الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: تأتي مسابقة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين تأكيداً للاهتمام والدعم الكبير الذي توليه وتحرص عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ويسانده ويعاضده في ذلك صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام راعي هذه المسابقة لحفظة كتاب الله.. وتخصيص سموه لهذه الجائزة لحفظة كتاب الله من العسكريين يأتي إيماناً من سموه الكريم بأهمية هذا المرجع الحقيقي لكل شؤون المسلمين عامة ودعماً لكل أوجه أعمال الخير في هذه البلاد المباركة التي تحكم بشرع الله تعالى وفق ما جاء به كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.. قال سبحانه وتعالى: )إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً) (النساء:105)
هذا القرآن الكريم الذي شرفه الله وأعلى منزلته بين الكتب السماوية، ووعد سبحانه وتعالى من عمل به بالأجر العظيم، وقال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) (الاسراء:9)
إن لحفظ القرآن الكريم من الفضائل والفوائد ما يدعو المسلم إلى المسارعة والمشاركة في هذا الخير، ففي ذلك تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يحفظه ويداوم على تلاوته ويعرضه على جبريل عليه السلام في كل عام مرة، عدا السنة التي توفي فيها عليه الصلاة والسلام فعرضه عليه مرتين، كما كان أيضاً عليه الصلاة والسلام يقرؤه أصحابه رضي الله عنهم وسمعه منهم، قال عز وجل: وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) (الكهف:27)
لا شك أن من مظاهر العناية بكتاب الله الكريم دعم وتشجيع ومساندة حفظته من خلال إقامة المسابقات وحلقات التحفيظ وتربية أولادنا على محبته وحفظ المستطاع منه ليكون بذلك مهذباً للنفوس ومربياً للخلق ظاهراً في السلوك، وتكريم حافظ القرآن الكريم أمر مستحق لأهله فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط) رواه أبو داود. وهذا أمر دأبت وحرصت عليه هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ رحمه الله ـ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ الذي لم يأل جهداً في سبيل العناية والاهتمام بكتاب الله ونشره وتوزيعه بالمجان على المسلمين في كافة أصقاع العالم من خلال طباعته وإخراجه بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الذي أنشأه - حفظه الله - عناية واهتماماً بكتاب الله القويم.. فنسأل الله جلت قدرته أن يحفظ لهذه البلاد أمنها، وأن يديمها على الحق نصرة للإسلام والمسلمين، وأن يجزل لقادتها الأجر والمثوبة إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
|