء فما استطاعوا أن يظهروها وما استطاعوا لها خرقاً حتى أصابهم بحمى السخط الوظيفي تعودهم كل صباح، وقد قال في ذلك أحد العلماء (من يستطع نزع الخوف من قلوب الموظفين فهو مدير ديمقراطي ومن يزرع الخوف في قلوبهم فهو مدير دكتاتوري).
وبعد أن تحدثت عن أهمية الادارة المدرسية وفنونها وجب أن أذكر حقوق مدير المدرسة الذي انيطت به كل تلك التبعات..
أما والله إن له حقوقا كثيرة على موظفيه فينبغي منهم السمع والطاعة له، والتأدب معه توقيراً وعرفانا بحقه ومكانته، وأن يمدوا أيديهم إليه متمتعين بقدر كبير من الوعي الوظيفي الداعي إلى الحفاظ على وقت العمل واستثماره دون هدر، وأن يعملوا بروح الفريق. تلك الروح البناءة التي من شأنها رفع المستوى التعليمي والتربوي في المدرسة، والبحث الدؤوب عما يطور العمل وفق لوائح العمل وأنظمته، كما يجب على الاداريين خاصة رفع أعباء العمل عن كاهل مدير المدرسة وأن يقاسموه هموم منصبه مقاسمة صادقة تجعله يطمئن إلى أن تحته أيدياً مخلصة يثق بها وتثق به فيسود شعور الراحة في جو المدرسة فما أجمل التواصل والعطاء والوفاء، ويستطيع المدير بذلك التفرغ للقيام بمهام التخطيط والاشراف فهو في النهاية بشر له طاقته الجسدية والنفسية المحدودة.. وهذه حقوق مدير المدرسة على موظفيه هذا ما أردت طرحه وليتق الله كل موظف فيما يخصه من عمل وليعلموا أنهم لم يتقاضوا أجراً إلا مقابل تربية وتعليم أبناء هذا الوطن المعطاء فهم بذلك مطالبون بأن يخرجوا له أجيالاً مؤهلة، مهذبة، صالحة. وهذه أمانة عظيمة فلا تضيعن الأمانة..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved