تراكمت على مدى سنوات خبراتٌ نادرة للمملكة في مجال تحلية المياه المالحة جعلتها تتصدر دول العالم في هذه الصناعة الحيوية التي تتأكد أهميتها في ظل الحقيقة القائلة: إن حروب المستقبل ستفجرها الحاجة الشديدة للمياه.
فقد استلزمت الحاجة الشديدة للمياه في المملكة اللجوء إلى هذا الأسلوب المتطور لتلبية احتياجات بلاد كبيرة المساحة، وتنتظم فيها واحدة من عمليات التنمية الطموحة فيما يتزايد سكانها بمعدلات عالية.
وتتمثل الاضافة الأخيرة لهذا الرصيد في قيام سمو ولي العهد بافتتاح المرحلة الثانية لمشروع محطة التحلية بالشعيبة التي تغذي واحدة من المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة في المنطقة الغربية فضلاً عن تلبية حاجات المعتمرين وضيوف الرحمن.
وقد أفلحت 30 محطة للتحلية تنتشر على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي في وضع المملكة في مقدمة الدول المنتجة للمياه المحلاة في العالم بإنتاج يصل إلى 800 مليون جالون يومياً تصل إلى أكثر من 50 مدينة وقرية بواسطة شبكة من الأنابيب.
وارتبط بهذا الانجاز ايجابيات عديدة منها: توطين هذه الصناعة وتطور الأبحاث المرتبطة بها وعدد من الصناعات ذات الصلة، وفي مجال الأبحاث تحديداً تشير إلى أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة حصلت على القبول الرسمي والتسجيل لبراءة الاختراع المقدَّم لمكتب الاختراعات الأمريكية لتطويرها لاستخدام المرشحات البالغة الدقة حيث طبقت المؤسسة هذا الاختراع في إحدى محطاتها، وهذا التسجيل يتيح لها تسويق اختراعها محلياً ودولياً.
إن قاعدة كبيرة من الكوادر الفنية المتطورة والوسيطة فضلاً عن الكفاءات المتعددة تتوفر مع تطور هذه الصناعة بحيث يتعزز الدور المتقدم للمملكة في هذا المجال وهو أمر مهم باعتبار ان المملكة ستعتمد أكثر وأكثر على المياه المحلاة مع عمليات التوسع في التنمية وتلبيةً لاحتياجات النمو الطبيعي في كل المجالات ما يعني حتمية تواصل الأبحاث بالدرجة التي تقلل من تكلفة عمليات التحلية التي تعتبر عالية، وفي ذات الوقت الارتقاء بالتقنيات المستخدمة فضلاً عن الاهتمام بمهارات العنصر البشري.
|