Thursday 13th march,2003 11123العدد الخميس 10 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شدو شدو
في التقدم.. في الانتفاء!
د. فارس محمد الغزي

الأمثال والأقوال والعبارات المتداولة لسان حال أزمانها، وبما أن الناس، كما يقول المثل العربي«.. أشبه بأزمانهم منهم بآبائهم» فلكل زمن مثله وعباراته المتزامنة/ تناسبياً مع عقلياته السائدة فيه.. حيث ينتهي «مفعول» هذا المثل بمجرد انتفاء الحاجة إليه.. غير أن السؤال الذي نادراً ما يتم طرحه في هذا السياق هو.. هل تندثر الأمثال وتنتفي مناسبات استخداماتها؟ وما هي يا ترى أهم العوامل وراء مثل هذا الاندثار؟
إن تقدم العلم يغربل المتفق عليه من الحقائق والفرضيات الإنسانية، وبما أن «الحاجة هي أم الاختراع» فبتواتر ازدياد حاجات الإنسان يزداد إلحاح الاختراع فيه «عليه» وهنا يكثر اطلاعه وتتوسع معارفه وتتسع مداركه ليجد أنه بمجرد اختراعه «للمعلومة» الجديدة قد أحال إلى التقاعد معلوماته القديمة بكل مضموناتها وصيغها وهيئاتها وأشكالها، ومن ضمن ذلك الأمثال بكل اشتقاقاتها ومشتقاتها.
بالمناسبة تضطلع التكنولوجيا هنا بدور جوهري والتكنولوجيا تتجاوز بالطبع كونها مجرد «آلة» صماء تخرج إلى حيز الوجود الاجتماعي فجأة.. بل انها تتطور بتطور المجتمع وتتأثر بظروف ومنعطفات ومسارات تقدمه أو تخلفه، بمعنى أن التكنولوجيا ليست إلا نسقاً من أنساق المعارف الاجتماعية التي كما قلنا تتطور بتطوره مثلما هي تتخلف بتخلفه من حيث إن المجتمع هو الذي يصوغ أنماطها مثلما يشتق هذا المجتمع- ويبدل ويغربل- أمثاله.
إذن أين هي أمثال توصيف الحبيبة «بالقمر» بعدما كشف العلم حقيقة القمر..؟ بل من ذا الذي يتمنى بالفعل أن يحفل وجه حبيبته بكل الحفر والأخاديد والتضاريس والغازات السامة وغيرها من عناصر ومكونات وجه القمر الحقيقي وذلك بعدما أزال العلم بتوفيق من الله مكياج الجهل بحقيقته؟ بل هل من الصحيح أن البعيد عن العين.. بعيد عن القلب.. أو كما يقول العامة من «غاب عن وجهي سلا عنه بالي؟» وأيننا من الجوال في تقريب البعيد بل أيننا من الكاميرا الصغيرة القادرة على Nلغاء المسافات «انترنتياً؟»، واسألوا في ذلك «البالزتوكس» لتجيبكم عما ليس على البال مما كان يعدّ بالأمس من عداد المحال. .. فارقبوا المزيد..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved