بعد أسابيع معدودة في زمن الحياة والشمس.. في زمن الجهد والعرق والتضحية.. في ربيع شباب باسم للامل والمستقبل.. احرق الشموع والليالي مكبا على حصيلة علمه.. جامعا اشتات فكره على كومة اوراقه مجسما على سطورها لوعات امله واعتكافه. تحدوه عزيمة من الامل ترتلها حبات العرق على جبينه.. وتكتبها أنامل الغد في ربيعه..
وتشدو بها رحباته الى آفاقه البعيدة وهو بكل ذلك يرسم خريطة المستقبل على وجه الحياة يقتات كتبا ويسهر ليلا دون مبالاة لاجهاد او ارهاق فهو يعد نفسه للبناء حتى ولو كلف ذلك ابعادا قد لا يتصورها العقل، ولا تدركها النفس.. بعد هذه الاسابيع يسدل الستار عن الفصل الأخير من تلك المسرحية التي قام بأدوارها شبابنا في ظل التعليم والدراسة.. والادوار في مسرحيتنا تعطي حسب مجهود ذلك الممثل الذي يوكل له ثم يقوم هو بالاستعداد النفسي لعمل البروفات على دوره..
وتأتي النتيجة حسب الاتفاق والفهم والادراك لابعاد ذلك الدور..
وهناك عوامل عديدة يكون لها قيمة معنوية يدركها من يمارسها على حقيقتها.. وليس هذا كما يتصور البعض سهلا ومتوفر عند كل شاب يحمل وسام الكفاح على جبينه.. يقدر المعاني.. ويلامس أبعادها.. وأغوارها المؤيدة الى سبل النجاح فيها.. فلعل ذلك يكون من دعائم البناء المتوقف على النتيجة الايجابية ومن ثم سلوك طريق الصور من السلبية الى الايجابية بكل ما تتوفر لدى ذلك الشخص من دعائم.
وبودي ان اناقش عوامل ربما كانت أساسية لموضوع الايجابية التي تتوقف عليها نتجية الطالب.. فالاستعداد النفسي قبل الامتحانات ركيزة هامة تقفز الى الأمام بين تلك العوامل.. فالقلق والضياع والتفكير المشتت قد يجلب نتائج وخيمة لا يتوقعها الطالب، فالارتياح النفسي واخذ الامور بحكمة ورزانة تجعل للنفس استقرارها الذي قد يشبعها لدرجة الثقة بالايجابية.. دون تصادم افكار قد تكون بعيدة عن موضوع المعالجة وهي مادته التي يجب عليه ان يحصر كل افكاره في عناصرها وملابساتها دون النظر الى مفهوم خارجي لها وهذا هو المطلوب.. ولكن التفكير في الصالة ومادة الاسئلة وكيفية السؤال وضياع وقت ليس بالقليل من اجل التأثير على النفس بطريق غير مباشر وهذا في اعقتادي يجلب لها كل المؤثرات التي قد تعوق العقل عن التركيز والمبادرة الى هضم المادة معززا نفسه بالثقة التي تجعل منه ارتياحا ذاتيا يحقق لها مع استمرار الزمن انطوائية الاشتات.. والابتعاد عن مراكز التفكير الخارجي حتى يدرك بعد ذلك ان الاستقرار النفسي اصبح قريباً منه دون العناء فيه، وليس هذا تحليل نفسي اعرضه على حضراتكم وانما ملامسة الواقع تنطق به.. اذن حاول بشتى الطرق ان لا تفكر بخوف ورهبة وقلق من دخول صالة الامتحان وانما استهلك الوقت في عملية التركيز.. هذه العوامل التي تتجسد عند كل طالب وتبدو كأشباح مخيفة تغزوه بليله وتعكر عليه صفو جهده اذا حاول الطالب ادراكها ومعرفة اسبابها ومن ثم معالجتها لا اقول سيضمن النتائج الايجابية لحصيلة عامة وانما سيكون موفقا الى حد ما..
ويتوقف المنزل على اثر كبير في النتيجة.. فالطالب وخصوصا هذه الايام يحتاج الى الجو الهادئ من اجل التركيز، فالفوضى وعدم احترام الشعور قد تسبب في نتجية سلبية في الوقت الذي حاول فيه بتشمير الساعد ولكن المنزل وما يتركه له ايضا ذنب مباشر مترتب على النتيجة..
وكلنا ندرك ما هي قيمة المنزل لان هذا يساعد على ادراك حقائق قد تكون ذاهبة عن بعضنا..
ولعلي بذلك لا القي اللوم على المنزل وانما احببت ان اضع النقاط على الحروف في التأثير العام على حياة الطالب وهو يعيش المرحلة الاخيرة من عامه الدراسي معلقا الآمال على قطف الثمار.. وإلا فما جدوى الحرث والسقي دون الاكل.. وبعد هذا كله يأتي الحكم على الممثلين الذين قاموا بتلك الادوار حيث ان ملامسة الايام التي يعيشها الطالب قبل خروج النتيجة صعب للغاية.. لانه يقف في محطة الانتظار.. ينتظر بكل صبره قسيمته من ذلك المحصول الذي جاهده عاما دراسيا كاملا.. وهنا ينقسم هؤلاء الى فريقين، فريق اشرق وجهه وهذه علامة النجاح.. وآخر معبس وهذه علامة الرسوب.. وختاما اهديكم دعاء بأن يأخذ الله بأيديكم مع جهودكم المبذولة في ذلك الحقل.. ونجاحا موفقا باذنه تعالى.. والحقيقة ان هناك فرصة ثمينة يجب ان تستغل بكل ابعادها.. وايامها ولياليها لان العمل الجاد وسيلة للكسب والافهام دون الكسل والخمول والتلاعب في اعطاء الوقت حقه.. ونيل الاماني يحتاج الى صبر وعطاء من الذات.. وحرق للعيون.. وادراك لمفاهيم الحياة بكل ما يمتلكه الإنسان من قدرات عقلية توهبه حياة أفضل.. ومستقبلاً زاهراً.
ولكم.. ألف تحية.
|