Thursday 13th march,2003 11123العدد الخميس 10 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

100 مليون ريال لـ100 ألف لاجئ 100 مليون ريال لـ100 ألف لاجئ
سعود الفيصل: القوات السعودية تشترك إذا ثبت «اختراقات» عراقية

* جدة خالد الفاضلي:
كشف الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رصد الحكومة السعودية 100 مليون ريال لمساعدة مائة ألف لاجئ عراقي من المتوقع تدفقهم خلال أول أيام الحرب المرتقبة ضد حكومة العراق. وفي الوقت نفسه، وصف الفيصل حالة الخلاف القائم حالياً بين الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن انها «مأساة»، وانها لا ترتبط بالعراق، مؤكدا على انها تسببت في جعل «ديناميكية الحرب تجاه العراق تبدو أكثر من أي وقت مضى».
وشدد الفيصل في مؤتمر صحفي عقده في جدة مساء أمس الأربعاء على ان السعودية لن تدخل الحرب أو تسمح للقوات الأمريكية المتواجدة داخل السعودية باجتياز الحدود إلى العراق إلا في حالة حدوث «اختراقات عسكرية واضحة ومدبرة» من جانب العراق تهدد أمن السعودية، أو في حالة حدوث إجماع دولي يمثل الشرعية الدولية يوافق على الحرب، لكنه استبعد هذا الخيار في ظل ما وصفه الفيصل «انسياق الدول الدائمة العضوية خلف نزاعات مؤلمة».
وأكد الفيصل ان القيادة السعودية اتخذت قراراً بعدم السماح للقوات السعودية أو المدنيين دخول أراضي العراق حتى بنية مساعدة اللاجئين، مشيراً إلى وجود خطة ايواء تكفي لاستيعاب 100 ألف لاجئ ترتكز على بناء معسكرات داخل الأراضي العراقية تدار بقوات أجنبية «غير سعودية» وتتشارك فيها هيئات دولية من خبراء دوليين يهتمون باستقبال اللاجئين. وأوضح ان الحاجة للاستعانة بخبراء تأتي نتيجة تدفق اللاجئين من أراضي قد تكون ساحات لمعارك تتعرض «لأسلحة لا نعرفها».
وفي السياق نفسه، أكد الفيصل ان السعودية لم تبنِ جسور اتصال مع المعارضة العراقية رغم اقتراب الحرب، ذلك رداً على سؤال «الجزيرة» حول احتمال فتح قنوات اتصال بين السعودية والمعارضة العراقية، وأشار إلى ان اتصالات سابقة وقصيرة تمت بعد نهاية حرب الخليج الثانية تم ايقافها آنذاك، وشدد الفيصل على استمرار قناعات السعودية بأهمية ان تعمل جميع الدول المشاركة على ضمان وحدة العراق وسلامة أراضيه وشعبه من نزاعات داخلية وخارجية، كما كرر الفيصل تخوفه من إمكانية حدوث تقسيم ينزلق بالمنطقة إلى متاهات نزاعات اقليمية تتسبب في كوارث لشعوب المنطقة، مشيراً إلى ان السعودية ستكون متأثرة أيضاً في حال حدوث تقسيم العراق.
واسترجع وزير الخارجية مقتطفا من مؤتمر صحفي سابق لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان قال فيه «نتمنى الأفضل لكن نتوقع الأسوأ» وذلك إجابة على سؤال حول تواجد قوات أمريكية في مدينة تبوك، موضحاً ان قرار الحكومة وضع مطارات السعودية في الشمال ضمن دائرة الاستعدادات العسكرية يأتي بالدرجة الأولى من أجل حماية ومساعدة وإيواء اللاجئين العراقيين، ثم اجراءات احتياطية لحماية الأراضي السعودية من «اختراقات عراقية قد تظهر مع بداية أو قبل الحرب».
ووصف الفيصل تحركات دبلوماسية عربية انها «محاولات» خاصة فيما يتعلق بجهود وفد عربي متواجد حالياً بأروقة منظمة الأمم المتحدة للتخاطب مع مندوبي الدول دائمة العضوية، كما أوضح عدم علمه فيما إذا كانت أحد مهام الوفد العربي لقاء الرئيس الأمريكي، وأيضاً أظهر وزير الخارجية انه في «حالة تشاؤم» أثناء إجاباته على أسئلة الصحفيين حول جدوى الجهود الدبلوماسية القائمة الآن بما فيها استجابة السلطة العراقية لمناشدة دولة الإمارات الداعية لتنازل صدام عن السلطة.
من ناحية ثانية، أشار سعود الفيصل في رده على سؤال ل«الجزيرة» إلى ان السعودية لن تدخل في قائمة الدول التي «لا حرية معتقد فيها»، مشيراً إلى ان ما تحدث عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر حول اقتراب السعودية من الاندراج تحت قائمة دول «لا حرية معتقد فيها» فلن يحدث، كما أوضح ان العلاقة السعودية الليبية «عادت إلى مجاريها».
وفي ذات المؤتمر، رفض الفيصل الإجابة على أسئلة تحمل صيغة تنبؤية تدور حول احتمال رغبة السعودية لاحقاً مع حكومة الحاكم الأمريكي العسكري والذي تم وضعه كأحد احتمالات شكل الحكومة العراقية بعد الحرب، وكذلك عن كيفية وزمن اتخاذ قرار ايقاف الحرب، أو عن كيفية تقاسم الدول المشتركة ل«الكعكة العراقية» كما وردت في سؤال أحد الصحفيين، بينما شدد الفيصل على ان «كعكة العراق» للعراقيين فقط، وان المشاركين في الحرب لن يتشاركوا إلا في «مصائب الحرب».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved