Thursday 13th march,2003 11123العدد الخميس 10 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صحيفة لندنية تنصح بلير بالعودة إلى أوروبا القديمة للحفاظ على رصيده السياسي صحيفة لندنية تنصح بلير بالعودة إلى أوروبا القديمة للحفاظ على رصيده السياسي
رامسفيلد يسحب تصريحاته العاصفة حول خوض الحرب من دون بريطانيا

  *واشنطن لندن الوكالات:
أصدر وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بياناً سحب فيه التصريحات التي قال فيها ان بلاده مستعدة لخوض الحرب من دون دعم من بريطانيا.
ونقل راديو لندن عن وزير الدفاع الأمريكي قوله انه كان يشير الى أن صدور قرار ثان عن مجلس الأمن الدولي يسمح باستخدام القوة ضد العراق مهم جداً بالنسبة لبريطانيا.
وقد عبرت بريطانيا عن دهشتها لتلك التصريحات التي قال فيها رامسفيلد أيضا ان الولايات المتحدة لديها خطط بديلة اذا شعرت بريطانيا أنها لا تريد المشاركة في الهجوم.
ومن جانبه قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان موقف بلير لم يتغير وان بريطانيا ستكون في المقدمة اذا كان ذلك ضرورياً، وتسببت تصريحات رامسفيلد في انزعاج شديد في أوساط الحكومة البريطانية وبلبلة غير متوقعة بين قطاعات الرأي العام في بريطانيا.
وقالت القناة الرابعة للتليفزيون البريطاني ان اتصالات ساخنة دارت بين مقر رئاسة الوزراء البريطانية والبيت الابيض الامريكي الليلة قبل الماضية للتغلب على الاثار السلبية التي ترتبت على تصريحات رامسفيلد حيث أكدت بريطانيا ان الرئيس العراقي صدام حسين اذا اتخذ خطوات خاطئة فان لندن ستقف في مقدمة الصفوف التي ستواجهه باستخدام القوة المسلحة.
وبعد قليل من تلك التصريحات قللت بريطانيا من اهمية الملاحظة التي ابداها وزير الدفاع الامريكي.
وقالت متحدثة باسم البعثة البريطانية في الامم المتحدة «ما زلنا نسعى للتوصل الى قرار ثان»، مشيرة الى ان هذا التوضيح حصل على موافقة اجهزة رئيس الوزراء توني بلير في لندن.
واضافت «لم نصل بعد الى مرحلة العمل العسكري»، مؤكدة وجود «تعاون تام» بين لندن وواشنطن.
وقد نشرت بريطانيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة، حوالي 40 الف رجل، اي ما يوازي ربع عدد افراد جيشها، حول العراق.
وتعارض اكثرية الرأي العام البريطاني وقسم كبير من الطبقة السياسية بمن فيها وزير واسع النفوذ هدد بالاستقالة، المشاركة البريطانية في حرب على العراق من دون موافقة الامم المتحدة.
ورداً على سؤال حول هذا الاحتمال، قال رامسفلد في تصريحاته التي اثارت تلك العاصفة «ان القرار النهائي الذي ستتخذه لندن بالنظر الى قرار الامم المتحدة ليس واضحاً، واذا كانوا قادرين على المشاركة، فأهلاً وسهلاً، اما اذاكانوا غير قادرين، فهناك طرق للالتفاف على الامور وبالتالي فلن يشاركوا اقله في هذه المرحلة» في تدخل عسكري.
واكد الوزير الامريكي في توضيح له في وقت لاحق يوم الثلاثاء انه «لايشك في اهمية مساهمة بريطانيا العسكرية» لنزع سلاح العراق.
وفي وقت سابق من بعد ظهر امس، ورداً على سؤال عن المعارضة المتزايدة للحرب في بريطانيا خصوصا من دون موافقة الامم المتحدة، اعلن رامسفلد انه لا يستبعد ان تتمكن الولايات المتحدة من شن الحرب في العراق، من دون بريطانيا اذا دعت الضرورة.
وقال رامسفلد في بيان التوضيح «ليس لدي اي شك في دعم بريطانيا التام للجهود التي تبذلها المجموعة الدولية لنزع سلاح العراق».
واضاف رامسفلد «على افتراض ان قرارا قد اتخذ لاستخدام القوة، فان لدينا ما يحملنا على الاعتقاد الراسخ بأن المساهمة العسكرية البريطانية ستكون مهمة».
وذكرت الصحف البريطانية امس الاربعاء ان تصريحات الوزير الامريكي تدل على ان الامريكيين يأخذون في الاعتبار المشاكل السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء توني بلير.
وكتبت صحيفة «الغارديان» اليسارية ان «واشنطن اضطرت للاعتراف للمرة الاولى بأنها يمكن ان تبدأ الحرب من دون القوات البريطانية بسبب المشاكل السياسية الداخلية التي يواجهها بلير» الحليف الوفي للرئيس الامريكي جورج بوش.
وعنونت صحيفة «التايمز» ان «الولايات المتحدة يمكن ان تشن الحرب بدون القوات البريطانية».
ورأت صحيفة «ديلي تلغراف» ان «الحرب حتمية لكن بلير يمكن ان يضطر للعودة الى اوروبا القديمة حتى لا يدمر رأسماله السياسي».
وكان رامسفلد وصف فرنسا والمانيا في كانون الثاني/يناير الماضي بأنهما جزء من «اوروبا القديمة» بسبب معارضتهما الحرب.
اما صحيفة «فايننشال تايمز» فقد رأت ان «ما كان لا يمكن التفكير به في الماضي اصبح يناقش علنا في حزب العمال» بينما شددت «ديلي ميل» على «حركة العصيان التي يواجهها بلير».
وكان دالييل عميد اعضاء العموم البريطاني هدد بلير مجدداً الثلاثاء بالدعوة الى مؤتمر استثنائي لحزب العمال في حال مشاركة لندن في حرب ضد العراق بدون موافقة الامم المتحدة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved