* تغطية - سعيد الغامدي - أحمد القرني - ياسر المعارك:
هوى أحد المباني التي صممت لاقامة صالات عرض تجارية في شمال مدينة الرياض مساء أمس الأول بعد انهيار دعائمه بالكامل وأسفر الحادث عن وفاة شخص واصابة عمال بناء كانوا يعملون بداخله تتراوح اصاباتهم بين البالغة والطفيفة.
وسارعت فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر والدوريات الأمنية إلى موقع المبنى المنهار الكائن في تقاطع شارع الملك عبدالعزيز مع طريق الأمير عبدالله.
واختلفت الروايات حول أسباب انهيار المبنى الذي كان تحت الانشاء أساساً وان كانت في مجملها تشير إلى خطأ فني وسوء تقدير في عملية صب الخرسانة من عدد من المقاولين يعملون في تشييده وهو ما يؤكد عدم وجود شبهة جنائية أو عمل مدبر على الاطلاق، هذا ويواصل عمال الانقاذ والهلال الأحمر أعمالهم حتى إعداد الخبر في محاولة للبحث عن عمال آخرين قد يكونوان وسط الانقاض.
وفي غضون ذلك يوجد في موقع الحادث الآن قيادات الأجهزة الأمنية المعنية لمتابعة المستجدات وفتحت الجهة المختصة تحقيقاً واسعاً لمعرفة الأسباب التي أدت إلى الانهيار.
وفي أثناء وجود «الجزيرة» بالموقع التقت صاحب المشروع الأستاذ خالد السعدان الذي حدثنا بدوره قائلاً: المبنى هو صالات عرض بمساحة اجمالية «105x42»م وهو تحت الانشاء.. وحول مسؤولية الحادث قال أتوقع أن السبب من مقاول المشروع، معللاً ذلك بأن دعامات المشروع لم تكن بالشكل السليم وأضاف نحن خارج المسؤولية تماماً وأردف قائلاً: عندما تشاهد المبنى تجد أنه تحت الانشاء والخطأ خطأ فني بحت مشيراً إلى أنه سيتم الاجتماع مع المقاول المنفذ لمعرفة الأسباب الكاملة لعملية الانهيار، وحينها سيتم معرفة المتسبب إن كان من مقاول الخرسانة أم من مقاول المشروع.
على هذا الصعيد أوضح مدير الدفاع المدني بمنطقة الرياض العميد مسفر الجعيد لـ «الجزيرة» أن الحادث كان بسبب سوء التنفيذ لعملية صب الخرسانة في تلك العمارة التي هي تحت الانشاء الواقعة على مساحة 300 متر وبيّن اللواء التويجريّ أن المقاول للعمارة يتحمل المسؤولية والبحث جارٍ عنه ليتم التحقيق معه وتقديمه للمحكمة الشرعية كما سيتم مساءلة المكتب الاستشاري وكل من له علاقة بهذه القضية..
وأوضح أن التحقيقات لرجال الدفاع المدني أثبتت أن الانهيار وقع نتيجة سوء التنفيذ في أثناء عملية الصب الخرساني وبيّن أنه نتج من هذا الحادث وفاة شخص وإصابة «5» عمال من الجنسية المصرية والباكستانية والهندية ووفاة عامل واحد مجهول الهوية.
وأوضح الدكتور يسري بيومي أحد أطباء مستشفى المشاري والذي تواجد بالموقع لاحتمال وجود شخص تحت الانقاض قال ل «الجزيرة»: استقبل مستشفى المشاري 3 حالات من فرقة الهلال الأحمر جميعهم من الجنسية الباكستانية وحالتهم مستقرة حالياً فالمصاب الأول به كسر بالعمود الفقري وسيتم اجراء عملية جراحية له وحالته مستقرة.
أما الثاني حصل له نزيف بالرئة وحالياً يتواجد بالعناية المركزة والمصاب الأخير اصابته عبارة عن شرخ بالجمجمة وتم اجراء الاسعافات الأولية وحالته مستقرة.
كما تواجد بالموقع مدير عام الفرع الرئيسي لجمعية الهلال الأحمر بمنطقة الرياض وقال باشرنا الموقع ب «10» فرق من الهلال الأحمر و «3» أطباء إخلاء من الجمعية نفسها لتشخيص حالة المصاب.
واضاف في تصريح ل «الجزيرة» هناك «8» فرق من الجمعية تحت الطلب اذا استدعت الحالة.
وأثناء تواجد الجزيرة بالموقع التقت بأحد المقاولين «أبو أحمد» والذي نقل بدوره أحد الاسباب التي ادت إلى انهيار المبنى فقال من الاسباب الدعامات التي يتمركز عليها سقف المبنى واضاف كان من المفترض استئجار سقالة خاصة من الحديد يتم تدعيم السقف من الأعلى إلى الأسفل.
موضحاً ان المشكلة تكمن في التدعيم واضاف لو كان هناك سقالات حديدية لما حدث ذلك حتى لو كان التسليح ضعيفاً أثناء الصب. وأردف قائلاً :هناك احتمال أن تكون مضخة الصب أصابت إحدى الدعامات مما أدى إلى انهيار سقف المبنى والواضح أن مشكلة الانهيار كانت في الجزء الأمامي بحوالي 6 إلى 7 أمتار.
لقطات
* وقف اللواء سعد التويجري مدير عام الدفاع المدني وكبار الضباط على الحادث وتابعوه حتى ساعة متأخرة من الليل.
* قامت الدوريات بمجهود جبار حيث ساهم تواجدها بتنظيم عملية السير وعمل طوق أمني حول الموقع.
* مساحة الانهيار للمبنى 40 30 x م وكان مخصصاً لصالات تجارية.
* 8 فرق انقاذ وفرقتا اطفاء ومعدات ثقيلة ومجموعة كبيرة من افراد الدفاع المدني.
* ساهمت أمانة مدينة الرياض بمعدات ثقيلة في إزالة ما تبقى من المبنى المنهار.
|