Thursday 13th march,2003 11123العدد الخميس 10 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
مصائب قوم.. عند قوم نقود..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

إذا كان للحرب ضحايا وهذا شيء مؤكَّد، فبالإضافة الى تدمير المدن وتخريب البنى الأساسية للدول، تتسبب الحروب في زهق أرواح مئات الآلاف من الأبرياء وتوريث الأوبئة والأمراض لعشرات السنين بعد أن أصبحت المواد النووية والإشعاعية إحدى المكونات الأساسية في الأسلحة الحديثة لتظل الحرب مخيمة على البلد الذي يبتلى بالحرب سنين وسنين، وتذكر الجنائز وأرقام الضحايا وأوبئة السرطان والأمراض التي سببتها أسلحة اليورانيوم المنضب كل يوم بمآسي الحرب.
إذا كان هؤلاء ضحايا الحرب فإن كل إنسان صاحب ضمير حي يرفض الحرب ويناهضها، إلا أن هناك فئة أخرى تعمل للحرب وتسعى إليها وتدعو بكل السبل لاندلاعها، وهذه الفئة تضم خليطا من الذين يتاجرون في أرواح البشر، ومنهم من يتاجر في غذاء الناس ولباسهم وفوقهم تجار السياسة.. وأصحاب الفرص الانتهازية.
هذه الفئات كل له أساليبه وطرقه، فالذين يتاجرون بالبشر، نوعان، نوع انقرض وهم الذين يطلق عليهم (المرتزقة)، والمرتزقة يؤجرون كرههم للبشر للعمل كقتلة في الجيوش وهؤلاء لم ينقرضوا تماما، فبعد تقلص الارتزاق الفردي، انتشر الارتزاق الدولي، فهناك العديد من الدول تؤجر جزءا من جيوشها للعمل في صفوف الدول الأخرى، والحجج كثيرة... المساعدة في صد اعتداء.. أو المساعدة في التدريب... أو حتى العمل في صفوف القوات الدولية، حيث يضمنون لهم الرواتب والأكل والملابس التي تتكفل بها الدول القادرة على تشغيل جيوش الدول الفقيرة التي أصبحت جيوشها عاطلة عن العمل.
فئة أخرى من تجار الحروب.. وربما هم أكثر الفئات خطورة.. واستفادة وهم تجار الأسلحة، فهناك دول ترى في اندلاع الحروب سوقاً لترويج أسلحتها، وتفريغ مستودعاتها من الأسلحة الخردة.! وهناك أفراد يجدون في الحرب فرصة لكسب الأموال المغمسة بدماء الضحايا من خلال (السمسرة) والوساطة بين مصنعي الأسلحة وطالبيها لقتل الشعوب.
فئة ثالثة تنتهز الحرب لتتاجر بالغذاء والدواء فتخزِّن الأغذية والأدوية قبل بدء الحرب، وتساوم بعد رفع أسعارها أضعافا وقت اندلاعها، وهؤلاء التجار لا رحمة في قلوبهم، إذ يمارسون (لعبة الحرام) هذه حتى في بلدانهم.
فئة جديدة ظهرت بعد التخوّف من الأسلحة الكيماوية والبيلوجية، إذ نشط تجار انتهازيون في جلب الكمامات المانعة للغازات وبالذات الواقية من الجراثيم وبيعها بأضعاف أثمانها..!!
وأخيراً الحرب أفرزت لنا تجار حرب.. يتاجرون بالتراب حيث يعرضون أكياساً لا تتمزق لملئها بالتراب ليضعها الناس أمام بيوتهم ونوافذهم حتى لا تصيبها القذائف... والغريب ان بعضاً من هؤلاء يعرض بضاعته في الأسواق السعودية رغم أننا بعيدون عن الحرب وعن أخطارها.. فثمة إعلانات عن توفر كمامات غاز.. وبدلات للحماية من المواد الكيماوية والبيلوجية.. وأكياس لملئها بالتراب...

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved