* عمان - الجزيرة - خاص:
تبدأ بعض شركات الطيران العاملة في الأردن يوم الأربعاء المقبل فرض ضريبة جديدة على تذاكر السفر بمعدل 10 دولارات على كل «مقطع طيران» «أي 10 دولارات على الذهاب و10 على الإياب» في حال كون التذكرة لمحطة واحدة ذهابا وإيابا مما سيؤدي لارتفاع التذاكر وقد وصف مسؤولو بعض الشركات هذه الزيادة بأنها ضريبة ارتفاع سعر الوقود عالميا، فيما وصفها البعض الآخر بأنها ضريبة ارتفاع سعر التأمين، فيما أكد مصدر مسؤول في «الملكية الأردنية» ل«الجزيرة» ان الملكية ليست من الشركات التي ستفرض مثل هذه الزيادة على التذاكر، وان بعض الشركات الأجنبية هي التي ربما تزيد أسعار تذاكرها بموجب قرارات صادرة عن اداراتها في البلد الأم.
وقد اجمع عدد من مسؤولي شركات الطيران الأجنبية العاملة في الأردن وعدد من وكلاء السياحة والسفر في المملكة على ان تراجعا كبيرا طرأ على حركة النقل الجوي من والى الأردن والمنطقة بشكل عام خلال الشهرين الأخيرين وقال بعضهم ان الانخفاض في حركة المسافرين زاد على 60% خاصة خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الظروف الطارئة في المنطقة وحالة الترقب للحرب المحتملة على العراق، فيما أشار بعضهم الى ان حركة السياحة «المجموعات السياحية» باتت معدومة. وقد حدا ذلك التراجع في حركة الركاب المسافرين اضافة الى دخول موسم الشتاء الذي عادة ما تنخفض فيه الحركة بنسبة تتراوح بين 10%-20% لبعض شركات الطيران الأجنبية الى تقليص عدد رحلاتها الى المملكة بشكل طفيف جدا منذ مطلع العام ومنها الخطوط الهولندية والفرنسية وتم الغاء رحلات لبعض الشركات «الخطوط البريطانية» فيما توقفت الخطوط النمساوية عن تسيير رحلاتها الى عمان قبل نهاية العام الماضي.
مصدر مسؤول في المملكة الأردنية أبلغ الجزيرة ان سوق السفر من والى المملكة شهدت انخفاضا ملموسا نتيجة قرار بعض الدول بمنع مواطنيها من السفر للمنطقة وتردد الكثير من رجال الأعمال من المجيء للمنطقة بسبب الظروف الحالية وتوقعات الحرب المحتملة على العراق اضافة الى تراجع حركة السياحة بشكل حاد جدا، موضحا ان كل ذلك أدى لانخفاض كبير في اعداد المسافرين مما أجبر العديد من شركات الطيران الى الغاء بعض رحلاتها.
وأكد المصدر ان الملكية الأردنية اتخذت مجموعة من الاجراءات لربط رحلاتها الضعيفة أو تشغيل طائرات أصغر على بعض الخطوط أو تخفيض أعداد الرحلات الأسبوعية الى بعض النقاط الضعيفة مع التأكيد على الاستمرار بالتشغيل الى كافة النقاط، مشيرا الى ربط خط بروكسل مع امستردام مثلا، أو الغاء بعض الرحلات الأسبوعية الى نقطة معينة فبدلا من ان تكون خمس رحلات اسبوعية الى تلك النقطة تصبح ثلاث رحلات ولكن كل ذلك دون الغاء أي نقطة تصل لها الملكية الأردنية مؤكداً اصرار «الملكية» على الاستمرار بربط الأردن مع كل العالم في كافة الظروف وكانت الملكية قد أعلنت سابقا عن خطة طوارىء في حال اندلاع الحرب بحيث يمكن نقل مقر عملياتها الى أثينا.
وكلاء السياحة
من جانبه أوضح السيد حيدر زيادات نائب رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر ان عمليات النقل الجوي وحركة المسافرين من والى الأردن تأثرت بشكل كبير مؤخراً مشيرا الى ان السياحة باتت معدومة وان نسبة امتلاء الطائرات تراجعت بشكل كبير، والذي يسافر هو المضطر فقط، مشيرا الى ان حركة القادمين الى الأردن تتمثل بالصحفيين والمتطوعين والدروع البشرية من المواطنين الأجانب الذين يحضرون الى عمان في طريقهم الى بغداد اضافة الى بعض القادمين ترانزيت الى دول أخرى مؤكداً ان التراجع في حركة السفر من الأردن للخارج هبطت بأكثر من 60%.
وبين السيد زيادات ان هناك شركات طيران أجنبية الغت رحلات لها بسبب عدم وجود ركاب وهناك شركات خفضت عدد الرحلات الأسبوعية منذ بداية العام، وشركة واحدة أوقفت رحلاتها مؤكداً ان استمرار الوضع الحالي من الترقب والحذر يضر جداً بالاقتصاد الأردني وحركة النقل الجوي وقطاع السياحة موضحا ان 76 مكتبا للسياحة والسفر من بين 360 مكتبا تعمل في المملكة لم تتقدم حتى الآن لتجديد ترخيصها للعام 2003م، وهذا يعني ثلث مكاتب السياحة وذلك بسبب تراجع العمل وبالتالي الايرادات.
وأوضح ان الزيادة التي ستطرأ على تذاكر السفر لبعض الشركات ستكون بقيمة 10 دولارات لكل مقطع طيران أي ان المسافر الى دبي سيدفع 10 دولارات للذهاب و10 دولارات للاياب مبينا ان هذه كلفة اضافية ناتجة عن «تأمين الحرب».
وبين السيد هاني دحلان مدير احدى شركات السياحة والسفر ان الخوف وحالة الترقب السائدة من اندلاع الحرب حجمت سوق السفر والطيران وتراجع الحركة في كافة الاتجاهات بنسبة 60%، موضحا ان الانخفاض الطبيعي في موسم الشتاء يتراوح بين 10 و20% لكن ما نلمسه الآن أكبر من ذلك بكثير مشيرا الى انه في حال اندلاع الحرب فان حركة الطيران الى المنطقة قد تتوقف نهائيا خاصة وان الأردن يعتبر سوقا صغيرة بالنسبة لشركات الطيران العالمية التي لن تغامر بتسيير رحلاتها الى كافة دول منطقة الشرق الأوسط.
وحول ارتفاع أسعار التذاكر الذي سيحدث هذا الأسبوع بالنسبة لبعض الشركات الأجنبية أوضح دحلان ان زيادة 10 دولارات على كل مقطع هو بسبب ارتفاع أسعار التأمين.
| 
